تتجه الأنظار بعد غد الأحد إلى ملعب 19 مايو 1956 في عنابة الذي يحتضن الدربي المغاربي الساخن بين الجزائر والمغرب في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2012.
وفي مباراة ثانية لا تخلو من أهمية يبحث المنتخب المصري حامل اللقب في النسخ الثلاث الأخيرة والرقم القياسي في عدد الألقاب (6 مرات) عن كبريائه والخروج من عنق الزجاجة في جوهانسبورغ عندما يحل ضيفاً على جنوب أفريقيا ضمن المجموعة السابعة في محاولة لتصحيح الأوضاع وإنعاش أماله في التأهل إلى النهائيات للدفاع عن اللقب التي توج به العام الماضي في انغولا.
ويلعب السودان مباراة سهلة نسبياً أمام ضيفته سوازيلاند صاحبة المركز الأخير في المجموعة التاسعة، والأمر ذاته بالنسبة إلى ليبيا أمام ضيفتها جزر القمر متذيلة المجموعة الثالثة، علماً بأن المباراة الأخيرة ستقام الاثنين المقبل في مالي بسبب الأوضاع الخطيرة التي تشهدها ليبيا.
وتعتبر المباريات فصلاً أول في التصفيات كون المنتخبات نفسها ستلتقي وجها لوجه في حزيران/يونيو المقبل ضمن الجولة الرابعة على أراضي المنتخبات الضيفة في الجولة الثالثة.
الجزائر – المغرب
في المباراة الأولى، ستبلغ الإثارة ذروتها على ملعب عنابة بالنظر إلى المنافسة القوية بين المنتخبين وبحث كل منهما عن النقاط الثلاث لتعزيز حظوظه في بلوغ النهائيات خصوصاً المنتخب الجزائري الذي يقبع في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة فيما يطمح المغرب إلى تعزيز موقعه في الصدارة التي يتقاسمها مع جمهورية أفريقيا الوسطى برصيد 4 نقاط.
وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى المنتخبين الجارين وستشهد تعبئة أمنية كبيرة لتفادي أعمال الشغب التي قد تفسد جوها التنافسي.
واعتبر مدرب الجزائر عبد الحق بن شيخة أن المنتخب المغربي "قوي لكننا سنفوز عليه" مؤكداً أن لديه" فكرة جيدة عن المنتخب المغربي ونعرف كل لاعب فيه".
وأضاف "أعترف بأنه منتخب قوي لكننا سنفوز عليه، لأن الفوز أمر حتمي بالنسبة لنا".
ووجه بن شيخة رسالة إلى نظيره في المنتخب المغربي المدرب البلجيكي ايريك غيريتس، قائلاً "أحترم جداً السيد غيريتس لكني أقول له ستترك النقاط الثلاث في الجزائر".
وتابع "علينا التغلب عليهم في الصراعات الفردية داخل الملعب. سنكون في أعلى تركيزنا" ثم "انتظار انجاز فردي من رياض بودبوز (لاعب سوشو الفرنسي) أو كريم زياني (لاعب قيصري سبور التركي)".
وأكد بن شيخة على الطابع "الأخوي للقاء رغم أنه مصيري بالنسبة للجزائر"، مشيراً إلى أن اللاعبين "يتمتعون بالوعي لأهمية المواجهة وعبروا عن ذلك من خلال المكالمات الهاتفية اليومية التي أجريها معهم لدرجة إني لا أحتاج لبث الحماس فيهم، هم متحمسون أكثر من اللازم".
وتابع "رسالتي اليهم كانت: لا يوجد أي شيء يمنعنا من تحقيق نتيجة إيجابية"، كما طمأن اللاعبين بأن "يتحرروا من أي ضغط لأنه الوحيد الذي يتحمل المسؤولية مهما كانت النتيجة".
في المقابل، أكد غيريتس أن المنتخب المغربي على أتم الاستعداد لمواجهة نظيره الجزائري معربا عن ثقته في اللاعبين وارتياحه للجو السائد والانسجام الحاصل داخل صفوفه والرغبة الأكيدة لجميع مكوناته لتحقيق نتيجة إيجابية.
وشدد غيريتس على ضرورة تدبير هذه المباراة بكيفية "أكثر احترافية لتفادي أي مفاجأة محتملة"، مضيفاً "لن نلعب حسب طريقة المنتخب المنافس لكن وفق أسلوب لعبنا لإيجاد مفتاح الفوز ومفاجأة الخصم".
وتابع "سنفتح حواراً في ما بيننا لتحرير اللاعبين من الضغط النفسي والتركيز فقط على هذه المباراة الحاسمة"، معتبرا أن الأهم بالنسبة إليه هو" خلق جو ملائم والتواصل الجيد والحماس الفياض داخل المجموعة".
وأوضح غيريتس أنه لا يعرف الكثير عن المنتخب الجزائري بيد أنه أكد أن الأخير خاض غمار كأس العالم الأخيرة ولديه لاعبين ممتازين، الشيء الذي يستدعي المزيد من الحيطة والحذر.
وفي المجموعة ذاتها، تحل جمهورية أفريقيا الوسطى المتصدرة ضيفة على تنزانيا في مباراة تسعى من خلالها الأخيرة إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لكسب النقاط الثلاث وتعزيز حظوظها في التأهل.
جنوب أفريقيا – مصر
ويخوض المنتخب المصري مباراة مصيرية أمام مضيفه الجنوب أفريقي في ظل ظروف صعبة بسبب توقف الدوري المصري منذ مطلع العام الحالي بسبب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك.
