موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:49

    حبات من التمر تعوِّض الصائم يوماً كاملاً من الطاقة والماء





    if(sharesCount == 1){
    document.write(' ');
    }



    أفاد خبراء أن تناول 3 حبات من التمر أو الرطب كفيلة بتعويض صيام يوم كامل، وذلك لحاجة الصائم وبعد يوم طويل إلى طاقة وماء.

    ويحتوي الرطب على نسبة عالية من السكريات تتراوح بين ربع وزن الحبة الواحدة ونصفها، كما تحتوي أيضا على 65-70% ماء ونسبة بسيطة من الألياف والبروتينات ونسبة من الدهنيات النباتية، بينما يحتوي التمر على نسبة أكبر من السكر فيه والتي تصل من نصف إلى ثلاثة أرباع وزن حبة التمر وتصل نسبة الماء إلى ربع الوزن تقريباً.

    وينصح الخبراء بترك المعدة والأمعاء بعد تناول التمر لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتمتص وتستخلص السكر، ليعود السكر في الجسم إلى مستواه الطبيعي.

    ورغم فوائد التمر المتعددة التي تتراوح من مقو للكبد إلى تنشيط الغدة الدرقية، إلا أنه لا ينبغي الإفراط في تناوله لكونه عالي السعرات الحرارية.

    وتحتوي 10 حبات تمر على 350 سعرة حرارية، لذا يفضل الخبراء تناول الرطب عن التمر، لأن 10 حبات رطب تحتوي على 136 سعرة حرارية.

    أما عن التمر بالشوكلاتة، فحبتان تساويان 180 سعرة حرارية، وحبتان من التمر باللوز تحتويان على 120 سعرة حرارية.

    يُذكر أن التمر منجم من الفيتامينات لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية كالفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت، كما يحتوي التمر أيضاً على فيتامينات أ وب1 وب2 ود.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:50

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad3
    لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.

    لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.

    فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
    وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة" زاد المعاد في هدي خير العباد(2/30)..

    لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات، كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

    وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟

    السلف والقرآن في رمضان :

    نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي؛ فهذا الإمام البخاري -رحمه الله- كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل الختم؛ دعوة مستجابة. صفة الصفوة(4/170).

    وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، قال الربيع: "كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة". صفة الصفوة(2/255)

    وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟، يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم". يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.

    السلف والقيام في رمضان :

    قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئهاتتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

    وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،

    ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً"

    وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.

    وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين

    عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القاريء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي

    وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ.

    وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين . أخرجه عبد الرزاق في المصنف

    وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي

    وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي

    وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يسثقل ذلك . أخرجه ابن أبي شيبة

    وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام

    وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي


    السلف والجود في رمضان

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه

    قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة

    وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم .

    وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين . وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل .


    السلف وتنوع القربات

    وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة.

    عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة

    وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا . وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.

    وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

    وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب الله وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى صلتنا بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا، فنقتدي بهم -نرجو من الله ذلك-.

    نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبه صلى الله عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على ما سار عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . وأن يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا. آمين اللهم آمين.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad4


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:51

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad3
    ما أروع الصيام وأحلى معانيه ، تتجلى فيه عبادة من أعظم عبادات القلب ، ألا وهي إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى . ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة 5 .

    الصيام خصه الله تعالى لنفسه ( الصوم لي وأنا أجزي به ) إذ هو عبادة لا يطلع على حقيقتها وصحتها إلا الله سبحانه وتعالى . من ذا الذي يطلع على الصائم إذا خلا بنفسه أأكمل صومه أم لا إلا الله عز وجل . والإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.

    وقيل: هو أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله، فيكون الله محبوب قلبه، ومعبود قلبه، ومقصود قلبه فقط

    وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه.

    وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.

    ومن هُنا تأتي أهمية الصوم ومعناه الكبير ! إذ كُل عبادةٍ سواه قد يدخلها الرياء حتى الصلاة خير الأعمال قد يدخلها الرياء .

    فما أحوجنا إلى الصيام نتعلم فيه الإخلاص . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا رياء في الصوم.

    فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كدّر كدّر عليه، ومن أحسن في ليله كوفي في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفي في ليله، وإنما يكال للعبد كما كال.

    الإخلاص مطلب ملح ، وعمل قلبي واجب ، لا منزلة لأعمال العبد بدونه ، كيف لا ؛ ومدار قبول الأعمال وردها عليه ، بالإخلاص والمتابعة تقبل الأعمال ، وبضده يحبط العمل .

    قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّين أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} سورة الزمرَ ( 2 ـ 3 ) . وقال تعالى:{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ} سورة الزمر (15- 14 )

    وقد جمع الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في سلم الوصول شرطي قبول العمل ، فقال:

    شرط قبول السعي أن يجتمعا*** فيه إصابة وإخلاص معـاً

    لله رب العـرش لا سـواه***موافق الشرع الذي ارتضاه

    وكـل ما خـالف للوحيـين *** فإنـه رد بغـير مـين


    قال تعالى :{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} سورة الملك(2).

    قال الفضيل بن عياض - رحمه الله- أخلصه وأصوبه. قالو: ما أخلصته وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص: أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة؛ ثم قرأ قوله تعالى { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} سورة الكهف(110).

    وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} سورة النساء (125) . وإسلام الوجه هو: إخلاص القصد والعمل لله، والإحسان فيه متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وسننه.

    الإخلاص فيه زكاء للنفس ، وانشراح للصدر ، وطهارة للقلب ، وتعلق بمالك الملك ، المطلع على السرائر والضمائر.

    الإخلاص مسك القلب، وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه.

    إذا اطلع الخبير البصير على الضمير فلم يجد في الضمير غير الخبير، جعل فيه سراجاً منيراً.


    سئل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله- عن الصدق والإخلاص؟ فقال: بهذا ارتفع القوم.

    نعم بضاعة الآخرة لا يرتفع فيها إلا مخلص صادق! .

    إنما تحفظ هذه الأمة وتنصر بإخلاص رجالها!

    أيها الأحبة:

    إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر، وإذا كان كثيراً ولم يصاحبه إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر، وقد قيل: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل..

    قال ابن القيم - رحمه الله – في الفوائد : "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه".

    الإخلاص ثمرته عظيمة ، وفوائده جليلة ، والأعمال المقترنة به مباركة:

    الإخلاص هو الأساس في قبول الأعمال والأقوال.

    الإخلاص هو الأساس في قبول الدعاء.

    الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة.

    الإخلاص يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام.

    الإخلاص يحرر العبد من عبودية غير الله..

    الإخلاص يقوي العلاقات الاجتماعية وينصر الله به الأمة.

    الإخلاص يفرج شدائد الإنسان في الدنيا والآخرة.

    الإخلاص يحقق طمأنينة القلب وانشراح الصدر

    الإخلاص يقوي إيمان الإنسان ويُكرِّه إليه الفسوق والعصيان..

    الإخلاص تعظم به بركة الأعمال الصغيرة ، وبفواته تَحقُر الأعمال العظيمة .


    لقد عرف السائرون إلى الله تعالى أهمية الإخلاص فجاهدوا أنفسهم في تحقيقه ، وعالجوا نياتهم في سبيله .

    يقول سفيان الثوري رحمه الله : " ما عالجتُ شيئاً عليّ أشد من نيتي ، إنها تتقلب عليّ " .

    وقال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسلوه؛ جعلوا ينظرن إلى آثار سواد بظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

    وعن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.

    وهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول عنه تلميذه أبوبكر المروزي: كنت مع أبي عبد الله نحواً من أربعة أشهر، بالعسكر، وكان لا يدع قيام الليل، وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسر بذلك.

    وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالاً، يقوم أحدهم في الصف، فتسيل دموعه على خده، ولا يشعر به الذي جنبه.

    وقال الشافعي رحمه الله: وددت أن الخلق تعلموا هذا – يقصد علمه- على أن لا ينسب إلى حرف منه.

    أخي الصائم :

    ما أحوجنا للتدرب على الإخلاص في هذا الشهر الكريم ، ومجاهدة النفس على طرد العجب والتخلص من أي تعلق للقلب بغير المولى جل وعلا.

    من استحضر عظمة الخالق هان عليه نظر المخلوقين وثناؤهم ، ومن تعلق قلبه بالدار الآخرة هانت عليه الدنيا وملذاتها .

    مساكين من أبطلوا أعمالهم بالشرك الخفي .. مساكين من أذهبوا ثوابهم بالرياء وإرادة الثواب العاجل . { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } النساء 134 .

    { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } [ هود 15 – 16 ]

    ((قال الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه)) رواه مسلم

    شجرةُ الإخلاص أصلُها ثابت وفرعها في السماء . ثمرتها رضوان الله ومحبته وقبول العمل ورفعة الدرجات .

    وأما شجرة الرياء فاجتُثت لخبثها فأصبحت هباء منثورا، لا ينتفع بها صاحبها ولا يرتفع ، يناديه مناد يوم يجمع الله الأولين والآخرين : من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك.

    لريح المخلصين عطرية القبول، وللمرائي سموم النسيم.

    نفاقُ المنافقين صير موضع المسجد كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات. ( لا تقم فيه أبداً )

    وإخلاصُ المُخلصين رفع المساكين منازل فأبر الله قسمهم ( رُبَّ أشعث أغبر ) .

    كم بذل نفسَه مُراءٍ لتمدَحَهُ الخلائق فذهبت والمدح ، ولو بذلها للحق لبقيت والذِكر .

    المُرائي يحشو جراب العمل رملاً فيُثقلُه ولا ينفعه .. ريح الرياء جيفة تتحامى مسها القلوب.

    لما أخذ دُود القزّ ينسُجُ أقبلت العنكبوت تتشبه وقالت : لك نسجٌ ولي نسج ، فقالت دُودةُ القز : ولكن نسجي أرديَةُ بناتِ المُلوك ونسجُكِ شبكة الذباب ، وعند مسّ النسيجين يبين الفرق .

    الإخلاص أخي الصائم .. فيه الخلاص من ذل العبودية للخلق إلى عز العبودية للخالق

    الإخلاص أخي الصائم .. فيه الخلاص من نار تلظى .. ورقي في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    الإخلاص أخي الصائم .. شجرة مورقة .. وثمرة يانعة .. بها تنال النفس أعلى المراتب .. وتتبوأ أسنى المطالب


    رزقنا الله وإياك صلاح العمل .. وإخلاص النية .. وكتبنا جميعاً من المقبولين والمعتقين من النيران.

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad4


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:52

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Up13098433631


    أهلا بكم أخواننا .. زوار وأعضاء منتدى المسلم.....

    أقدم لكم اليوم..بفضل الله ..

    كتاب ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فى ثواب العمل الصالح برابط واحد بحجم 20 ميجا على أكثر من سيرفر








    DoWnlOaD



    **********Click Here**********


    نرجو منــكم الدعـــاء ..


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:53

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad3
    الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، كما في حديث جبريل لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن الإسلام، فقال: ((أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان))1 الحديث.

    وكما في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس .. - وذكر منها - وصوم رمضان..)2 الحديث.

    إذاً فالصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمارة بالسوء، وهو مركب من أعمال القلب, ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه ، وهو أجمل الخصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس فاقتضت الحكمة الإلهية أن يبدأ في التكاليف بالأخف, وهو الصلاة تمريناً للمكلف ورياضة له ثم يثني بالوسط وهو الزكاة، ويثلث بالأشق وهو الصوم وإليه وقعت الإشارة في مقام المدح والترتيب {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} (35) سورة الأحزاب.

    وها نحن في شهر رمضان المبارك الذي فرض الله صومه على كل مسلم مكلف ، فالصيام فيه شعيرة ظاهرة ، وعبادة واجبة ، لذا كان من المناسب الحديث عن هذه العبادة العظيمة ، وما فيها من فضائل وحكم وأسرار .

    تعريف الصيام:

    الصيام في اللغة: هو الإمساك والامتناع، ومنه قول مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} سورة مريم 26.

    ويستعمل في كل إمساك, يقال: صام: إذا سكت, وصامت الخيل: وقفت، ومنه قول الشاعر:

    خـيل صيـام وخـيل غـير صائمـة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

    فهذا هو معناه، يعني مثل إمساك الخيل عن علك اللجام، هو تركها له، وكذلك الإمساك في اللغة: هو الترك. والإمساك عن كل شيء من الكلام والطعام، وجاء به الشرع في أشياء مخصوصة.

    والصيام في الشرع: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات - (حقيقة أو حكماً) كمن أكل ناسياً فإنه ممسك حكماً - من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس.

    فالصوم الشرعي: إمساك وامتناع إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، وما في حكمهم خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى.

    قال تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَيْلِ} (سورة البقرة- آية187).

    وهو كما سبق ركن من أركان الإسلام، كما ثبت في ذلك أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وأجمع العلماء على وجوبه بشروط بينوها، كغيره من واجبات الشرع.

    وتجري علية الأحكام الخمسة من الوجوب والإباحة والمسنون والمحرم والصيام المحرم كصيام العيدين.

    والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، فالجوع يكسر من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة، وهو كذلك يضيق مجاري الشيطان، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه، وقبل ذلك كله هو عبادة لله، فالصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله، وذلك حقيقة الصيام.

    زمن فرضية الصيام:

    وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد صام تسع رمضانات، وفرض أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام، فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً، ورخص للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، فإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض، وإنما كان مع الصحة فجبر بإطعام ثلاثين مسكيناً، كفطر الصحيح في أول الإسلام.

    ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} (187) سورة البقرة، والخيطان: بياض النهار وسواد الليل.

    فضل الصيام:

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((..ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))3

    وعن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -عز وجل-: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).4

    وقال أيضاً: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد))5

    وعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان))6

    وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا))7

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما حضر رمضان: ((قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))8

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).9

    والصيام باب من أبواب الخير: فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ألا أدلك على أبواب الخير؟!)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار ))10

    والصيام لا مثل له: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: (( عليك بالصيام، فإنه لا مثل له))11

    والصوم باب يؤدي إلى التقوى: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة

    وكلما أكثر المرء من الصيام باعد الله بينه وبين النار: فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).

    فهذا في صيام يوم واحد، فكيف بمن صام يوماً وأفطر يوماً، أو صام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر؟!

    ومن فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، ولكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة))12.

    وقد قال تعالى: في أثناء آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة، ليرغب الصائم بكثرة الدعاء.

    وهذه من فضائل الصيام مطلقاً وهي في شهر رمضان آكد ؛ لأن صيام رمضان هو أشرف أنواع الصيام وأفضلها. قال الحافظ ابن رجب: ( فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام، لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها).

    نسأل الله عز وجل أن يرزقنا من فضله ، ويسبغ علينا نعمه ، ويجعلنا ممن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً ، ويغفر لنا ويعتقنا من النار إنه سميع مجيب.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad4
    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Counter


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:54

    مفطرات الصائم في ضوء المستجدات الطبية

    بإختصار:
    ما يدخل البدن عن طريق المنافذ:
    الفم-الأنف-العين-الأذن-الإحليل-الدبر-القبل
    أولاً: الفم:
    اتفق الفقهاء على أن ما يدخل الفم ويكون في حد الظاهر منه، لا يفطر الصائم.... مثل المضمضة وذوق الطعام، ونحوهما، قلت: وضابطه الفقهي ... أن لا يتعدى حّد الظاهر من الفم بمخرج الحاء، وبناءً على هذا التحديد: نبين حكم بخاخ الربو، ومضغ العلك، والتدخين.
    1- بخّاخ الربو:
    تباينت الفتاوى بشأن البخاخ الذي يتعاطاه بعض المرضى عن طريق الفم، فذهب البعض إلى أنه لا يفسد الصوم، وذهب آخرون إلى أنه يفسد الصوم.
    الرأي الأول: البخاخ لا يفسد الصوم: استظهرت اللجنة الدائمة بالسعودية عدم الفطر باستعمال هذا الدواء، لأنه ليس في حكم الأكل والشرب، بوجه من الوجوه، وهو ما جاء في فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جزء إلى المعدة، ويستند بعض أصحاب هذه الفتوى إلى أن الرذاذ الذي تنفثه بخاخة الربو حدوده الرئتان ... ولا يصل إلى المعدة، ولا يشكل غذاء ولا شراباً للمريض.قلت: فهو تبع للدواء لا لطلب الغذاء, كما هو شأن الحقنة الشرجية
    الرأي الثاني: البخاخ مما يفطر به الصائم: استظهر أصحاب هذا الرأي أن ما يعرف بالنشاق يكون فيه دواء سائل مضغوط في زجاجة، ويستنشقه الصائم من طريق فمه، يفطر الصائم، لأنه دواء دخل من طريق الفم، وقيد بعضهم ذلك بما إذا وصل الدواء المستعمل بالبخاخة إلى الجوف، وإلا فالصوم صحيح.
    الرأي الراجح: يحتوي بخاخ الربو على مستحضرات طبية + ماء + أوكسجين، وقد أكد لي عدد من الأطباء والصيادلة أن هذا المحتوى يدخل إلى المعدة بيقين، فالرأي: أن استعماله يفسد الصوم، والله أعلم.
    قلت: إن أخذنا بالاعتبار: أنه تبع للدواء لا لقصد الغذاء: فنقول لا يفطر.والله أعلم
    2- العلك:
    تكلم الفقهاء في هذه المسألة عندما كان العلك مادة طبيعية لم تدخلها الصنعة، وقالوا: إن تفرَّق وتفتت بالمضغ فوصل منه شيء إلى الجوف، بطل الصوم، وإن كان قوياً – كالمطاط .. – فإنه يكره وورد نهي لأم حبيبة رضي الله عنها: "لا يمضغ العلكَ الصائمُ"
    ومعظم العلك الموجود في هذه الأيام من النوع الصناعي، فهو يحتوي على مواد سكرية وطعم الفواكه أو النباتات، وصبغات طبيعية أو مصنعة كيميائياً، وكل هذا يتحلل داخل الفم عندما يختلط باللعاب الذي يتكون من أكثر من 99% من الماء + أملاح غير عضوية + مواد عضوية ويصل مع اللعاب إلى الجوف.
    فيا حبذا لو أدرك المفتون هذه الحقيقة، وشددوا في النهي ..؛ سداً للذريعة، ولوحظ طبياً أن مضغ العلك يمكن أن ينهي إفراز المعدة، وبذلك يعرقل عملية الهضم، خاصة ً.. البروتينات، كما أن العلك ينهك الغدد اللعابية، ويستنفد بعض طاقات الصائم..

