من طرف admin الثلاثاء 20 يونيو - 7:56
واجب الدولة الإسلامية تجاه الدين:
و وقوف الدولة حامية لجناب الدين، ومواجهتها لمن يجدف بحقه: من أعظم مهمات الدولة في الإسلام، ومن أجلّ مسؤوليات ولي الأمر فيها، وهذه قضية من الوضوح والتأكد في التصور الإسلامي بدرجة كبيرة، جعلت كلمة أهل الإسلام تتوارد على أن مهمة الدولة (حفظ الدين وسياسة الدنيا به) وعلى أنّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وعلى أنّ قوام الدين بكتاب يهدي وبسيف ينصر .
وذلك يجيء متسق مع الحقيقة الكبرى التي أخبر عنها الله في قوله : [وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ] {الذاريات:56} وإذا وَضَع المسلم هذه الغاية نصب عينيه لم يسعه – في دولته وحكمه – إلا أن يسعى في تحقيق العبودية، كما أخبر الله عن عباده الصالحين : [الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] {الحج:41} والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينتظم كل ما من شأنه التأكيد على شرف المعروف وإشاعته في الناس وتقريبهم إليه ، وكل ما من شأنه التنبيه على جريمة المنكر وخطله وحجز الناس عنه.
وفي جزئية النهي عن المنكر تحديداً، يبين النبي صلى الله عليه وسلم مجالات هذا النهي ودرجاته، في قوله: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) [أخرجه مسلم في صحيحه] وأولى من له يد يستطيع بها تغيير المنكرات: الإمام وولي الأمر، والحديث نص في وجوب قيامه بهذا التغيير، كما أن المنكر وصف عام يتحقق في كل ما يخالف الشريعة وينافيها، في العلميات والعمليات، في حقوق الله وفي حقوق الناس .
وإن الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم وفي سيرة خلفائه الراشدين وفي تاريخ الإسلام وعمل المسلمين، يجد أن هذه المسألة – أعني مسؤولية ولي الأمر في حماية الدين وحفظه من عادية الزنادقة والمنافقين- ظاهرة في تصرفاتهم ومتجذرة في تصوراتهم، ولم تكن عندهم في يوم ما موضع إشكال أو تردد، لا كما يصوره بعض المتأثرين بطغيان المفاهيم الليبرالية وسطوتها.
ويكفي أنك لا تكاد تمر بموضع في السيرة فيه حكاية مخالفة قولية أو عملية لحكم الإسلام في دولته صلى الله عليه وسلم إلا وجدت من أصحابه من يبادر في استئذانه صلى الله عليه وسلم في قتل صاحبها، لما تجذر في أذهانهم من كونه مجرماً، وأنه يستحق العقاب بخروجه عن الدين، الذي هو أعظم مكونات الدولة والمجتمع، فهو في حكم المتمرد، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأذن لهم في كل الأحوال إلا أنه لا يخالفهم في كونه مستحقا للعقاب ومرتكبا جرماً، وإنما ينبههم إلى الالتفات لمصلحة إنفاذ القتل من عدمه كما في قوله : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) .
ورغم وجود رعايا في دولته صلى الله عليه وسلم لم يكونوا من المؤمنين إلا أن الحزم الواضح في تطبيق شريعة الله، وتفاني الناس في حياطتها أدّى بهم إلى النفاق، وإعلان الإسلام خوفاً وخشية، وما كان يتفلت من ألسنتهم مما تكنه قلوبهم من تجاوزات شرعية كانوا يبادرون إلى الحلف على إنكاره، وتعقد لهم مجالس الاستتابة، يعتذرون فيها من أي فلتة أو قول يخرمون به نظام المجتمع الإسلامي عبر خرمهم لشريعة الإسلام.
وفي صدر الإسلام لم تكن مسؤولية ولي الأمر وحده في حياطة الدين، بل كانت مسؤولية الناس كلهم والمجتمع بأسره، فكانوا ينقلون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصل لأسماعهم من تجاوزات قولية بحق الإسلام، لما يعلمون من كونها مخالفات تستحق العقوبة والنفي من المجتمع المسلم، وهذا فرع عن إيمانهم بدين الله ، وقوة تصديقهم بما فيه، فصار المخالف له لا بيئة تستوعب مخالفته في مجتمع أنصار الله وجنده .
على أن طبيعة المخالفات التي في صدر الإسلام لم تكن تصل للزندقة الصريحة والكفر بالله ورسوله، بل كانتت فلتات لسانية تدل على ما وراءها من شعور بالضيق والتبرم من دين الله عز وجل.
فأما من كان يريد (إعلان) الكفر بالله ورسوله، فلم يكن ليجرؤ على ذلك إلا بالخروج من المدينة والالتحاق بأرض الكفار، نظراً لما تجذر في ذلك الزمن من ربط وملازمة بين (إعلان الكفر) في المجتمع وبين (إعلان الحرب والتمرد عليه) .
وهذه الملازمة والربط بين (إعلان الكفر والردة) وبين (إعلان الحرب والتمرد) كما هي واضحة جلية في تاريخ الإسلام وسير المسلمين، فإنّ لها سنداً في النصوص قرآناً وسنة، فقوله تعالى : [وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ] {التوبة:12} صريح في اعتبار تصرف (الطعن في الدين) تصرف حربي يبرر القتال ويساوي تصرفات العداوات السياسية كنكث العهود.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) [أخرجه البخاري]صريح أيضاً في اعتبار مجرد الرجوع عن الإسلام تصرف حربي يبرر القتل والقتال، وهو قاعدة في اعتبار التصرفات التي تمس (الدين) محلاً للمسؤولية أمام الدولة وأن ذلك يدخل في باب الجنايات.
ولذا لما ولي الخلافة الصديق رضي الله عنه، عدّ الرجوع عن الإسلام حرباً على دولته، ولم يقبل ممن أتاه إلا العودة للإسلام وإن بالسيف، ولم يتح خيارات أخرى كالدخول في الطاعة مع البقاء على الكفر، أو المسالمة والمهادنة، بل -ورغم الظرف السياسي العصيب- فقد كانت جيوشه تجوب أرجاء الجزيرة لا تقبل من الناس إلا الإسلام، لأنّ حفظ حق الله في هذا الموطن مسؤولية ولي الأمر قبل حق الدولة ككيان سياسي .
ولا يقتصر تناول الخلفاء الراشدين لمسؤوليتهم في حفظ الدين وحياطته على مواجهة المرتدين فحسب، بل يشمل ذلك كل من يأتي بالبدع والغرائب في دين الله، فجلد عمر رضي الله عنه صبيغ بن عسل الذي كان يتتبع المتشابه ويثير الأسئلة الغريبة، بل وذهب علي رضي الله عنه إلى أبعد من ذلك حينما رأى في أفراد واجباته: الوقوف في وجه من يحدث في سيرة المسلمين وتاريخهم، وفضائل رموز الإسلام، حينما قال: ( لا أوتين برجل يفضلني على الشيخين إلا جلدته حدّ المفتري) .
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
Instagram @abadelight Facebook abadelight Twitter abadelight
إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي
https://youtu.be/Svg-h3zWmPg #مجلة_قف_وناظر #مجلة_لايت_نيوز_ستار #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر #مجلة_فن_اوروبا #مجلة_قف_وناظر_الطبية
#قف_وناظر #اكسبلور_فولو #قف_وناظر_الطبية
#كسبلور2020 #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
#اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية #عبدالرحمن_بن_موسى
#اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية