موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    رسائل رمضانية

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:19

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في مسند الامام أحمد بسند صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله عتقاء في كل يوم وليلة ..) الحديث .
    أين ؟ من النار .
    متى ؟ الآن في شهر رمضان .

    العتق من النار يعني النجاة من النار والفوز بالجنة ، وهذا الأمر الأسمى غاية الفوز ، قال الله تعالى ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) .
    ونحن الآن بعد أن مضى جزء من الشهر ومضت أيامه الأولى نسأل أنفسنا : هل مازلنا على ما نحن عليه من النشاط والحيوية في العبادة في أول الشهر ؟!
    ينبغي أن يحدو المسلم الأمل فيما عند الله وإن مما يحث المسلم ويعلي همته ويشجع عزيمته أن يتذكر أن رمضان فرصة للعتق من النار ، فيجدد العزم ويقبل على الطاعة ، ويبادر إلى فعل الخيرات ، ويسابق إلى اغتنام الأجور المضاعفة في هذا الشهر الكريم والموسم العظيم .

    إن المتأمل في الأحاديث التي بينت أسباب العتق من النار يجد تلك الأسباب تربو على عشرين سبباً - أفردها أحد الأفاضل في رسالة _ لكن لعلي أتوقف عند ثلاثة منها أجد لها علاقة كبيرة برمضان :

    أولها / الإخلاص سبب للعتق من النار :
    قال صلى الله عليه وسلم :[لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار ] [ رواه البخاري ]
    الإخلاص أمره عجيب وهو فيصل مهم في عمل المرئ المسلم ، والمتدبر لأحاديث فضل الصيام والقيام في رمضان يلحظ هذا الملمح المهم ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً ) ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ) ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ) وهذا له دلالته الواضحة على أن الإخلاص في العمل يقود إلى ( غفر له ماتقدم من ذنبه ) .

    ثاني الأسباب
    ( البكاء من خشية الله ) قال صلى الله عليه وسلم : [لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا ] [ رواه الترمذي وغيره بسند صحيح ] ، والبكاء من خشية الله كما لايخفى سبب في أن يكون المرء تحت ظل عرش الرحمن يوم لاظل إلا ظله ، فالدمعة لله أشرف الدمعات وأرقها وأرقاها ، إنها الدمعة التي تغسل الخطايا والذنوب ، إنها الدمعة التي فيها رضا الرب جل جلاله ، وهي فرصة ونحن في شهر رمضان شهر القرآن وتدبره ، فنحن نقرأه و نسمعه في المساجد وفي وسائل الإعلام المتنوعة ، حري بالمسلم أن يتدبر كلام الله ، وأن يقف عند الآيات وما فيها من العظات فتتحرك القلوب وتتأثر وتخشع، وهناك ليبشر المسلم بالدمعة الخالصة التي تكون لله ومن خشية الله .

    أما ثالث الأسباب
    ، فهو ماجاء في حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال :[ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي ] [ رواه الإمام أحمد بسند صحيح] .
    إنه الدعاء ، إنه التضرع إلى الله ، إنه الإلتجاء إلى الله ، إنه الوقوف بين يدي الله ، وتعجب حينما يأتي الله سبحانه بتعالى بآية تتحدث عن الدعاء في معرض حديثه عن آيات الصيام ، ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ولهذا قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : (وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر )

    اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أدخلنا الجنة ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:21

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:

    أيها الأخوة الأحباب : شرف الله عز وجل شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما أحوجنا إلى أن نعود إلى القرآن فى شهر رمضان ، فلا عز لنا ولا كرامة ولا رفعة فى الدنيا والآخرة إلا من خلال التمسك بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً كى نسعد في الدنيا والآخرة ، ونسود العالم بأسره كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح رضي الله عنهم تحققت لهم السيادة والعزة والكرامة عندما أخذوا القرآن الكريم منهج حياة ، من هذا المنطلق أكتب هذه المقالة المتواضعة حول السلف الصالح رضي الله عنهم مع القرآن الكريم في رمضان

    رمضـان شهر القرآن:

    قال الله تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )([1]) .
    والقرآن: هو كتاب هذه الأمة الخالد ، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور ، فأنشأها هذه النشأة ، وبدلها من خوفها أمناً ، ومكن لها في الأرض ، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمة ، ولم تكن من قبل شيئاً .
    وهي بدون هذه المقومات ليست أمة وليس لها مكان في الأرض ولا ذكر في السماء، فلا أقل من شكر الله على نعمة هذا القرآن بالاستجابة إلى صوم الشهر الذي نزل فيه القرآن([2]).

    قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
    يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء([3]).
    وأخرج الإمام أحمد فى مسنده عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام فى أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان »([4]).
    وعن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة "([5])0

    قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
    وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً) ([6]) وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)([7])

    وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر، ويشهد لذلك قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ([8])، وقوله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)([9])([10])0

    انظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن الكريم في رمضان :

    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، وقد صلى معه حذيفة ليلة في رمضان قال: فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فآذنه بالصلاة) ([11])0

    وقد روي عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقالوا له: لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته)([12])0
    وهذا يدل على أن قيام ثلث الليل ونصفه يكتب به قيام ليلة لكن مع الإمام.

    وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث ويصلي مع الإمام حتى ينصرف، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام.

    وقال بعض السلف: من قام نصف الليل فقد قام الليل([13])0
    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) ([14]).

    حال السلف مع القرآن في رمضان:


    وانظر كيف كان حال السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم مع القرآن الكريم إذا دخل رمضان :

    كان قتادة رضي الله عنه : يدرس القرآن في شهر رمضان.
    وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.

    وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

    وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

    وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.

    وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه([15]).

    علو الهمة عند السلف فى تلاوة القرآن وختمه أكثر من مرة بصور عجيبه:

    قال الإمام ابن رجب رحمه الله :
    وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها0

    كان الأسود بن يزيد : يقرأ في كل ليلتين في رمضان.

    وكان إبراهيم النخعي: يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر في ثلاث0

    وكان قتادة: يختم في كل سبع دائما، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.

    وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة. وعن أبي حنيفة نحوه([16]).

    ثم قال الإمام ابن رجب رحمه الله بعد ذكر هذه الآثار:
    وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أوفي الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان. وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره([17]).

    وعن محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.

    وعن ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: المصحف، والتلاوة.

    وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد القطان يختم القرآن كل يوم وليلة يدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس.

    وقال البغوي: أخبرت عن جدي أحمد بن منيع رحمه الله أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث.

    وعن مسبح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.

    وقال سليمان بن يسار رحمه الله: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعة لم يصل قبلها ولا بعدها.

    وعن ابن سيرين: أن تميماً الداري كان يقرأ القرآن في ركعة.

    وعن الحارث بن يزيد: أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن في كل ليلة ثلاث مرات.

    وقال ابن شوذب: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل.

    الإمام حمزة بن حبيب الزيات، القيم بكتاب الله، العابد الخاشع، القانت لله يقول: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري.

    قال يحيى اليماني: لما حضرت الوفاة أبا بكر بن عياش بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة([18]).

    وثابت البناني قال عنه شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة، ويصوم الدهر.

    وقال أسد بن الفرات: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين قال: فنزل بي حين جئت إليه عن ختمة، رغبة في إحياء العلم.

    الإمام أبو حنيفة رحمه الله: كان يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وفي رمضان في كل يوم مرتين، مرة في النهار ومرة في الليل.

    أبو العباس بن عطاء: له في كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات.

    الحافظ بن عساكر: كان يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم.
    وكان كثير النوافل والأذكار، ويحاسب نفسه على كل لحظة تذهب في غير طاعة.

    الإمام البخاري رحمه الله: كان يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.

    أما إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فقد قال عنه جعفر ابن أب هاشم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ختمت القرآن في يوم، فعددت موضع الصبر، فإذا هو نيف وتسعون.

    وقال الإمام علي بن المديني شيخ البخاري: حفر شبر الحافي قبره، وختم فيه القرآن وكان ورده ثلث القرآن.

    شيخ الإسلام الحافظ الناقد أبو بكر بن محمد بن محمد تقي الدين البلاطنسي: كان يختم في رمضان في كل ليلة ختمتين، وأكب في آخر عمره على التلاوة فكان لا يأتيه الطلبة لقراءة الدرس إلا وجدوه يقرأ القرآن.

    والشيخ الفاضل محمد بن علاء شمس الدين البابلي القاهري الشافعي: كان كثير العبادة يواظب على قراءة القرآن سراً وجهراً، وكان راتبه في كل يوم وليلة نصف القرآن ويختم يوم الجمعة ختمة كاملة، وكان كثير البكاء عند قراءة القرآن.

    محمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي أبو عبد الله الحلفاوي التونسي نزيل غرناطة يعرف بابن المؤذن: كان صاحب مقامات وكرامات، حسن الصلاة جداً، وكان يختم في رمضان مائة ختمة([19]).

    وعقد الإمام النووي رحمه الله فى كتابه القيم: (التبيان فى آداب حملة القرآن) فصلاً فى موقف السلف مع القرآن الكريم جاء فيه :
    ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه
    فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة ، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة ، وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال ، وعن بعضهم في كل ست ، وعن بعضهم في كل خمس ، وعن بعضهم في كل أربع ،وعن كثيرين في كل ثلاث ،وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنهم من كان يختم ثلاثاً وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار0

    فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون0

    ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه0
    وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات0
    وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات0

    وانظر إلى هذا الخبر العجيب بعضهم ختم ثمانى مرات فى اليوم والليلة
    قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول :كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة0

    وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان من عباد التابعين رضي الله عنه أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.

    وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء0

    وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان0

    وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن .
    ثم يقول الإمام النووي رحمه الله :
    وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة0

    وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة: فكثيرون نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله0

    ثم يقول الإمام النووي رحمه الله بعد ذكر هذه الآثار :
    والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة ([20])0

    قال كعب: ينادي يوم القيامة مناد بأن كل حارث يعطى بحرثه، ويزاد غير أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب، ويشفعان له أيضا عند الله عز وجل، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشراب بالنهار، ويقول بالقرآن: منعته النوم بالنهار فشفعني فيه فيشفعان) ([21])0

    قال الإمام ابن رجب رحمه الله:
    فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها سواء كان تحريمها يختص بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها أو لا يختص به كشهوة فضول الكلام المحرم، والنظر المحرم والسماع المحرم والكسب المحرم، فإذا منعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة، ويقول: يا رب منعته شهواته فشفعني فيه، فهذا لمن حفظ صيامه ومنعه من شهواته، فأما من ضيّع صيامه ولم يمنعه مما حرمه الله عليه فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه، ويقول له: ضيّعك الله كما ضيّعتني، كما ورد مثل ذلك في الصلاة0

    وقال بعض السلف: إذا احتضر المؤمن يقال للملك: شمّ رأسه. قال: أجد في رأسه القرآن، فيقال شمّ قلبه. فيقول: أجد في قلبه الصيام. فيقال: شمّ قدميه فيقول: أجد في قدميه القيام.
    فيقال: حفظ نفسه حفظه الله عز وجل. وكذلك القرآن إنما يشفع لمن منعه من النوم بالليل([22])0

    وقال ابن مسعود رضى الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، ونهاره إذا الناس يفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون.

    وقال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه يشير إلى سهره وطول تهجده.

    وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي.

    وقال أحمد بن الحواري: إني لأقرأ القرآن وانظر في آية فيحير عقلي بها،
    وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله، أما إنهم لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا.

    وأنشد ذو النون المصريّ:

    منع القرآن بوعده ووعيده ... مقل العيون بليلها لا تهجع
    فهموا عن الملك الكريم كلامه ... فهماً تذل له الرقاب وتخضع([23]).

    يا إخوتاه:
    "هذا عباد الله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفي بقيته للعابدين مستمتع وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويُسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، ولا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع، وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كمتتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة، لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منهم الألسنة والأسماع والأبصار، أفمالنا فيهم أسوة؟ ما بيننا وبين حال الصفا أبعد مما بين الصفا والمروة، كلما حسنت منا الأقوال ساءت الأعمال .

    يا نفس فاز الصالحون بالتقى ... وأبصروا الحق وقلبي قد عمي
    يا حسنهم والليل قد جنهم ... ونورهم يفوق نورالأنجم
    ترنموا بالذكر في ليلهم ... فعيشهم قد طاب بالترنم
    قلوبهم للذكر قد تفرغت ... دموعهم كلؤلؤ منتظم
    أسحارهم بهم لهم قد أشرقت ... وخلع الغفران خير القسم
    ويحك يا نفس ألا تيقظ ... ينفع قبل أن تزل قدمي
    مضى الزمان في ثوان وهوى ... فاستدركي ما قد بقى واغتنمي([24]).

    فما أحوجنا أيها الأخوة الأحباب لاغتنام هذا الشهر الكريم فى القرآن الكريم قراءة وحفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً حتى نسعد فى الدنيا والآخرة وفقنا الله تعالى وإياكم لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه ولى ذلك والقادر عليه0


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:21

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:
    اقتضت حكمة الله تعالى تفضيل بعض الناس على بعض ، وبعض الأماكن على بعض ، وبعض الشهور على بعض ، ومن هذه الأشهر التى فضلها التى تبارك وتعالى شهر رمضان فهذا الشهر الكريم له فضائل وخصائص تميزه عن غيره من الشهور
    فأحببت أن أشارك بهذه المقالة المتواضعة حول فضائل شهر رمضان وخصائصه من خلال القرآن والسنة عسى الله أن ينفعنى وإياكم بها إنه ولى ذلك والقادر عليه 0

    ومن هذه الفضائل والخصائص التى اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور ما يلى :

    1- شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة :

    عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين " ([1])0

    2- فضل أول ليلة في صيام رمضان :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " ([2]).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم " ([3])0

    3- الصيام في رمضان تفتح له أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين " ([4]).

    قال الإمام النووى رحمه الله :
    وأما قوله صلى الله عليه و سلم: ( فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين):
    فقال القاضي عياض رحمه الله : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم 0

    قال: ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيرون كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس
    ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين0

    قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات ومعنى صفدت غللت والصفد بفتح الفاء الغل بضم الغين وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى ([5])0

    4- شهر رمضان وصيامه يكفر الذنوب:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "الصلواتُ الخمسُ ، والجمعةُ إلى الجمعةِ ، ورمضانُ إلى رمضانَ ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر" ([6])0

    قال الإمام المناوى رحمه الله :
    (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان) أي صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهياً إلى صوم رمضان (مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) شرط وجزاء دل عليه ما قبله ومعناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فلا تغفر لا إن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر صغائره([7])0
    وعن عمار بن ياسر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : « آمين . آمين . آمين » ، ثم قال :« من أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله ، قولوا : آمين . ومن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، قولوا : آمين . ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فأبعده الله ، قولوا : آمين»([8])0
    وعن أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فصعد المنبر فقال : « آمين » . ثم قال « آمين » . ثم قال « آمين » ، قال : « أتاني جبريل فقال : من ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فدخل النار فأبعده الله ، فقلت : آمين ، ومن أدرك أحد والديه فدخل النار فأبعده الله ، فقلت : آمين ، ومن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، فقلت : آمين »([9])0

    5- العمرة فى رمضان ثوابها مضاعف:

    عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً"([10])0
    قال الإمام المناوى رحمه الله:
    قوله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزى عن حج الفرض ([11])0

    6-ومن فضائل رمضان وخصائصه نزول القرآن الكريم فيه :

    قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([12])0
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
    يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء([13])0
    وأخرج الإمام أحمد فى مسنده عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام فى أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان »([14]).

    7- ومن فضائل رمضان وخصائصه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر:

    ﭧ ﭨ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ([15])0

    قال الإمام القرطبى رحمه الله :
    قوله تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: بين فضلها وعظمها،وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل. وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر. واللّه أعلم.

    وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

    وقال أبو العالية : ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر([16]).

    وقال الإمام ابن كثير رحمه الله :
    يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر, وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }

    قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا, ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال تعالى معظماً لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }([17])
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم " ([18])0

    قال المباركفورى رحمه الله :
    قوله صلى الله عليه وسلم :(ليلة خير من ألف شهر) أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (من حرم) بتخفيف الراء على بناء المفعول (خيرها) بالنصب وهو يتعدى إلى مفعولين يقال حرمة الشيء كضربه وعمله حرماناً أي منعه إياه والمحروم الممنوع أي من منع خيرها بأن لم يوفق لا حياء والعبادة فيها (فقد حرم) أي منع الخير كله كما سيجيء صريحاً ففيه مبالغة عظيمة.
    والمراد حرمان الثواب الكامل أو الغفران الشامل الذي يفوز به القائم في إحياء ليلها([19]).