    3- التدخين: قلت: الدخان نوع إحراق يدخل البدن من الفم فيذهب للمعدة والرئتين وطعم التبغ مكروه وتأباه العقول السليمة, وفيه شهوة ولكنها محرمة...
    وقد يظن الابعض ممن لا يعرف مقاصد الشريعة السمحاء فيقول: الدخان يدخل مع مخرج النفس لا مخرج الطعام والشراب ليس من المفطرات.
    والبعض يوجّه توجيهاً عاطفياً، حين نصح المدخن بالإقلاع عن التدخين ليحفظ صحته وأسنانه وماله وأولاده ونشاطه مع أهله،,,,,,وهو مجرم بتجارته بشع في معناه
    ... والدخان نوع من الشراب بلا شك، ولكنه شراب ضار محرم....والبعض يشتهيه فهو مفسد للصوم وهو مما يميل إليه الطبع، وتنقضي به شهوة البطن.
    والواقع أن الدخان بجميع أنواعه (لفائف التبغ "سجائر وسيجار" وما يحرق في الأنبوب Pipe، وما يوضع في النارجيل) من المواد العضوية التي تحتوي على القطران والنيكوتين، ولها جرم يظهر في "الفلتر" وعلى الرئتين، وتصبغ الطبقة المخاطية التي تغطي جدار البلعوم بلون داكن، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: فإن التدخين يلبي شهوة المدخن (الكيف والمزاج) فيؤثر على أعصابه تأثيراً لا يقل عن تأثير الخمور والمخدرات، ولهذا نجد المدخن يصبر عن الطعام والشراب، ولكنه لا يصبر عن الدخان، فتناول الدخان – إذن – ينتفي مع معنى الصوم الذي ذكره الحديث القدسي: "يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".

    ثانياً: الأنف:
    يختلف الفقهاء في اعتبار ما يدخل من الأنف مفسداً للصوم، نتيجة اختلافهم في قبول حديث لقيط بن صبرة، وأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال له: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً"، واختلافهم في مدى دلالته، وفي جواز القياس عليه.
    وبناء على ذلك: أفتى البعض بأن ما يدخل من الأنف إلى بدن الصائم يفسد صومه، يستوي في ذلك أن يكون بخاخ زكام، أو سعوط أو مسحوق عطر، أو ماء الاستنشاق المبالغ فيه.
    وأفتى بعض آخر بأن كل ما يدخل من الأنف إلى بدن الصائم لا يفسد صيامه مطلقاً.
    وهناك من ميز في فتواه بين ما كان له جرم – كالماء والسعوط والعطر المسحوق – فعده من المفطرات إذا وصل إلى الحلق، وما ليس له جرم – كالبخاخ ونحوه – فلا يفسد الصوم.
    والذي ينبغي الالتفات إليه في هذا الشأن:
    1- أن الأنف منفذ يشترك مع الفم في الاتصال بالحلق وأن جهاز الشم به يستقبل المواد الطيارة، فيذيبها في طبقة المخاط، ثم ينقلها عن طريق العصب الشمي إلى مركز الشم بالمخ، ولعل هذا هو الذي جعل السلف يقول إن ما يؤخذ عن طريق الأنف يصل إلى الدماغ. ولو بعد حين
    2- قد يستعمل الأنف طريقاً للتغذية في بعض الأحيان، فيكون هو والفم سواء في الحكم.
    3- أثبتت التحاليل الطبية أن بعض المواد العالقة في الهواء تدخل من الأنف، ويكون لها تأثير كبير على الدورة الدموية، ولهذا يطالب المدافعون عن حماية البيئة باستعمال الغاز الطبيعي أو البنزين الخالي من الرصاص في تشغيل الآلات والمركبات، ومنعت بعض الدول التدخين في الأماكن العامة حماية لغير المدخنين من تأثير الدخان على صحتهم. وهو ما يسمى بالتدخين السلبي وهو أشد ضرراً من التدخين المباشر...
    وبناء على ذلك نقول وبالله التوفيق:
    1- إذا استعمل الأنف طريقاً للتغذية في بعض الحالات – فما يصل منه إلى الحلق يفسد الصيام.
    2- إذا تعمد الصائم التقطير في الأنف، أو استنشاق بخاخ الزكام أو الاستعاط، أو شم ما يُشبع رغبة الكيف أو المزاج (كالسموم البيضاء، أو الغِراء، أو القطنة المبللة بالبنزين)، أو تعمد البقاء في أماكن التدخين، وما أشبه ذلك: بطل صومه.
    3- إذا احتاج الصائم لاستعمال قناع الأوكسجين لضيق في تنفسه، أو لوجوده تحت الماء، أو لانخفاض الضغط الجوي في الطائرة، أو نحو ذلك: فلا يبطل صومه، كما لو تنفس الهواء الطبيعي. والله أعلم.
    قلت هذ للضرورة أو للحاجة العامة, وعلى كل فهو تبع للدواء أو الضرورة, لا يقصد به التغذية , والشريعة جاءت بنفي الحرج
    ثالثاً: العين:
    يبدو أن الفتاوى الحديثة في مسألة الكحل والدهن والقطرة في العين قد تابعت الخلاف الذي جرى بين الفقهاء، وهذا الخلاف بني على أصلين؛ أولهما: مدى صحة وحجية أحاديث الاكتحال، والثاني: مدى اعتبار العين منفذاً إلى الجوف. قال الإمام أحمد رحمه الله: عن الكحل: يجد طعمه من الغد...
    فقد رأينا أن غالبية الفتاوى في هذا الشأن لا تبطل صيام المكتحل، لمجموع الأحاديث التي يقوي بعضها بعضاً، ولأن العين ليست بمنفذ إلى الجوف، وعدى هذا الحكم إلى كل ما يوضع في العين من دواء وقطرة ومراهم ونحوها.
    ومع ذلك أفتى البعض بفساد صوم المكتحل وقاس على الكحل كل ما يوضع في العين من قطرة ودهون، إذا وصل إلى الحلق.
    ونلاحظ في هذا المقام أن الدموع التي تفرزها الغدة الدمعية لتنظف وترطب قرنية العين تصب في تجويف الأنف عن طريق القناة الدمعية، لذا عندما يبكي الإنسان طويلاً يتمخط كثيراً.
    فالرأي – عندي – أن الصائم إذا اكتحل أو وضع في عينه الدهن أو الدواء أو قطر فيها، وأحس بأثر ذلك في أنفه فتمخط، فإن صيامه يكون صحيحاً، أما إذا أحس بأثر ذلك وعيَّنه في مخاطه فاقتلعه بنَفَسه وابتلعه، فإن صيامه يفسد، والله أعلم. قلت: القصد مهم جداً وكونه من المداخل المعتبرة للجسد سواء من الأنف أو الأُذن كما سيأتي, مع التقيد بالدليل

