الهدى والهوى
أنا ما كتبت بأصبعي = حرفاً أعيه ولا يعي
أو جال في دنيا المسا = متجاهلاً لمواجعي
حرفي نتاج خواطري = تمضي به كالتابعِ
ولقد تمنّع فترة = وعصى عصاوة مبدعِ
يجترّ آلاماً مضتْ = يجري ولا يجرى معي
حتى رأى ما يستجيـ = ـش مواجعي ومدامعي
فتجدّدت نفثاته = ناراً تقضقض مضجعي
جاشت خواطر جيشه = بتشدّد وتنطعِ
أنلوم طفلاً ويحنا = طفلاً لها في الأربعِ؟!
بهوائه وشرابه = ببراءة وتمتعِ
حبس الهوا فقاعة = أوحت له ما لم يعِ
فرنا لها وبهمّةٍ = ولغيرها لم يسمعِ
لطفاً حبيبي لا تخف = من نفث قلبي الموجعِ
فلقد رأيت وراء صو = رتك الجميلة مصرعي
في بدء محنة أمتي = وختام عِزًّ يانعِ
كم مرة بسطت يديـ = ها في السراب اللامعِ
ورنت إلى ملهاتها = في رغبة وتطلّعِ
إن كنت يا طفلي بها = كالمغرم المستمتعِ
فلسوف تعرف في غدٍ = ما قد كتبت بأصبعي
أن الهوى فيه الهوا = ن لقيصر أو تُبّعِ
أَوْدَى بدولة أمتي = وغدتْ به كالأجدعِ
وهي العزيزة بالهدى = عزَّ العزيز الأرفعِ
ظهر الهوى فقاعة = عظمت فصكّتْ مسمعي
لمعت فكانت دعوة = لرُوَيْبِضِ مُتَمَشْوِعي
أَوَلَمْ تكن قومية = حمى تمزق أضلعي؟!
برضاعة غريبة = تَبّاً لها من مرضعِ
هبّتْ تمزّق وحدتي = كهبوب ريح زعزعِ
فتعددت راياتها = ولكلّ قاصمة دَعِي
رسمت دوائر أمتي = وخليفتي يبكي معي
أوحت بحدّ حدودها = لتفرّق وتقطعِ
وغداً أخي إن مسّه = ضرّ ولا من مفزعِ
يلوي إلى جزاره = يا بئسه من مرجعِ
ما عاد من يحمي الحمى = أَو من يحس بمصرعي
ماعتْ معالمُ ديننا = في عالم متميّعِ
وإذا بمواطن أمتي = ذاك الحزين الموجعِ
وهو القوي شكيمة = وهو الذكي الألمعي
حب الهوى يهوي به = في حمأة المستنقعِ
يهوي إلى رب الهوى = طوعاً بغير تورعِ
يصغي إلى إيحائه = فيما يقول ويدّعي
لا حَلّ إلا في (السلا = م) سلام مص الأصبعِ
ألقِ السلاح مسالماً = والغ الجهاد إذا دُعي
واكفرْ بكل ذخيرة = وعزيزة وتبرعِ
وابذلْ سلامك للذي = ذبح السلام وطَبّعِ
امددْ له كلتا يديـ = ـك وكن كعَبْدِ طيّعِ
مهما بغى مهما طغى = وأتى بجرم مفجعِ
هذا السلام فإن أبيـ = ـت طَوّعتك مدافعي
يا أمة لعبتْ بها = أعداؤها.. أفلا تعي؟
أنلوم طفلاً ما له = وعيٌ بمدّ الأذرع؟
فاثبتْ أخي بزغ النهار = فلا انبهار ببعبعِ
ودع الهوى وهوانه = وإلى الهدى فلتسرعِ
اسمع إليه منادياً = وعلى الجهات الأربعِ
يا بن الهدى أنا طالع = قد حان موعد مطلعي
فمعالمي فوق الربا = ومتارسي في الموقع
فإلى العلا يا ابن العلا = مجد العلا ترقى معي
في عزّ أو جنة = فهما مُنَايَ ومطمعي