    8-من فضائله وخصائصه صلاة التراويح :

    أجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان ، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح ([20]).
    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه "([21])0
    قوله صلى الله عليه وسلم :(من قام رمضان إيمانا): أي تصديقاً بأنه حق معتقداً فضيلته ، واحتساباً يريد به الله وحده لا رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص غفر له ما تقدم من ذنبه0
    والمعروف عند الفقهاء أن هذا مختص بغفران الصغائر دون الكبائر، وقال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة أي بوجوب([22])
    وقال الإمام النووى رحمه الله : قوله: (من قام رمضان) هذه الصيغة تقتضي الترغيب والندب دون الإيجاب واجتمعت الأمة على أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب([23])0

    فائدة نفيسة :
    قال الإمام ابن بطال رحمه الله :
    وفى جمع عمر الناس على قارئ واحد دليل على نظر الإمام لرعيته فى جمع كلمتهم وصلاح دينهم 0
    قال المهلب : وفيه أن اجتهاد الإمام ورأيه فى السنن مسموع منه مؤتمر له فيه ، كما ائتمر الصحابة لعمر فى جمعهم على قارئ واحد ؛ لأن طاعتهم لاجتهاده واستنباطه طاعة لله تعالى لقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [ النساء : 83 ] 0
    وفيه: جواز الاجتماع لصلاة النوافل ، وفيه أن الجماعة المتفقة فى عمل الطاعة مرجو بركتها ، إذ دعاء كل واحد منهم يشمل جماعتهم ، فلذلك صارت صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ، فيجب أن تكون النافلة كذلك 0
    وفيه: أن قيام رمضان سنة لأن عمر لم يسن منه إلا ما كان رسول الله يحبه ، وقد أخبر عليه السلام بالعلة التى منعته من الخروج إليهم ، وهى خشية أن يفترض عليهم ، وكان بالمؤمنين رحيمًا ، فلما أمن عمر أن تفترض عليهم فى زمانه لانقطاع الوحى ؛ أقام هذه السنة وأحياها ، وذلك سنَةَ أربع عشرة من الهجرة فى صدر خلافته .
    قال المهلب : وفيه أن الأعمال إذا تركت لعلة ، وزالت العلة أنه لا بأس بإعادة العمل ، كما أمر عمر صلاة الليل فى رمضان بالجماعة ، وفيه أنه يجب أن يؤم القوم أقرؤهم ، فلذلك قال عمر : أُبَى أقرؤنا ، فلذلك قدمه عمر ، وهذا على الاختيار إذا أمكن ؛ لأن عمر قدم أيضًا تميمًا الدارى ، ومعلوم أن كثيرًا من الصحابة أقرأ منه ، فدل هذا أن قوله عليه السلام :( يؤم القوم أقرؤهم ) إنما هو على الاختيار ، قول عمر:( نعم البدعة ) فالبدعة اختراع ما لم يكن قبل ، فما خالف السنة فهو بدعة ضلالة ، وما وافقها فهو بدعة هُدى ، وقد سئل ابن عمر عن صلاة الضحى فقال : بدعة ، ونعم البدعة ([24]).

    9- ومن فضائله وخصائصه الاعتكاف :

    عن عائشة رضي الله عنها ، - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده " ([25])0
    قال الإمام الصنعانى رحمه الله:
    فيه دليل على أن الاعتكاف سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده 0
    قال أبو داود: عن أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا أن الاعتكاف مسنون0
    وأما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوة مع خلو المعدة والإقبال عليه تعالى والتنعم بذكره والإعراض عما عداه([26])0
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان ، فاعتكف عاما ، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين ، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه ، قال : " من كان اعتكف معي ، فليعتكف العشر الأواخر ، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، والتمسوها في كل وتر " ، فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش ، فوقف المسجد ، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين ، من صبح إحدى وعشرين ([27])0
    قال الإمام ابن رجب رحمه الله :
    هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط من شهر رمضان لابتغاء ليلة القدر فيه، وهذا السياق يقتضي أن ذلك تكرر منه([28])0

    10 – أن شهر رمضان شهر الجود ومدارسة القرآن :

    عن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة "([29])0

    قال الإمام ابن رجب رحمه الله:
    وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
    منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: (أفضل الصدقة صدقة رمضان).
    ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقط غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء)([30])0
    ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال صلى الله عليه وسلم : (إنما يرحم الله من عباده الرحماء)([31])0
    فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.
    ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفا يُرى ظهورها من بطونها، و بطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)([32])0
    وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث،والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل.

    قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن عاد منكم مريضا ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) ([33]).
    ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وخصوصا إن ضم إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الصيام جُنة) ([34])0
    وفي رواية: (جُنة أحدكم من النار كجُنته من القتال)([35]).
    وكان أبوالدرداء رضى الله عنه يقول: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.
    ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه0
    وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، ولهذا نهى أن يقول الرجل: صمت رمضان كله أو قمته كله، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل.
    ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
    والصيام والصدقة لهما مدخل في كفارات الإيمان ومحظورات الإحرام وكفارة الوطء في رمضان، ولهذا كان الله تعالى قد خير المسلمين في ابتداء الأمر بين الصيام وإطعام المسكين، ثم نسخ ذلك وبقي الإطعام لمن يعجز عن الصيام لكبره، ومن أخّر قضاء رمضان حتى أدركه رمضان آخر فإنه يقضيه ويضم إليه إطعام مسكين لكل يوم تقوية له عند أكثر العلماء، كما أفتى به الصحابة وكذلك من أفطر لأجل غيره كالحامل والمرضع على قول طائفة من العلماء.
    ومنها: أن الصائم يدع طعامه وشرابه لله فإذا أعان الصائمين على التقوي على طعامهم وشرابهم كان بمنزلة من ترك شهوة لله وآثر بها أو واسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوام معه إذا أفطر، لأن الطعام يكون محبوبا له حينئذ فيواسي منه حتى يكون من أطعم الطعام على حبه، ويكون في ذلك شكر لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له ورده عليه بعد منعه إياه، فإن هذه النعمة إنما عرف قدرها عند المنع منها0
    وسئل بعض السلف: لم شرع الصيام ؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع([36]).

    هذا ما تيسر لى جمعه حول فضائل شهر رمضان المبارك ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ولاتنسونا من صالح دعائكم


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:22

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كنت أتأمَّل وجوه النّاس في هذه الليالي الرمضانية، فأجد صفوفاً قد انتظمت قُبيل أذان العشاء، فيها أعداد كثيرة لا توحي مظاهر أصحابها-اجتماعياً- بالتدين، لولا وجودهم في المسجد ينتظرون صلاة العشاء ثم التراويح!

    وذلك أنَّ
    من السائد في مجتمعنا ولا سيما في فترة مضت : أنَّ الحكم على تديّن النَّاس يكون من خلال مظاهرهم، إلى حدَّ البناء على التلازم التّامّ بين المظهر والمخبر في نظر كثيرين حتى من غير المتدينين ..


    ولا شكَّ أنَّ هذه النظرة ليست دقيقة
    ؛ فربَّ مقصِّرٍ في مظهره، قريب من الله في مَخْبَرِه.. وهذا لا يعني -بحالٍ من الأحوال- الإقرار بمشروعية صنيعه، ولا القبول بخطئه..

    إنَّ مفهومَ الاستقامة وصدقَ التديّن لدى بعضنا، صار مرتبطًا بالهيئة الظاهرة ارتباطًا لا يتردّد بعضُنا في جعله معياراً للحكم على مدى تديّن الأشخاص ذكوراً أو إناثاً! ولربما بلغ الأمرُ ببعض المتعجلين أنْ يصف امرأةً كاشفة الوجه بأنها فاجرة! أوحليقَ لحيةٍ بأنَّه ليس متدينًا!


    نعم جميل أن يجتمع المظهر والمخبر، بل هذا هو المطلوب شرعاً
    ؛ ولكن كم من رجلٍ وامرأةٍ وفتى وفتاة، يُرى في مظهر أحدهم ما قد يُحقَر به ظنا بأنَّه إلى قلّة الديانة أو عدمها أقربُ، بينما حاله بخلاف ذلك، لما لديه من خير يغلب ما يصدر منه أو يظهر من سوء ..

    فهذا شاب
    قد عبثت بمظهره الموضةُ إلى حدّ التشويه،جاء يسأل: أين أجدُ تسجيلا للقرآن الكريم كاملا بقراءة الشيخ حسين آل الشيخ!
    وهذه فتاةٌ
    لم تلتزم بحجابٍ تامٍّ تسأل: لو لم أصم يوم الخميس بسبب الامتحان هل أكون آثمة لتركي عملا كنت أداوم عليه؟!
    وهذه طبيبة
    سافرة تُلحّ بإحضار بعض الكتيبات عن الإسلام، لإهدائها لزميلتها التي ما زالت تسعى في إسلامها وتتحاور معها،وتتمنى أن تسلم على يديها!