    رابعاً: الأذن:
    اختلف الفقهاء في حكم الصوم إذا صب الصائم في أذنه ماء أو قطر فيها دواء، فمن قال منهم بفساد الصوم أجرى قياس الأذن على الأنف بجامع أن كلاً منهما منفذ، ومن ثم عدّى الحكم الوارد في حديث لقيط بن صبرة المتقدم، ومن قال منهم بصحة الصوم طبق الأصل المعتمد لديه؛ والقاضي بأن ما أدخل في الأذن لا يفطر إلا أن يصل إلى حلق الصائم.
    وبناء على هذا الاختلاف: اختلفت الفتاوى الحديثة، فأفتى البعض بفساد صوم من يصب الماء في أذنه أو يقطر فيها الدواء، وأفتى آخرون بصحة الصوم في هذه الحالة.
    ويبدو لنا أن قياس الأذن على العين أولى من قياسها على الأنف؛ ذلك أن الأنف – كالفم – منفذ طبيعي إلى الحلق والجوف، أما الأذن فالأمر فيه مختلف، لوجود الغشاء الطبلي (طبلة الأذن) الذي يفصل الأذن الخارجية عن الأذن الوسطى، وتقف عنده السوائل فلا تنفذ إلى ما وراءه، فإذا أزيل هذا الغشاء الطبلي أو السمعي – وأصيب الإنسان بالصمم – صارت الأذن منفذاً إلى الجوف، لاتصالها بالبلعوم عن طريق قناة استاكيوس، وحينئذ فقط يكون قياس الأذن على الأنف صحيحاً، لاشتراكهما فيما يسمى "البلعوم-أنفي".
    فمناط الفتوى – إذن – يرجع إلى سلامة الغشاء السمعي، فإن كان سليماً محكماً لا يسمح بمرور السوائل إلى الأذن الوسطى، فالصوم صحيح، أما إن تمزق لمرض أو حادث، ودخلت السوائل إلى البلعوم-أنفي، فالصوم يبطل. والله أعلم.

    خامساً: الإحليل:
    قد يستدعي فحص المسالك البولية لشخص تقطير مواد سائلة أو ملونة عن طريق مجرى البول، تستقر في المثانة، لتوضح الصور التي تلتقطها الأشعة، وقد بحث الفقهاء من قديم حكم الصوم مع إدخال مثل هذه السوائل في الإحليل، فرأى البعض أن ذلك يفطر الصائم، ولو لم يصل إلى المثانة قياساً على حكم الحقنة الشرجية، ورأى آخرون أن التقطير في الإحليل لا يفطر الصائم إلا إذا وصل إلى المثانة، لأنه أدخل شيئاً إلى جوفٍ، والرأي الغالب أن الصيام صحيح إذا قطر في إحليله، لأن هناك فرقاً بين الإحليل وبين فتحة الشرج، .. قلت: ليت الأصل في ذلك يكون واحداً, والتفريق لا حجة له..
    والفتاوى الحديثة: بعضها يكتفي بعرض آراء الفقهاء، ومنها ما يفتي بعدم فساد الصوم "لأننا لا نجد علة واضحة نستطيع بواسطتها أن نحكم على فساده وبطلانه، ثم إن هذه من الأمور التي لم يرد فيها نص عن الشارع".
    ونحن مع الرأي الأخير، ونرى علة واضحة لكون الصوم صحيحاً مع التقطير في الإحليل – حتى لو وصل إلى المثانة – وهي أن المثانة عضو طارد، عندما يمتلئ تتمدد ثنيات الطبقة المخاطية به، فتدفع الطبقة العضلية السوائل إلى الخارج.

    سادساً: الدبر:
    تناول الفقهاء حكم إدخال شيء في دبر الصائم، وخاصة "الحقنة الشرجية" فعند جمهورهم أن استعمالها يفطر الصائم، لأنه أدخل مائعاً إلى جوفه باختياره، وهم يستندون إلى ما رواه البيهقي من أن "الفطر مما دخل"، وقياساً على ما يصل إلى الدماع، مثل ما ورد في حديث لقيط بن صبرة المتقدم، ولأن ما في الحقنة من مائع دخل إلى الجوف من طريق معتادة، كما لو دخل من الفم أو الأنف، وذهب البعض إلى أن الحقنة الشرجية لا تفسد الصوم، وهو رأي ابن تيمية وابن حزم، لأنها لا تغذي بوجه من الوجوه، بل تستفرغ ما في البدن، كما لو شم شيئاً من المسهلات، كما أنها لا تصل إلى المعدة.
    (قلت: بل تصل؛ لأن حقن المتقدمين فيها مواد منها الماء, وتستمر في الأمعاء وقتا طويلا.. قد يكون زهاء الساعة وما حولها.. ولكن رأي شيخ الإسلام : لأنها تبع للعلاج ولا يقصد بها التشهي والقوة لطلب الغذاء...)
    وعلى هذا الأساس تنوعت الفتاوى المعاصرة – فيما يتعلق بحكم استعمال الصائم الحقنة الشرجية – إلى ثلاث اتجاهات:
    1- يرى الاتجاه الأول أن الحقنة الشرجية تفسد الصوم، سواء كانت للتداوي أو للتغذي أو لغير ذلك، لأنها تدخل من منفذ طبيعي، وتصل إلى الجوف.
    2- ويرى اتجاه آخر أن الحقنة الشرجية لا تبطل الصوم مطلقاً، لأنها لا تصل إلى المعدة.
    3- أما الاتجاه الثالث: فإنه يميّز بين الحقنة الشرجية التي تدخل مادة غذائية في الجسم، ويعدها مفسدة للصوم، وبين الحقنة الشرجية التي تحمل مادة ملينة للأمعاء، كالماء والصابون أو الأشياح، وهذه لا تفسد الصوم، لأنها قد لا تمتص، والهدف منها:إخراج الفضلات من الجسم.
    ونشير إلى أمرين ينبغي الالتفات إليهما قبل الفتوى في موضوع الحقن الشرجية:
    1- أن امتصاص المواد المهضومة، يعني عملية مرور المواد الغذائية البسيطة التركيب الناتجة من الهضم، خلال بطانة القناة الهضمية إلى الدم، وليس للمعدة وظيفة تُذكر في عملية الامتصاص، إنما يحدث معظم الامتصاص في الأمعاء الدقيقة، أما الأمعاء الغليظة فإنها تمتص الماء وقليلاً من الأملاح والغلوكوز، وقد تمتص الأدوية المختلفة.
    2- من الطرق المتبعة في تغذية المريض إعطاؤه مواد غذائية مهضومة جزئياً عن طريق الشرج، ولو أن القدرة على امتصاصها تكون ضعيفة جداً، لأن دور القولون الأساسي هو الإطراح وليس الامتصاص.
    وبناءً على ذلك: فإننا نوصي الصائم بتأخير استعمال الحقنة الشرجية إلى ما بعد الإفطار – احتياطاً للعبادة – سواء كانت تحمل مواد غذائية أو سوائل أخرى، ما دام العلم قد أثبت أن الأمعاء الغليظة لها قدرة على امتصاص السوائل، وأن الأمعاء الدقيقة هي التي يحدث فيها معظم الامتصاص، ولا نظن أن هناك ضرورة ملحّة تقضي باستعمال الحقنة الشرجية أثناء فترة الصوم، لا سيما وأن كثيراً من أساتذة الطب ينصحون بعدم إجراء الحقن الشرجية أثناء الصوم، لأنها تسبب ضعفاً في عضلات الأمعاء وغشائها، وتخرش القولون، وتنهك المريض وتستهلك قواه. والله أعلم.
    ومما يلحق بالحقنة الشرجية، ما يستعمله البعض مما يسمى بالتحاميل أو اللبوس أو أقماع البواسير أو المراهم، ونحو ذلك مما يستعمل لتخفيف آلام البواسير، أو خفض درجة الحرارة، أو التقليل من مضاعفات الزكام والبرد، عن طريق إدخالها في دبر الصائم.
    ويرى بعض المعاصرين أن ذلك يفسد الصوم، بينما يرى آخرون أن لا أثر لذلك على صحة الصوم.
    ونحن نميل إلى القول بعدم تأثير هذه المواد على صحة الصوم، لأنها تمتص من مكانها بواسطة شبكة كبيرة من الأوردة الدموية للدم مباشرة، ولا تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً، فهي كامتصاص الجلد الخارجي للماء والدواء والدهون، والله أعلم.

