الحياة العقلية للعرب في الجاهلية
كانت العادة هي ما يسيطر على عقل العرب في الجاهلية، ويمكن القول إنّ الحياة العقلية للعرب في الجاهلية كانت شبيهةً إلى حد ما بالحياة العقلية لمختلف شعوب الأرض في طور البداوة وقبل الوصول إلى ما يُسمى بالنضج الفكري والعقلي، ولم يكن لدى العرب القدرة على الربط بين السبب والمسبب، أو بين العلة والمعلول، فعلى سبيل المثال لو مرض أحدهم يتم وصف الدواء له، ويحدث الفهم والربط بين الداء والدواء ولكنه ليس ذاك الفهم المطلوب، وإنما تصبح عادة عندهم أن يتم تناول ذلك العلاج إذا مرض أحدهم مرة أخرى بمثل ذلك المرض، ولم يصل العقل إلى درجة إزالة العقبات والعوارض ومعالجة المسببات، فمثلاً كانوا يعتقدون بأن روحاً شريرة هي ما يسبب أمراضاً معينة فيشرعون بعملية طرد الأرواح، كما كانوا يلجؤون إلى تعليق التمائم لجلب النفع ودفع الضرر عنهم، وبالرغم من ذلك لم تخلُ قبائل العرب من العقلاء الذي يلجؤون إلى التفكير والتعليل الدقيق نوعاً ما.[٤] وقد كان العرب يخافون من المستقبل ومن الفقر، وعندما كان أحدهم يخاف من الفقر أو العيب الخلقي فقد يلجأ للوأد، وعندما كان يخاف من خسارته في التجارة كان يلجأ إلى التطيُّر والذي كان يحتل مكانة كبيرة عند العرب، فكانوا يراقبون حركة الطير لحاجة لهم فإذا اتجه الطير يساراً تشاءموا وإذا انتقل الطير إلى اليمين تفاءلوا ومضوا في حاجتهم، كما كانت عندهم العديد من أنواع الخرز المختلفة في ملمسها ولونها، فكانوا يحركونها بطريقة معينة ويرددون بعد ذلك كلاماً ككلام الكهنة والذي كانوا يسمونه بالرقية، ومن أسماء الخرز الذي كانوا يستخدمونه خرز الهنَّمة، وخرز الهِمْرة، وخرز الكَرار، وخرز الدَّردبيس.[٤]
كانت العادة هي ما يسيطر على عقل العرب في الجاهلية، ويمكن القول إنّ الحياة العقلية للعرب في الجاهلية كانت شبيهةً إلى حد ما بالحياة العقلية لمختلف شعوب الأرض في طور البداوة وقبل الوصول إلى ما يُسمى بالنضج الفكري والعقلي، ولم يكن لدى العرب القدرة على الربط بين السبب والمسبب، أو بين العلة والمعلول، فعلى سبيل المثال لو مرض أحدهم يتم وصف الدواء له، ويحدث الفهم والربط بين الداء والدواء ولكنه ليس ذاك الفهم المطلوب، وإنما تصبح عادة عندهم أن يتم تناول ذلك العلاج إذا مرض أحدهم مرة أخرى بمثل ذلك المرض، ولم يصل العقل إلى درجة إزالة العقبات والعوارض ومعالجة المسببات، فمثلاً كانوا يعتقدون بأن روحاً شريرة هي ما يسبب أمراضاً معينة فيشرعون بعملية طرد الأرواح، كما كانوا يلجؤون إلى تعليق التمائم لجلب النفع ودفع الضرر عنهم، وبالرغم من ذلك لم تخلُ قبائل العرب من العقلاء الذي يلجؤون إلى التفكير والتعليل الدقيق نوعاً ما.[٤] وقد كان العرب يخافون من المستقبل ومن الفقر، وعندما كان أحدهم يخاف من الفقر أو العيب الخلقي فقد يلجأ للوأد، وعندما كان يخاف من خسارته في التجارة كان يلجأ إلى التطيُّر والذي كان يحتل مكانة كبيرة عند العرب، فكانوا يراقبون حركة الطير لحاجة لهم فإذا اتجه الطير يساراً تشاءموا وإذا انتقل الطير إلى اليمين تفاءلوا ومضوا في حاجتهم، كما كانت عندهم العديد من أنواع الخرز المختلفة في ملمسها ولونها، فكانوا يحركونها بطريقة معينة ويرددون بعد ذلك كلاماً ككلام الكهنة والذي كانوا يسمونه بالرقية، ومن أسماء الخرز الذي كانوا يستخدمونه خرز الهنَّمة، وخرز الهِمْرة، وخرز الكَرار، وخرز الدَّردبيس.[٤]