عشرون انقضتْ
وليد بن عبده الوصابي |
بسم الله الرحمن الرحيم لم يكدْ مداد قلمي يجفّ من كَتبي #مقالي: (عشْرٌ انْقضتْ!!) إلا وتتابع الأيام سراعاً لأكتب لكم اليوم: (عشرون انقضتْ)! نعم، هانحن نودّع عشرين يوماً من أيام ضيفنا المبارك. أيامه تعدو عدواً، بل وتجري جرياً، ليس له توقّف ولا سكون، بل حركةٌ بجنون! وهذا كله من أعمارنا القصيرة القليلة التي لا ندري متى يفجؤنا فيها الأجل، ونحن مقصرون في العمل: يامن بدنياه اشتغلْ *** وغرّه طول الأملْ الموت يأتي بغتةً *** والقبر صندوق العملْ فيا عبد الله، إن أحسنت فزد، وإن أسأت فعُدْ. واعلم أنك إلى ربك راجع "إن إلى ربك الرجعى" "يأيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه". ستلقى ماقدّمت، وتحصد مازرعت: فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوّه نادماً يوم الحصادِ ازرعْ جميلاً، تحصد جنة وخميلاً، وتُكسى إستبرقاً وحريراً. أودّع بعضك يا رمضان، بل أكثرك، بل ثلثيك! أودعك حبيبي الكريم، وضيفي العظيم، على أمل أن تتمهل قليلاً في بقيّتك. وأنا أضرع إلى مولاك أن يهبني الصحة والعافية، والتوفيق والتحقيق، للاستيقاظ لعمل الصالحات، والابتعاد عن عمل السيئات. أسألك ربي لي ولإخواني وأخواتي توفيقاً وإعانة، وتحقيقاً وصيانة، وكفاية ووقاية وهداية. وأقول كما قلت آنفاً: من يظن أنه قصر وتوانى، فليجتهد فيما بقي في العشر الأخيرة، (فإنما الأعمال بالخواتيم) فإنها أفضل أيام الشهر، بل أفضل أيام الدنيا، فشمّر عن ساق الجد والاجتهاد، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم، يشدّ مئزره، ويحيى ليله، ويوقظ أهله في هذه العشر الجلّى الفضلى. فاقتد بنبيك عليه الصلاة والسلام، علّ نفحة من نفحات ربك تدركك، وأنت مصلٍ أو ذاكرٍ أو متصدقٍ أو على عمل صالح. (إن لله نفحات من رحمته، فتعرضوا لنفحات ربكم) بالطاعة والخشية. اللهم وفقنا لكل خير، وجنبنا كل شر وضير. محبكم: وليد بن عبده الوصابي. ١٤٣٧/٩/٢٠ |