    سابعاً: القُبل:
    قد تحتاج المرأة إلى إدخال شيء في قبلها، وذلك لمرض يتطلب إدخال مراهم أو أدوية، أو لعمليات التنظيف المهبلي، أو لإجراء فحص عن طريق إدخال أدوات وأجهزة طبية، أو مس المهبل بنترات الفضة، ونحو ذلك.
    وقد ذهبت بعض الفتاوى المعاصرة إلى فساد الصوم بذلك، لأن المهبل هو القناة التي تبتدئ بالفتحة المعروفة، وتنتهي بفم الرحم، والسائل الذي يمر بهذه القناة يصل إلى الداخل، فالواجب قضاء ما أفطرته المرأة لهذا السبب.
    وذهبت فتاوى أخر إلى أن كل هذه الممارسات لا تؤثر على الصوم، لأن الصوم لا يفسده إلا ما يصل إلى المعدة، وما ذكر ليس على صورة الطعام والشراب ولا في معناه، وهو لا يصل إلى المعدة محل الطعام والشراب.
    ويميز البعض بين الفحص النسائي، ويرى أنه لا يفسد به الصوم، قياساً على إدخال الإصبع في الفم، ولعدم ورود نص في الشرع أو عن الصحابة أو التابعين في مثل هذه الأمور، وبين عمليات التنظيف، ويرى أنها من الأعذار التي تبيح للمرأة الفطر، لأنها تحتاج إلى مخدر، وقد تكون سبباً في نزول الدم.
    ونحن نفرق بين ثلاث حالات بالنسبة للمرأة:
    1- مخرج البول: وهو يتصل بالمثانة – مثل إحليل الرجل – وهذا يأخذ الحكم الذي سبق أن أعطيناه للإحليل، وهو صحة الصوم مع إدخال شيء في هذا المكان، لما سبق أن قلناه من أن المثانة عضو طارد وليس مستقبلاً.
    2- مهبل البكر: ويسده غشاء البكارة، الذي يسمح بخروج دم الحيض، ولا يسهل أن يمر منه شيء إلى الداخل، ونرى أن يأخذ نفس الحكم الذي أثبتناه لما يرِد مخرج البول.
    3- مهبل الثيب: وهو عبارة عن قناة عضلية لها فتحة خارجية، وتمتد نحو عنق الرحم، وما يصب فيه يمكن أن يصل إلى أعلى الرحم، ونرى أن الأدوات والأجهزة الطبية التي تدخل فيه تؤدي إلى إفطار الصائمة، لأنها أدخلت إلى مكان مجوف في بدن المرأة، وقد يؤدي ذلك إلى نزول الدم، وكذلك الحكم – بل هو أولى – في حالة ما إذا صب فيه شيء من الماء أو الدواء أو غير ذلك، ونوصي بعدم الفتوى بصحة الصيام في مثل هذه الحالات. والله أعلم.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:54






    if(sharesCount == 1){
    document.write(' ');
    }


    شارك هذا على...



    شبكات إضافية







    شارك هذا عن طريق البريد الإلكتروني...








    حال السلف في رمضان

    أخي المسلم .. أختي المسلمة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
    أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة ، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته . وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة ، أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح ، حفظكم الله ورعاكم .
    كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟

    قال تعالى:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ( البقرة : 185) .
    أخي الكريم :
    •خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
    •خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
    •تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
    •يزين الله كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ثم يصيروا إليك .
    •تصفد فيه الشياطين .
    •تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
    •فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
    •يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
    •لله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة من رمضان .
    فيا أخي الكريم :
    شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقله ؟ بالانشغال باللهو وطول السهر ، نتضجر من قدومه ويثقل علينا ، نعوذ بالله من ذلك كله .
    ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح ، والعزيمة الصادقة على اغتنامه ، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته .
    وإليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان :
    ـ قال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah :" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، يقول عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " (أخرجه البخاري ومسلم )
    وقال :" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ( أخرجه البخاري ومسلم) ، ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط ، وإنما كما قال النبي ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah :" من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " ( أخرجه البخاري ) ، وقال :" الصوم جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم " ( أخرجة البخاري ومسلم )
    قال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah :"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(أخرجه البخاري ومسلم ) ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End (الفرقان : 63 ، 64) ، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه ، قالت عائشة رضي الله عنها : " لا تدع قيام الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ".
    وكان عمر بن الخطاب ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Radia يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظه أهله للصلاة ، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة .. ويتلو ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End ( طه:132)، وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End ( الزمر :9) قال : ذاك عثمان بن عفان ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Radia، قال ابن أبي حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة .
    وعن علقمة بن قيس قال : بت مع عبد الله بن مسعود ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Radia ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي ، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حية يرتل ولا يراجع يسمع من حوله ولا يجع صوته ، حتى لم بيق من الغسل إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف ، ثم الوتر .
    وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمآت الأيات ـ تحتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر .
    لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah:" من قام مع أمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " ( رواه أهل السنن )
    الصدقة :

    كان رسول الله ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah :" أفضل الصدقة صدقة في رمضان .." ( أخرجه الترمذي عن أنس )
    روى زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Radia يقول : أمرنا رسول الله صلى ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً ، قال فجئت بنصف مالي ، فقال لي رسول الله ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah " ما أبقيت لأهلك " فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال رسول الله ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah ماذا أبقيت لهم ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله " قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً .
    وعن طلحة بن يحيى بن طلحة ، قال : حدثني جدتي سعدى بنت عوف المرية ـ وكانت محل إزار طلحة ابن عبيد الله ـ قالت : دخل على طلحة ذات يوم وهو خائر النفس ، فقلت : مالي أراك كالح الوجه ؟ وقلت : ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك ؟ قال : لا ؛ لونعم حليلة المرء المسلم أنت . قلت : ما عليك ، اقسمه ، قالت : فقسمه حتى ما بقى منه درهم واحد ، قال طلحة بن يحيى : فسألت خازن طلحة كم كان المال ؟ قال : أربعمائة ألف .
    فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها ، واحرص على آدائها بحسب حالك ، ولها صور كثيرة منها :
    أ -إطعام الطعام :
    قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واثيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) (الانسان :8-12) ، فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ، ويعدمونه على كثير من العبادات ، سواد كان ذلك بإشباع الجائع ، او إطعام أخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر . قال رسول الله ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah " ياأيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " .( رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني) ، وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
    وكان كثيرمن السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Radia عنهما وداود الطائي ومالك ابن دينار وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين ، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه ، فلم يفطر في تلك الليلة .
    وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم ،منهم الحسن وابن المبارك .
    قال أبو السوار العودي : كان رجا لمن بني عدي يصلون في هذا المسجدد ، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل ، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
    وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم ، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة :" لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولن تؤمنوا حتى تحابوا " كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر على معاونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
    ب - تفطير الصائمين :
    قال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah :" من أفطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End ، وفي حديث سلمان: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أحره من غير أن ينقص من أجره شيء ، فقالوا يا رسول الله ، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Sallah يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ، حتى يدخل الجنة ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End .
    ج - الاجتهاد في قراءة القرآن :
    سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :
    كثرة قراءة القرآن .
    البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى .
    كثرة قراءة القرآن :
    شهر رمضان هو شهر القرآن ، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلّم يختم القرآن كل يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم كل سبع ، وبعضهم كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة ، يقرءوها في عير الصلاة ، وكان قتادة يختم كل سبع دائماً ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة ،وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة فيها تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه عمل غيرهم كما سبق .
    البكاء عند تلاوة القرآن :
    لم يكن من هدي السلف هذا القرآن هذ الشعر دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب ، ففي البخاري عن عيد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :" اقرأ علي " فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟! فقال :" إني أحب أن أسمعه من غيري " ، قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) ( النساء : 41) ، قال " حسبك " فالتفت فإذا عيناه تذرقان . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End (النجم :59،60) فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حسهم بكى معهم ، فبكينا ببكائه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :" لا يلج النار من بكى من خشية الله " ، وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى إذا بلغ ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start يوم يقوم الناس لرب العالمين) ( المطففين :6) فيكى حتى خر ، وامتنع من قراءة ما بعدها ، وعنمزاحم بن زفر قال : صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ ( إياك نعبد وإياك نستعين۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End بكى حتى انقطعت قراءته ، ثم عاد فقرأ الحمد .
    وعن إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ،وهو يبكي ويردد هذه الآية :۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Start ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  End ( محمد :31) وجعل يقول : ونبلو أخباركم ، ويردد وتبلوا أخباركم ، أن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكنتا وعذبتنا ، ويبكي .
    د - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس :
    كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا صلى الغداة ـ أي الفجرـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ( أخرجه مسلم ) وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال :" من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " ( صححه الألباني ) هذا في كل الأيام ، فكيف بأيام رمضان ؟
    فيا أخي المسلم ـ رعاك الله ـ استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل ، والاقتداء بالصالحين ، ومجاهدة النفس في ذات الله ، وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
    هـ - الاعتكاف :
    كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ( أخرجه البخاري ) ، لالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من نالتلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها .
    وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير على من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة والعزيمة الصادقة أعانه الله ، وأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر ،وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف قلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه ، فما بقى له هم سوى الله وما يرضيه عنه .
    هـ - العمرة:
    في رمضان : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال :" عمرة في رمضان تعدل حجة " (أخرجه البخاري ومسلم ) ، وفي رواية : "حجة معي " فهنيئاً لك ــ يا أخي ـ تحجةمع النبي صلى الله عليه وسلّم .
    و- تحري ليلة القدر :
    قال صلى الله عليه وسلّم :" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ( أخرجه البخاري ومسلم ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله ليلي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر . وفي المسند عن عبادة مرفوعاً :" من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " ، وللنسائي نحوه ، قال الحافظ : إسناده على شرط الصحيح .
    وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً ليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها ، فيا من أضاع عمره في شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ، فإنها تحسب من العمر ، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها ، من حرم خيرها فقد حرم .
    وهي في العشرة الأواخر من رمضان ، وهي في الوتر من لياليه الآخرة ، وأرجى الليالي سبع وعشرين ليلة ، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه :" والله إني بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين " وكان أبي يحلف على ذلك ويقول :" بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها "
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال :" قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " ( رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)
    ز- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار :
    أخي الكريم ، أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار منالذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ،ومنها :
    •عند الافطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
    •ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : " هل من سائل فأعطيه ، هل من مستغفر فأغفر له "
    •الاستغفار بالأسحار : قال تعالى : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) (الذاريات :18)
    وأخيراً .. أخي الكريم ..
    وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيأ ظلال الأعمال الصالحة ، أنبهك إلى أمر مهم … أتدري ما هو ؟ إنه الإخلاص ..فكم من صائم ليس له من صيامة إلا الجوع والعطش ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ، أعاذنا الله وإياك من ذلك ، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلّم يؤكد على هذه القضية .." إيماناً واحتساباً " ، وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم ، فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول : كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول : ما أشد الزكام ! يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ، وعن محمد بن واسع قال : لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه ، لا تشعر به امرأته ، ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ، ولا يشعر به الذي جنبه
    وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك ، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة ، وعن أبن أبي عدى قال : صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ، ويرجع عشياً فيفطر معهم .
    قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل العمل سراً ، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه ، فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.
    اللهو في رمضان :
    أخي ..
    أظن أني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت .. قطعت عليك الوقت ، ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان ، إنها ظاهرة إضاعه الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله .. إنها الغفلة والأعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية ، قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) ( طه :124-127) ، وكم تتألم نفسك ،ويتقطع قلبك حسرات على ما تراه من شباب المسلمين ، الذين امتلأت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة .. كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة .. نعم أن المسلم ليغار على أوقات المسلمين ، وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله .
    ولكن ..!!! بأس عليك .. إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك الدعوة والدعاء . نعم ، ودعوة من غفل من أبناء المسلمين وهدايتهم الصراط المستقيم . والدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يستجيب فلا نشقى ابداً .
    أخوك الناصح


