الأديان.. للحوار أم للصدام؟
تركي الدخيل
جاءت الأديان لخدمة الإنسان وتربيته على الأخلاق والعلو به عن الرذائل والسمو به نحو آفاق من العلاقة بالغيب والعلاقة مع الغير، ولا يمكن اعتبار الاستخدام السيئ للدين إلا أنه استغلال اقتصادي، وحين يستخدم الدين للقتل والعنف فإنه يكون استغلالاً وحشياً، وقد قالها علي بن أبي طالب في موضعين، حين قال عن القرآن: "إنه حمّال أوجه"، وردّ علي أيضاً على قول البعض: "لا حكم إلا لله" بقوله: "هذه كلمة حق أريد بها باطل". إذن هناك استخدامات باطلة للحقائق الدينية وهذا هو تحديداً الذي تمارسه الحركات الأصولية أو الطوائف المتطرفة والتي تتخذ من الشعائر وسيلة للتكسب والعنف والتمييز والتكتل الطائفي الأثني.
مؤخراً تم افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، وهو مركز نتمنى أن يزيل التوتر بين أتباع الديانات المتعددة. وأتمنى أيضاً أن يزيل التوتر بين أتباع المذاهب الذين حيّرونا. تجد منتمياً لطائفة يدّعي الحرية والتنوير لكن سرعان ما يتبدل إلى كادر طائفي مندفع يضرب بتطرفه يميناً وشمالاً، نحتار ببعض الأسماء التي تتحدث عن المواطنة بينما تسيء وبكل تهجّم على الملك عبدالعزيز بينما تبجّل الخميني، وكذلك السنة تجد من يبجّل أسامة بن لادن ويسيء للملوك والعلماء ورجالات الوطن المخلصين، هذه الثنائية بين دعاوى الاعتدال وحقائق التطرف يجب أن تدرس من أكاديميين مستقلين يدرسون التطرف لدى السنة والشيعة والصوفية والزيدية والإسماعيلية وسواها من الطوائف المتناحرة ثم تتخذ إجراءت علمية وفكرية للسيطرة على هذا الشتات.
الكل يدعو للحوار من أتباع الأديان والمذاهب وهذا جيد، لكن من الصادق في أنه يريد من الحوار التقارب؟! ومن الذي لديه الاستعداد ليتنازل عن بعض القواعد لصالح الاقتراب من الآخر المختلف؟! أو على الأقل التعايش بدلاً من التقارب!
كانت كلمة سعود الفيصل مهمة حين قال: "إن اجتماع أتباع الأديان والثقافات التي تؤثر على البشر في هذا المركز جاء ليجعلها في خدمة البشر ولأغراض السلام ونشر الخير على هذه الأرض ليكون عامل خير، وأن تكون الخلافات المذهبية عنصراً للتفاهم وليس عنصراً للتصادم"!
بآخر السطر، فلنحول الأديان والمذاهب إلى عناصر للتفاهم لا أدوات للتصادم وهذه مهمة ليست معجزة وليست صعبة بل أسهل من شرب الماء، لكنها سهلة لمن صدق أما الذين يتلوّنون تبعاً للتكتيك أو المصالح أو المواقف السياسية فلا يستطيعون أن يصنعوا إلا الصدام.
تركي الدخيل
جاءت الأديان لخدمة الإنسان وتربيته على الأخلاق والعلو به عن الرذائل والسمو به نحو آفاق من العلاقة بالغيب والعلاقة مع الغير، ولا يمكن اعتبار الاستخدام السيئ للدين إلا أنه استغلال اقتصادي، وحين يستخدم الدين للقتل والعنف فإنه يكون استغلالاً وحشياً، وقد قالها علي بن أبي طالب في موضعين، حين قال عن القرآن: "إنه حمّال أوجه"، وردّ علي أيضاً على قول البعض: "لا حكم إلا لله" بقوله: "هذه كلمة حق أريد بها باطل". إذن هناك استخدامات باطلة للحقائق الدينية وهذا هو تحديداً الذي تمارسه الحركات الأصولية أو الطوائف المتطرفة والتي تتخذ من الشعائر وسيلة للتكسب والعنف والتمييز والتكتل الطائفي الأثني.
مؤخراً تم افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، وهو مركز نتمنى أن يزيل التوتر بين أتباع الديانات المتعددة. وأتمنى أيضاً أن يزيل التوتر بين أتباع المذاهب الذين حيّرونا. تجد منتمياً لطائفة يدّعي الحرية والتنوير لكن سرعان ما يتبدل إلى كادر طائفي مندفع يضرب بتطرفه يميناً وشمالاً، نحتار ببعض الأسماء التي تتحدث عن المواطنة بينما تسيء وبكل تهجّم على الملك عبدالعزيز بينما تبجّل الخميني، وكذلك السنة تجد من يبجّل أسامة بن لادن ويسيء للملوك والعلماء ورجالات الوطن المخلصين، هذه الثنائية بين دعاوى الاعتدال وحقائق التطرف يجب أن تدرس من أكاديميين مستقلين يدرسون التطرف لدى السنة والشيعة والصوفية والزيدية والإسماعيلية وسواها من الطوائف المتناحرة ثم تتخذ إجراءت علمية وفكرية للسيطرة على هذا الشتات.
الكل يدعو للحوار من أتباع الأديان والمذاهب وهذا جيد، لكن من الصادق في أنه يريد من الحوار التقارب؟! ومن الذي لديه الاستعداد ليتنازل عن بعض القواعد لصالح الاقتراب من الآخر المختلف؟! أو على الأقل التعايش بدلاً من التقارب!
كانت كلمة سعود الفيصل مهمة حين قال: "إن اجتماع أتباع الأديان والثقافات التي تؤثر على البشر في هذا المركز جاء ليجعلها في خدمة البشر ولأغراض السلام ونشر الخير على هذه الأرض ليكون عامل خير، وأن تكون الخلافات المذهبية عنصراً للتفاهم وليس عنصراً للتصادم"!
بآخر السطر، فلنحول الأديان والمذاهب إلى عناصر للتفاهم لا أدوات للتصادم وهذه مهمة ليست معجزة وليست صعبة بل أسهل من شرب الماء، لكنها سهلة لمن صدق أما الذين يتلوّنون تبعاً للتكتيك أو المصالح أو المواقف السياسية فلا يستطيعون أن يصنعوا إلا الصدام.