وكان الاتحاد المصري يرغب في تأجيل المباراة إلى حين استئناف منافسات الدوري وعودة الاستقرار إلى مصر بيد أن الاتحاد الأفريقي رفض طلبه.
ويعاني المنتخب المصري الأمرين في التصفيات بسقوطه في فخ التعادل أمام ضيفته سيراليون في الجولة الأولى وخسارته أمام مضيفته النيجر في الثانية ما جعله يحتل المركز الأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة مقابل 4 لجنوب أفريقيا المتصدرة و3 نقاط للنيجر الثانية ونقطتين لسيراليون الثالثة.
وقال المدير الفني للفراعنة حسن شحاته "إن مباراة جنوب أفريقيا صعبة من جميع النواحي نظراً للظروف المحيطة بالكرة المصرية حالياً والتي نعرفها جميعاً والتي انعكست بصورة طبيعية على الجوانب الفنية للمنتخب. فقد لعبنا من قبل دورة حوض النيل وكان من ضمن استعداداتنا خوض مباراة ودية أمام الولايات المتحدة ولكنها ألغيت لظروف الثورة وأمام هذا الموقف حاولنا إقامة معسكر مبكر ولكن ظروف الارتباطات الإفريقية للأندية المصرية والتكلفة المادية في هذا التوقيت حال دون ذلك".
وفي المجموعة ذاتها، تلعب النيجر مع سيراليون بعد غد الأحد.
جزر القمر – ليبيا
ولا تختلف ظروف المنتخب الليبي عن نظيره المصري كونه يعاني أيضاً من غياب المنافسة بسبب توقف النشاط الرياضي في البلاد بسبب الأوضاع الخطيرة التي تشهدها.
ولحسن حظ المنتخب الليبي أن منافسه منتخب جزر القمر متواضع ويحتل المركز الأخير في المجموعة.
وأكد مدرب ليبيا البرازيلي ماركوس باكيتا أنه لا يعرف "الظروف التي يعيشها المنتخب، لكني سأركز على الجانب النفسي للاعبين. العديد منهم تركوا عائلاتهم في ليبيا من أجل الدفاع عن ألوان المنتخب".
ويتواجد باكيتا في البرازيل منذ شباط/فبراير الماضي عندما غادر ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وأضاف باكيتا "لدي 3 لاعبين يعيشون في بنغازي ولا أعرف حتى الآن إذا كانوا سيتواجدون معنا في مالي. سأحاول أن أبذل قصارى جهدي في هذه الوضعية".
وتتصدر ليبيا المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط مع موزامبيق التي تستضيف زامبيا الثالثة (3 نقاط) في قمة ساخنة.
السودان - سوازيلاند
وتبدو الفرصة مواتية أمام السودان لتعزيز موقعه في الصدارة التي يتقاسمها مع غانا عندما يستضيف سوازيلاند صاحبة المركز الأخير.
ويغيب عن تشكيلة السودان القائد هيثم مصطفى الموقوف من قبل الاتحاد الأفريقي إضافة إلى لاعب الهلال علاء الدين يوسف ولاعب المريخ راجي عبد العاطي، بيد أن أصحاب الأرض يملكون الأسلحة اللازمة لكسب النقاط الثلاث.
وفي المجموعة ذاتها تحل غانا ضيفة على الكونغو في محاولة لتعويض النقطتين اللتين أهدرتهما بالتعادل السلبي مع ضيفها السودان في الجولة الماضية.
وتبرز أيضاً القمة النارية بين السنغال والكاميرون في دكار ضمن المجموعة الخامسة.
وتتصدر السنغال المجموعة برصيد 6 نقاط وهي تسعى إلى الفوز الثالث على التوالي والابتعاد 5 نقاط عن الكاميرون صاحبة المركز الثاني برصيد 4 نقاط.
وفي المجموعة ذاتها تلعب الكونغو الديموقراطية مع موريشيوس.
كوت ديفوار – بنين
وفي المجموعة الثامنة، تبحث كوت ديفوار بدورها عن الفوز الثالث على التوالي عندما تستضيف بنين الأحد في أكرا بقرار من الاتحاد الأفريقي بسبب الوضع السياسي غير المطمئن في ساحل العاج.
وفي المجموعة ذاتها تلعب رواندا مع بوروندي.
ولا يختلف هدف غينيا عن ساحل العاج والسنغال وتطمح من جهتها إلى تحقيق الفوز الثالث على التوالي عندما تحل ضيفة على مدغشقر صاحبة المركز الأخير في المجموعة الثانية.
وتلعب في المجموعة ذاتها نيجيريا مع إثيوبيا شريكتها في المركز الثاني برصيد 3 نقاط.
وتملك بوتسوانا فرصة تعزيز حظوظها في التأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها عندما تحل ضيفة على تشاد صاحبة المركز الأخير في المجموعة الحادية عشرة.
وتتصدر بوتسوانا المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 6 نقاط أمام مطاردتها المباشر تونس التي تغيب عن هذه الجولة كون المجموعة تضم 5 منتخبات حيث تلعب مالاوي مع توغو.
وفي باقي المباريات، تلعب مالي مع زيمبابوي، والرأس الأخضر مع ليبيريا (المجموعة الاولى)، وبوركينا فاسو مع ناميبيا (المجموعة السادسة)، وكينيا مع انغولا، وغينيا بيساو مع اوغندا (المجموعة العاشرة).