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:55

    مهنا الحبيل

    تظلّ أعجوبة تدوير هذه المناسبة الكونيّة في حياة الإنسان والأرض محلّ تأمّل واستزادة من أصل هذه الأسرار النفسيّة والروحيّة والكونيّة، من خلال البعد الجمعي الطبيعي بين سلوك الإنسان وحياة واستقرار الأرض، وما قصدتُه في الفقرة الأخيرة أن المتأمّل في تعاليم شهر رمضان، والواقف عند تشديداته في ضبط حياة الإنسان وتهذيبها في القول والعمل، والقراءة الواعية لذلك الباعث الحثيث في خطاب رمضان في ضبط الشهوة ومعالجتها، وإعلاء الحسّ الإنساني وصفاء الروح ونقاء الفكرة وسُبحات التبتّل الربّاني في شؤون الخلق والخليقة، كلّ ذلك يُعطي مؤشرًا طبيعيًّا في حال تطبيقه على الأرض التي يعيش عليها البشر، فتطمئنّ جغرافيا الإنسان الممتدة حين يتهذّب الجسد فيحترمها لعلوّ روحه.

    تمامًا كما أن الرصد العالمي يُجمع على أن أسباب الانحباس الحراري الذي يهدّد الكون من فعل الإنسان بآلته التي لم تحترم الروح ولا السلامة ولا الطمأنينة، وجعلت صناعة المادة وتهميش الروح وازدراء العلو الأخلاقي في أصل فلسفة الوجود الإنساني مقابل الصناعة الماديّة للعالم، فأُصيبت الأرض والإنسان بأدواء وكوارث متجدّدة خرقت طبيعة توازن الخلائق، فهي كذلك حين يُحذّر رمضان ومدرسته الفلسفيّة الراقية والعميقة من خطورة صعود المادة المضطرب على حياة الإنسان، وينبّه بقوّة على علوّ الروح وتسامي البشر الأخلاقي الذي أجمع الفلاسفة أنه سرّ التفوّق في رحلة الحياة البشرية.

    ولأن الرسالة الإسلاميّة في أصل بنائها التوجيهي المعظم لكرامة وآدمية الإنسان وتفوّق روحه ومعياره الأخلاقي قد كانت الرسالة الخاتمة لبيان السماء إلى سكان الأرض؛ فقد جاءت بهذا الرسالة العظيمة التي أسماها الحق تبارك وتعالى الصيام وجعلها في رمضان، وانظر جدليّة التوافق الكبيرة في معنى الرسالة وفلسفتها وتوقيتها حين كان رمضان هو موعد نزول البيان المقدس ورسالة الحق الخالدة إلى البشريّة وشركائهم في الخليقة، فكان القرآن منزّلاً في رمضان.

    إذًا حين نربط بين هاتين الصورتين من المشهد الكوني العظيم الارتباط بشهر رمضان ورسالة الصوم في مهمتها الخاصة جدًا والأولويّة الأولى لثمرة الرسالة وهي معالجة انحراف الإنسان وإعلاء حسّه الروحي ونبضه المعرفي الفطري في تهذيب الروح وإيقاظها لمشهد الحياة ورسالة الإنسان، وبين تزامن توجيه هذه الرسالة المقدّسة الخاتمة (وهي القرآن) نُدرك العلاقة القويّة والاندماجيّة في معنى الصوم والتفكّر ودورة الروح للإنسان والخليقة لتذكية روحهم بالحقيقة وإعلاء أخلاقهم وهدايتهم بكل قوة تعبير ووسيلة ترشيد للنفس، وصولاً إلى التقدّم نحو خطاب الهداية المُقدّس والنجاة به إلى الملأ الأعلى.

    وتدليلاً على حيوية هذه العلاقة وخصوصيّتها تأتي النصوص متضافرة متعاضدة لتأكيد ذات المعنى حين تؤكّد على أهمية مدارسة القرآن وفهم مقاصده وتلاوته في شهر رمضان... هدى للنّاس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان....

    لقد لخّص هذا الإيجاز البليغ المعجز رسالة رمضان لتحقيق الهدى والفرقان عن الخطيئة بإرشاد القرآن.. ولذا وعلى الرغم من التقصير الضخم والإيغال المتطرّف من خطاب الانحراف الإنساني تجاه رسالة الموسم ودلائل توجيهاته، إلاّ أنه يبقى وكما أشرنا في صدر المقال يحمل سرّه الخاص وتوجيهه النادر في هذا الصخب الجنوني لحياة الإنسانيّة التي تُفرد مواسم متعدّدة لتنمية الخطيئة والانحراف، ولثقافة ازدراء الروح والإنسانيّة مقابل الماديّة، أو ما هو أدهى صناعة الجسد بعد سلخ الروح لتسويقه بضاعة للسوق العالميّة المشتركة، والتي ترعاها أسس تقديس المادة وتصفية الروح.

