صيام الواتسيين...! |
د.حمزة بن فايع الفتحي @hamzahf10000 |
يصومُ ( بالواتْس) لم يبقِ لنا خبَرا// والكفُّ تُرسل إن خيرا وإنْ ضرَرا ما انفكَّ يُغدقُ من صُحْف وزاملةٍ// من العلوم ويُهدينا الذي بهَرا أشد وسيلة وأخطرها وأسرعها انتشارا( الواتس آب ) وما تضخه من معلومات مهولة، وفرائد عزيزة، وتعليقات مثيرة، ومراسلات غزيرة، وإنشائيات عريضة، وتافهات وسيعة، حتى شغلت الناس واجتثت أوقاتهم بلا حسبان فكان من آثاره الآتي : ١/ الإشغال : عن معالي الأمور، وجلائل الأعمال. ٢/ الإلهاء : بسفاسف الدنيا عن غالياتها، وتوافهها عن معاليها.(( والعصر إن الانسان لفي خسر )) سورة العصر . ٣/ الالتصاق : بمعنى الإدمان التام، والتحجر المطلق أمام الجوال. عكفنا عليها كالدواب على الجنى// وليس لنا من بعدهنّ صعودُ ! ٤/ النسيان : من جراء الالتصاق والمتابعة والاعتكاف الدقيق. والتسبب في حوادث السيارات . ٥/ التخليط : بسبب كثرة المجموعات وزخارة الرسائل وصور الدردشة. ٦/ الجدال : في حوارات جيدة أو عقيمة تنتهي للإساءة والاتهام. ٧/ الخصام : إذا خفيت الآداب الحوارية، ودخلت حظوظ النفس. ٨/ النفور : بسبب عدم التكافؤ، والتوافق النفسي، أو إساءة بعضهم. ٩/ التذكير : بمواعيد مهمة وإعلانات مفيدة أو جلسات علمية، ما دق وما جلّ، وبلا استثناء...! ١٠/ النصح : لحث خير أو دفع شر، أو إحياء سنن ودفن بدع ومسالك غواية..!! ١١/ الجفاف: وقسوة القلب من جراء المعلومات التافهة والتهريجية، والماجَرَيات السياسية والدرامية اليومية، وقد يحاول تخفيف ذلك بلقطات إيمانية ووعظية للبقاء برغم ضخامة الفتن الجائحة ، والله المستعان،وعنِ ابن عُمَر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( لاَ تُكْثرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَة لِلْقَلْبِ وَإِنَّ أَبْعَدَ الناس منَ اللَّه الْقَلْبُ الْقَاسِي )). |