أين المفرُّ وفـي الفـؤادِ توجُّعـي
ولظى المصيبةِ باتَ يُفني أضلعِـي
يا لوعةً أمستْ بقلبـي لـم تـزلْ
أنَّى اتجَهْتُ فحَرُّ جمرتِهـا مَعِـي
غوثُ المدامع صارَ موقـدُ لهفـةٍ
نزفتْهُ حتى غـارَ منـي مَدْمَعِـي
وضجيجُ ألسنـةِ الرحيـلِ يُذيقنـي
مرَّ البلاءِ .. يصبُّهُ فـي مَسْمَعِـي
وعَلا فمِي صمتُ الذهولِ كأننـي
متكلِّـفٌ فـي حبِّـه أو مُدَّعـي !
ما للقوافي الساكناتِ بأحرفي اضْ
طَرَبتْ .. أَمِنْ هولٍ بها لمْ تهْجـعِ؟
يا أيُّهـا النحريـرُ أنَّـى يرتقـي
شعري إلى عَلَمِ الأصولِ الألمعـي
ابـنِ الغديَّـانِ الإمـامِ بعلـمـهِ
الزاهـدِ الأنقـى التـقـيِّ الأوْرعِ
نَحَـرَ العلـومَ بفِطنـةٍ وبصيـرةٍ
وحوى جميعَ فنونِها فـي مَرْجِـعِ
هذي الحشـودُ بأعيـن مشدوهـة
يمحـو النحيـبُ أنينَهـا بتجـرُّعِ
في جامـع كـم ضمَّكـم متهلـلا
واليـومَ أسمعنـي حنيـنَ مـودِّعِ
وأجيلُ طرفي عنـد ساريـةٍ فـلا
ألقى سوى مسـكٍ بهـا متضـوّعِ
من قلبكَ الزاكـي فكـمْ أتْحَفْتََنـا
من بَحْرِ علـمٍ بالمفاخـرِ مُتْـرَعِ
وأرى الثرى يرثي وتبكيك السَّمـا
وكذا مواضِع لا تبيـنُ ولا تعِـي
حملـوكَ جِسْمـاً ناحِـلاً أرهَقْتَـهُ
خوفـاً لتلقـى اللهَ غيـرَ مُـرَوَّعِ
حفروا وفاجعـةٌ تـدكُّ صدورَهـم
حزَناً .. وأيُّ مُوحِّـدٍ لـمْ يُفجَـعِ؟
يا أيُّها القبـرُ الـذي قـد ضمَّـهُ
لو كنتَ مفتخِرا لكنـتَ بموضـعِ
فلقد ضممتَ العلـم أشـرق للدُّنـا
فأضاءها في مَغْربٍ .. في مَطْلِـعِ
ما زال نورُكَ في البرايـا ساطعـا
والعلمُ إن يُحجبْ بـأرضٍ يَسطَـعِ
نُزُلُ الكواكبِ في السَّما معروفـةٌ
والعلمُ منها فـي المحَـلِّ الأرفـعِ
ما العيش إلا الباقيـاتُ الصالحـا
تُ وغيرُها فإلى الفنا والمصـرعِ
ها قد أتى اليومُ الذي ترجو بـه ..
والأجـرُ عنـدَ الله غيـرُ مضَيَّـعِ
يسلـو الفـؤاد بسيـرةٍ محمـودةٍ
واللهُ أرحـمُ بالعـبـادِ الـرُّكَّـعِ
ألبِسْـهُ يـا ربّـاهُ حُلَّـةَ سُنـدُسٍ
وأجبْ دعائـي مِنَّـةً وتضَرُّعِـي
سَكَنَ الرِّضا .. والقلبُ يهتفُ للقضا
إني إلى الرحمنِ ربي مَرْجِعِـي !
شعر
علي بن مشرف الشهري
القاضي بوزارة العدل
جدة - الأربعاء 19/6/1431هـ
ولظى المصيبةِ باتَ يُفني أضلعِـي
يا لوعةً أمستْ بقلبـي لـم تـزلْ
أنَّى اتجَهْتُ فحَرُّ جمرتِهـا مَعِـي
غوثُ المدامع صارَ موقـدُ لهفـةٍ
نزفتْهُ حتى غـارَ منـي مَدْمَعِـي
وضجيجُ ألسنـةِ الرحيـلِ يُذيقنـي
مرَّ البلاءِ .. يصبُّهُ فـي مَسْمَعِـي
وعَلا فمِي صمتُ الذهولِ كأننـي
متكلِّـفٌ فـي حبِّـه أو مُدَّعـي !
ما للقوافي الساكناتِ بأحرفي اضْ
طَرَبتْ .. أَمِنْ هولٍ بها لمْ تهْجـعِ؟
يا أيُّهـا النحريـرُ أنَّـى يرتقـي
شعري إلى عَلَمِ الأصولِ الألمعـي
ابـنِ الغديَّـانِ الإمـامِ بعلـمـهِ
الزاهـدِ الأنقـى التـقـيِّ الأوْرعِ
نَحَـرَ العلـومَ بفِطنـةٍ وبصيـرةٍ
وحوى جميعَ فنونِها فـي مَرْجِـعِ
هذي الحشـودُ بأعيـن مشدوهـة
يمحـو النحيـبُ أنينَهـا بتجـرُّعِ
في جامـع كـم ضمَّكـم متهلـلا
واليـومَ أسمعنـي حنيـنَ مـودِّعِ
وأجيلُ طرفي عنـد ساريـةٍ فـلا
ألقى سوى مسـكٍ بهـا متضـوّعِ
من قلبكَ الزاكـي فكـمْ أتْحَفْتََنـا
من بَحْرِ علـمٍ بالمفاخـرِ مُتْـرَعِ
وأرى الثرى يرثي وتبكيك السَّمـا
وكذا مواضِع لا تبيـنُ ولا تعِـي
حملـوكَ جِسْمـاً ناحِـلاً أرهَقْتَـهُ
خوفـاً لتلقـى اللهَ غيـرَ مُـرَوَّعِ
حفروا وفاجعـةٌ تـدكُّ صدورَهـم
حزَناً .. وأيُّ مُوحِّـدٍ لـمْ يُفجَـعِ؟
يا أيُّها القبـرُ الـذي قـد ضمَّـهُ
لو كنتَ مفتخِرا لكنـتَ بموضـعِ
فلقد ضممتَ العلـم أشـرق للدُّنـا
فأضاءها في مَغْربٍ .. في مَطْلِـعِ
ما زال نورُكَ في البرايـا ساطعـا
والعلمُ إن يُحجبْ بـأرضٍ يَسطَـعِ
نُزُلُ الكواكبِ في السَّما معروفـةٌ
والعلمُ منها فـي المحَـلِّ الأرفـعِ
ما العيش إلا الباقيـاتُ الصالحـا
تُ وغيرُها فإلى الفنا والمصـرعِ
ها قد أتى اليومُ الذي ترجو بـه ..
والأجـرُ عنـدَ الله غيـرُ مضَيَّـعِ
يسلـو الفـؤاد بسيـرةٍ محمـودةٍ
واللهُ أرحـمُ بالعـبـادِ الـرُّكَّـعِ
ألبِسْـهُ يـا ربّـاهُ حُلَّـةَ سُنـدُسٍ
وأجبْ دعائـي مِنَّـةً وتضَرُّعِـي
سَكَنَ الرِّضا .. والقلبُ يهتفُ للقضا
إني إلى الرحمنِ ربي مَرْجِعِـي !
شعر
علي بن مشرف الشهري
القاضي بوزارة العدل
جدة - الأربعاء 19/6/1431هـ