    هنا يأتي رمضان كمائدة للروح لا لإثخان ولإسراف الجسد... يأتي لكي يُذكّر دورة الكون بحياة الروح ونقائها، وهي في ذاتها سعادة للبشرية، ليس على المستوى الأممي للخليقة المهتدية فحسب، ولكن حتى على مستوى الفرد... حين تتهذّب نفسه من الشهوات المتعدّدة... وتنطلق روحه مردّدة بكل ثقة... لقد أبصرت الحقيقة.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:57

    إمساكية شهر رمضان لعام 1432هـ -2011 م
    الرابط
    http://www.fowzan.net/imsakia/
    اطلب مدينتك الآن
    نسخة للطباعة بمقاس 1713 *1240 اضغط على اسم المدينة ثم حفظ باسم:
    مكة المكرمة , المدينة المنورة , القدس الشريف , جدة ,
    الرياض , الدمام , بريدة , أبها , تبوك , الطائف , مسقط ,
    صلالة , ابوظبي , دبي , الشارقة , رأس الخيمة , الدوحة ,
    المنامة , الكويت , صنعاء , عدن , بغداد , عمان , دمشق , غزة ,
    عكا , طرابلس , بيروت , القاهرة , الإسكندرية , بور سعيد ,
    السويس , المنصورة , الجيزة , أسيوط , بنغازي , طرابلس ,
    تونس , الجزائر , عنابة , ورقلة , قسنطينة , تلمسان ,
    الرباط , الدار البيضاء , مراكش , أجادير , طنجة , نواكشوط ,
    الخرطوم , جيبوتي , فنمبوني , روما , فيينا ,
    واشنطن , نيويورك , باريس , برلين , لندن ,


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Empty رد: ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة الخميس 4 أغسطس - 23:57

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad3
    الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأكرمنا بفريضة الصيام، والصلاة على خير الأنام، نبينا محمد وعلى آله وصحبه السادة الكرام،...أما بعد:

    فإن الإسلامَ دينُ تربيةٍ للملكات، والفضائل والكمالات، فهو يَعُد المسلم تلميذاً ملازماً في مدرسة الحياة، دائماً فيها، دائباً عليها، يتلقى فيها ما تقتضيه طبيعتُه من نقصٍ وكمال، وما تقضيه طبيعتُه من خيرٍ وشر,ومن ثَمَّ فهو يأخذهُ أخذَ المربي في مزيج من الرفق والعنف بامتحانات دورية متكررة، لا يخرج من امتحان إلا ليدخل في امتحان آخر، وفي هذه الامتحانات من الفوائد للمسلم ما لا يوجد عشرُه ولا مِعْشاره في الامتحانات المدرسية المعروفة.

    وامتحاناتُ الإسلام تتجلى في هذه الشعائر المفروضةِ على المسلم، تلك الشعائر التي شرعت للتربية والتزكية والتعليم، لا ليضيَّق بها على المسلم، ولا لِيُجْعل عليه في الدين من حرج، ولكنَّ الإسلامَ يريد ليطهرَه بها، وينميَ ملكاتِ الخيرِ والرحمةِ فيه، وليقويَ إرادتَه وعزيمتَه في الإقدام على الخير، والإقلاع عن الشر، ويروضَه على الفضائل الشاقة كالصبر والثبات، والحزم والعزم والنظام، وليحرِرَه من تعبُّد الشهوات له ومَلكِها لعنانه.

    وفي كل فريضةٍ من فرائض الإسلام امتحانٌ لإيمان المسلم وعقله وإرادته، غيرَ أن الصيامَ أعسرُها امتحاناً؛ لأنه مقاومة عنيفة لسلطان الشهوات الجسمية، فعليه تروَّض النفوس المطمئنة، وبه تروض النفوس الجامحة، فمدتُه شهرٌ قمريٌّ متتابعٌ، وصورتُهُ الكاملةُ فطمٌ عن شهوات البطن والفرج، واللسان والأذن والعين, وكلُّ ما نقص من أجزاء ذلك الفطام فهو نقصٌ في حقيقة الصيام، كما جاءت بذلك الآثار عن صاحب الشريعة، وكما تقتضيه الحكمةُ الجامعةُ من معنى الصوم.


    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ» رواه البخاري -1761- (6/457), ومسلم -1943- (6/16).. أي وقاية.

    ففي الصومِ وقايةٌ من المأثم، ووقايةٌ من الوقوع في عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الإفراط في تناول الملذات.

    إذا المرء لم يتركْ طعاماً يُحِبُّـهُ ولم يَنْهَ قلباً غاوياً حيث يمما

    فيوشك أن تلقى له الدهر سُبَّةً إذا ذُكِرَتْ أمثالها تملأ الفما

    لا يتوهم المسلمُ أن حقيقةَ الصومِ إمساكٌ عن بعض الشهوات في النهار ثم يعقبه انهماكٌ في جميع الشهوات في الليل؛ فإن الذي نشاهده من آثار هذا الصوم إجاعةُ البطنِ، وإظماءُ الكبدِ، وفتورُ الأعضاءِ وانقباضُ الأساريرِ، وبذاءة ُ اللسانِ، وسرعةُ الانفعالِ، واتخاذُ الصومِ شفيعاً فيما لا يُحَبُّ من الجهر بالسيئ من القول، وعذراً فيما تَبْدُرُ به البوادرُ من اللّجاج والخصام، والأيمان الفاجرة.

    كَلا إن الصومَ لا يَكْمُل ولا تَتِمُّ حقيقتُه، ولا تظهر حِكَمُهُ، ولا آثاره إلا بالفطام عن جميع الشهوات الموزعةِ على الجوارح؛ فللأذن شهواتٌ في الاستماع، وللعين شهوات من مدِّ النظر وتسريحه، وللِّسان شهواتٌ في الغيبة والنميمة ولذاتٌ في الكذب واللغو.


    وإن شهواتِ اللسانِ لَتربو على شهوات الجوارح كلها، وإن له لضراوةً بتلك الشهوات لا يستطيع حَبْسَهُ عنها إلا الموفقون من أهل العزائم القوية.

    أيها الصائم:

    صومُ رمضان محكٌّ للإرادات النفسية، وقمعٌ للشهوات الجسمية، ورمزٌ للتعبد من صورته العليا، ورياضةٌ شاقةٌ على هجر اللذائذ والطيبات، وتدريبٌ منظمٌ على تحملِ المكروه من جوع وعطش، ونطقٍ بحقٍّ، وسكوتٍ عن باطل.

    والصومُ درسٌ مفيدٌ في سياسة المرء لنفسه، وَتَحكُّمِهُ في أهوائه، وضبطِه بالجد لنوازع الهزل واللغو والعبث.

    وهو تربيةٌ عمليةٌ لخلُقِ الرحمةِ بالعاجز المعدم؛ فلولا الصيامُ لما ذاق الأغنياء الواجدون ألمَ الجوع، ولما تصوروا ما يفعله الجوعُ بالجائعين.

    وفي الإدراكاتِ النفسيةِ جوانبُ لا يغني فيها السماعُ عن الوجدان؛ فلو أن جائعاً ظل وبات على الطّوى خمس ليال، ووقف خمساً أخرى يصور للأغنياء البِطَانِ ما فعله الجوعُ بأمعائه وأعصابه، وكان حالُه أبلغَ في التعبير من مقاله, لما بلغ في التأثير فيهم ما تبلغه جوعةٌ واحدةٌ في نفس غنيٍّ مترف, ولذلك كان نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يدارسه جبريل القرآن، فرسولُ الله أجودُ بالخير من الريح المرسلة.


    أيها الصائم

    رمضان نفحاتٌ إلهيةٌ تَهُبُّ على العالم الأرضي في كل عام قمريٍّ مرةً، وصفحةٌ سماويةٌ تتجلى على أهل الأرض فتجلو لهم من صفات الله عطفَه وبرَّه، ومن لطائف الإسلام حِكمتَه وسرَّه؛ فلينظرِ المسلمون أين حظهم من تلك النفحة، وأين مكانُهم من تلك الصفحة. ورمضانُ مستشفى زمانيّ يجد فيه كل مريض دواءَ دائه، حيث يستشفي فيه مرضى البخلِ بالإحسان، ومرضى البِطْنةِ بالجوع والعطش، ومرضى الخصاصةِ والجوع بالكفاية والشِّبَع.

    شهرُ رمضانَ عند الأَيْقاظ المُتَذَكِّرين شهرُ التجلياتِ الرحمانية على القلوب المؤمنة ينضحها بالرحمة، ويفيض عليها بالرَّوح ويأخذها بالمواعظ، فإذا هي كأعواد الربيع جِدَّةً ونُضْرَةً، وطراوةً وخُضْرةً.

    وإنها لحكمةٍ أن كان شهراً قمريّاً لا شمسيّاً، ليكون ربيعاً للنفوس، متنقلاً على الفصول، فيروِّض النفوس على الشدة في الاعتدال، وعلى الاعتدال في الشدة, ثم إن رمضانَ يحرك النفوسَ إلى الخير، ويسكِّنها عن الشر، فتكون أجود بالخير من الريح المرسلة، وأبعد عن الشر من الطفولة البريئة.

