قرر المهندسون المسؤولون في فرق بطولة العالم لسباقات فورمولا وان امس الأحد، خلال اجتماعهم على هامش جائزة أوروبا الكبرى على حلبة فالنسيا الإسبانية، دعم قرار استخدام محرك 6 اسطوانات سعة 1.6 ليتر مع شاحن هوائي "توربو" اعتباراً من موسم 2014، لكنهم طالبوا بتعديل سرعة دوران من 12 ألف دورة إلى 15 ألف دورة في الدقيقة.
وكان القيمون على بطولة الفئة الأولى وافقوا الأربعاء الماضي على تأجيل اللجوء إلى المحرك "الأخضر" الجديد من 2013 إلى 2014 وعلى تعديل الاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" مؤخراً باستخدام محرك من 4 اسطوانات مع شاحن هوائي "توربو" ما تسبب بمشكلة بين الشركات المصنعة الأم حتى تم التوصل وبالاشتراك مع الفرق على محرك من 6 اسطوانات.
وأصبح التصديق على محرك 6 اسطوانات مع شاحن هوائي مسألة وقت بعد موافقة المهندسين المسؤولين الذين طالبوا بتعديل الاقتراح السابق بتحديد سرعة دوران المحرك بـ 12 ألف في الدقيقة، إلى 15 دورة في الدقيقة.
وبعث المجتمعون رسالة إلى مندوب الاتحاد الدولي في فورمولا وان تشارلي وايتينغ أعربوا فيها عن دعمهم لاستخدام محرك الست اسطوانات سعة 1.6 ليتر مع شاحن هوائي عوضاً عن المحرك الحالي (8 أسطوانات سعة 2.4 ليتر).
كما أعرب المجتمعون أيضاً عن رغبتهم بتأجيل التعديلات المقترحة على هيكل السيارة من 2013 إلى 2014.
وأصبح من المتوقع أن تتم الموافقة على تعديلات 2014 عبر فاكس بين الفرق والمجلس العالمي للسيارات الذي قد يحسم هذه المسألة الأسبوع المقبل.
ويأتي اعتماد المحرك "الأخضر" استناداً إلى سياسة الاتحاد الدولي للسيارات الساعي إلى تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية، وقد عمل في الأعوام الأخيرة من أجل الوصول إلى مبتغاه من خلال تعديلات كثيرة أدخلها على أنظمة البطولة.
وسيعود الشاحن الهوائي إلى سيارات الفئة للمرة الأولى منذ عام 1988 ومن المؤكد أن متابعي رياضة الفئة الأولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي إم دبليو والأحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الأشخاص المتواجدين على بعد 100 متر من هذه السيارات.
لكن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة الـ "توربو"، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون مع المحافظة على السرعة.
وستحدد سرعة دوران المحرك بـ 12 ألف دورة في الدقيقة عوضاً عن 18 ألف حالياً، إلا في حال الموافقة على اقتراح مهندسي الفرق، إلى جانب استعمال وقود بديل يقلص استهلاك الوقود بحوالي 35 بالمئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية.
ومن المؤكد أن الناحية البيئية أصبحت في الأعوام الأخيرة من هواجس القيمين على سباقات الفئة الأولى، خصوصاً أن رياضة المحركات بشكل عام تشكل هدفاً سهلاً لناشطي البيئة وذلك لأن سيارات الانتاج المستعملة يومياً تعتبر السبب الأساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الأوزون وتسبب بارتفاع حرارة الأرض.
ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الأولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس، والتاريخ يؤكد أن هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الأبرز على ذلك هو أن تحول المحركات من 12 أسطوانة إلى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الأزمنة المسجلة على كل حلبة، إذ إن سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه إن لم يكن أفضل من ذلك الذي حققته سيارات محرك الـ 10 أسطوانات في السابق أو المحركات المزودة بشاحن هوائي.