    ورمضانُ يطلق النفوسَ من أسر العادات، ويحررُها من رق الشهوات، ويجتث منها فسادَ الطباع، ورعونةَ الغرائز، ويطوفُ عليها في أيامه بمحكمات الصبر، وَمُثبِّتات العزيمة، وفي لياليه بأسباب الاتصال بالله، والقرب منه.




    عبد الله:

    إن الصومَ ينمِّي في النفوس رعايةَ الأمانة، والإخلاصَ في العمل، وألا يراعى فيه غيرُ وجهِ الله -تعالى- وهذه فضيلةٌ عظمى تقضي على رذائل المداهنة والرياء والنفاق. والصومُ من أكبر الحوافز لتحقيق التقوى، وأحسنِ الطرق الموصلة إليها؛ ولهذا السر خُتِمتْ آياتُ الصومِ بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة (183) .

    شهرُ الصيام يربي في النفوس مكارمَ الأخلاقِ، ومحاسنَ الأعمالِ، فيبعثها إلى بر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الأهل والجيران.

    ومن أثر الصيام على النفوس حصولُ الصحة العامة بجميع معانيها، ففيه صحةٌ بدنيةٌ حسيةٌ، وفيه صحةٌ روحيةٌ معنويةٌ، وفيه صحةٌ فكريةٌ ذهنية, فالصحة البدنية تأتي من كون الصيام يقضي على المواد المترسبة في البدن، ولا سيما أبدان أولي النَّعمة والنَّهْمة والتُّخمة وقليلي العمل والحركة؛ فقد قال الأطباء: إن الصيام يحفظ الرطوباتِ الطارئةَ، ويطهر الأمعاءَ من فساد السموم التي تحدثها البِطْنة، ويحول دون كثرةِ الشحوم التي لها خطرها على القلب، فهو كتضمير الخيل الذي يزيدها قوةً على الكر والفر.

    وأما الصحةُ المعنويةُ فكما تقدم من أن الصوم من أعظم ما تصح به القلوب، وتزكو به الأرواح.

    وأما الصحة الفكرية فتأتي من أثر الصيام الصحيح، حيث يحصل به حسنُ التفكير، وسلامةُ النظرةِ، والتدبرُ في أمر الله ونهيه وحكمته.

    وبذلك يصح للصائم تفكيرُه، ويستنير بنور ربه، ويستجيب لنداءاته، ويحقق طاعته، فيخرج من صيامه بنفس جديدة، وفكر نيِّر، يسلم به من وصْف البهيمية، ويصعد في مراتب السعادة والسيادة درجات.

    عباد الله:

    إن لكل عبادة في الإسلام حِكمةً أو حِكَماً يظهر بعضها بالنص عليه، أو بأدنى عملٍ عقلي، وقد يخفى بعضُها إلا على المتأملين المتعمقين في التفكر والتدبر، والموفقين في الاستجلاء، والاستنباط.

    والحكمةُ الجامعةُ في العباداتِ كلِّها هي تزكيةُ النفوسِ، وتطهيرُها من النقائص، وتصفيتُها من الكُدُراتِ وإعدادُها للكمال الإنساني، وتقريبُها للملأ الأعلى، وتلطيفُ كثافَتِها الحيوانيةِ اللازمةِ لها من أصل الجِبِلَّة، وتغذيتُها بالمعاني السماوية الطاهرة؛ فالإسلام ينظر للإنسان على أنه كائنٌ وسطٌ ذو قابليةٍ للصفاء الملكي، والكدرِ الحيواني، وذو تركيبٍ يَجْمَعُ حَمَأ الأرضِ، وإشراقَ السماء، وقد أوتي العقل والإرادة والتمييز؛ ليسعد في الحياتين المنظورة والمذخورة، أو يشقى بهما.

    ولكل عبادة في الإسلام تُؤدَّى على وجهِها المشروعِ، أو بمعناها الحقيقي آثارٌ في النفوس، تختلف باختلاف العابدين في صدق التوجه، واستجماع الخواطر، واستحضار العلاقة بالمعبود.


    والعباداتُ إذا لم تعطِ آثارَها في أعمالِ الإنسان الظاهرة فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح.


    أيها الصائم:

    لقد بين الله سبحانه وتعالى لنا بعضاً من أسرار التشريع وحكم التكليف في آيات كثيرة من كتابه المبين ؛ شحذًا للأذهان أن تفكر وتعمل، وإيماء إلى أن هذا التشريعَ الإلهيَّ الخالدَ لم يقم إلا على ما يحقق للناس مصلحة، أو يدفع عنهم ضرراً، وليزداد إقبال النفوس على الدين قوة إلى قوة.

    وحين أمرنا بالصيام ذَكَرَ حكمتَهُ وفائدتَه الجامعةَ بكلمة واحدة من كلامه المعجز، فقال -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة (183) .

    فالتقوى هي الحكمة الجامعة من تشريع الصيام, بل انظر إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن آداب الصائم –كما في الصحيحين-: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ -أي وقاية- وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ» رواه البخاري -1771- (6/474), ومسلم -1944- (ج 6 / ص 17). فقد قدم الحكمة من الصيام ثم بين آدابه؛ ليكون أوقع في النفس، وأعمق أثراً.

    وما دام الإسلام لا يتنكَّر للعقل، ولا يخاطب الناس إلا بما يتفق مع التفكير السليم، والمنطق القويم ولا يأمر من التشريع بشيء إلا إذا كانت المصلحة تحتِّم العمل به أو تركه-لم يكن علينا من حرجٍ حين ننظرُ في أسرار التشريع وبيان فوائده. وما برح الناسُ في كل عصر يرون من فوائد التشريع ما يتفق مع تفكيرهم، ومصالحهم, وهذا دليل على أن هذا التشريع من لدن حكيم خبير، أحسن كل شيء خَلْقَهُ ثم هدى.

    أخي الصائم:

    ينفرد الصوم من بين العبادات بأنه قمعٌ للغرائز عن الاسترسال في الشهوات، التي هي أصل البلاء على الروح والبدن، وفطمٌ لأمهات الجوارح عن أمهات الملذات ، ولا مؤدِّبَ للإنسان كالكبح لضراوة الغرائز فيه، والحدِّ من سلطان الشهوات عليه.

    بل هو في الحقيقة نصرٌ له على هذه العوامل التي تُدَسِّي نفسه، وتبعده عن الكمال.

    وكما يحسن في عُرْف التربية أن يؤخذ الصغيرُ بالشدة في بعض الأحيان، وأن يعاقب بالحرمان من بعض ما تمليه عليه نفسه-فإنه يجب في التربية الدينية للكبار المكلفين أن يؤخذوا بالشدة في أحيان متقاربة كمواقيت الصلاة {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} سورة البقرة (45) .

    أو متباعدة كشهر رمضان، إن في الصوم جوعاً للبطن، وشبعاً للروح، وإضواءً للجسم، وتقوية للقلب، وهبوطاً باللذة، وسموًّا بالنَّفْس.

    في الصوم يجِدُ المؤمنُ فراغًا لمناجاة ربه والاتصال به، والإقبال عليه والأنس بذكره وتلاوة كتابه.

    هذه بعضُ أسرارِ الصومِ وآثارِه، وهذا هو ما كان يفهمه السلفُ الصالحُ من معاني الصوم، وبذلك كانوا معجزة الإسلام في الثبات على الحق والدعوة إليه والتخلق به، فلم تر الإنسانية من يضاهيهم بسمو أنفسهم ونبل غاياتهم وبعد هممهم وإشراقةِ أرواحهم وهدايةِ قلوبهم وحسنِ أخلاقهم.

    إنه لجدير بالصائم أن يستحضر هذه المعاني، وأن يكون له من صيامه أوفر الحظ والنصيب، وألا يفعل بعد إفطاره، أو نهاية شهره ما يُخِلُّ بهذه القوة أو يوهِنُها، فَيهدِم في ليله ما بناه في نهاره، وفي نهاية شهره ما بناه في شهره؛ فما أسعد الصائم، وما أحزمه لو اغتنم شهر الصيام، وجعله مدرسةً يتدرب فيها على هجر مألوفاته التي اعتاد عليها.

    وإنْ هو عكس الأمرَ، فصار يتأفف على ما حَرَمَهُ منه الصيامُ، ويتلهف لساعة الإفطار؛ ليسارع إلى تناول مألوفاته، المضرَّةِ به، فقد ضيع الحزمَ والعزمَ، وبرهن على خوره، وضعف نفسه، وقلةِ فائدته من صيامه.

    اللهم أفِضْ علينا من جودك وكرمك، ولا تحرمنا بركاتِ هذا الشهرِ الكريم، واجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب، واجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين .

    ۩۩ الخيمة الرمضانية ۩۩  Broad4


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 6 نوفمبر - 5:27