    وأغرب من ذلك كلِّه
    ما تجده في أجواء الجاليات الإسلامية؛ ولدي منه وقائع شهدتها بنفسي، وذكرت بعضها في مقالات سابقة ..

    بل لقد قرأتُ مقابلةً مع إحدى الفنانات
    التائبات من أرض مصر -بلاد الأزهر- فوجدتها تصرِّح بأنها لم تعلم أن الحجاب واجب شرعًا إلا بعد توبتها بسنتين! وأن سبب علمها بوجوبه ولو لم يلزم به الزوجُ كما كانت تظن، أنشودةٌ في الحجاب ردَّدتها بعضُ الصغيرات احتفاءً بها في بيت إحدى الداعيات بالمدينة النبوية، قبل أن تعود لبلادها من رحلة عمرة وزيارة للمسجد النبوي!

    ولعل بعضكم قرأ أو سمع بتلك المرأة
    المتبرجة التي كانت مكشوفة الرأس والشعر والعنق وشيء من الصدر، وقد انحسر لباسُها عن ساقيها في مظهر بلغ من التفرنج غايتَه، في عاصمة من عواصم الغرب، ولكنّها مع هذا المظهر المزري لم تحتمِل كلمات عِدَاءٍ صليبيٍ في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- من قسيس بلغ منه الحقدُ مداه فوقف يصرخ بها بين مقاعد الحافلة التي كانت المرأةُ تجلس في الصف الأخير من مقاعدها، فما إن سمعته حتى اتجهت إليه فصفعته وهي تردد: إلا محمد! إلا محمد! وبدنها يرتجف من شدّة الغيظ وحرارة الغيرة!

    أيها القراء الكرام:
    إنَّ تحت المظاهر التي قد يتقالّ بعضُنا أصحابَها مخابرَ لو علمها المتقالّ لربما احتقر نفسَه أمامها..


    إنَّي لأنظر إلى هذه المشاهد
    التي ذكرتُ بعضَها ونبّهتُ على غيرها، بوصفها بعضَ المباهج التي تظهر في أوقات التمايز.. ولكن بعض أحبتنا يتشاءمون.. وليس ثم داعٍ لذلك لمن عرف تطور الصحوة؛ فليبشروا بالخير، وليسألوا كبار السنِّ عن الشباب في زمن شبابهم وعن الشباب زمن كهولتهم ليعرفوا أنَّ مجتمعاتِ أمتنا تقترب من دينها وتأوي إليه شيئاً فشيئاً، وإن ظهر منها ما يوحي بخلاف ذلك، لجهلٍ أو غفلة أو صبوة شباب أو غيره..

    إن
    التوبة في صفوف الغافلين، وما يعرف (بأهل الفن) مثلا، أو الشعور بالإثم في عبارات بعضهم مع تمني التوبة، لهو رحمةٌ من الله لهم، تتمثل في بقايا ضميرٍ حيٍ لم تُفلح في اجتثاثه جرعاتُ السوء المتتالية، فلا أمن لأهل الباطل من عودة ضالٍ إلى الهدى، ولا فرحة لهم في غواية فتاةٍ ولا صبوة شاب..

    وأخيراً:
    أختم بهذا الحديث الذي كان مستندي النبوي في أهمية طرح هذا الموضوع وإن كان ثمة مستندات أخر: فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه عبد الله، وكان يُلقَّب حِماراً، وكان يُضحِك رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشَّرَاب، فأُتي به يوماً فأِمرَ به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه! ما أكثرَ ما يُؤتَى به؟! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا إنَّه يُحبّ الله ورسوله) رواه البخاري.

    اللهم اجعلنا ممن تجمع لهم صلاح المظهر والمخبر، ويسعدون برضاك عنهم.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:22

    الحمد لله وبعد،،

    حين تصلي الفجر في رمضان فإنك تجد بعض الموفقين ينشرون مصاحفهم ويتلون كتاب الله بقدر ما ييسر الله لهم، وهكذا حين تصلي الظهر تجد فئاماً يقرؤون شيئاً من القرآن، وهكذا –أيضاً-بعد صلاة العصر يدوّي المسجد في جمال أخاذ بأصوات الناس متنافسين في ختمات القرآن.

    لكن ما إن يخيم مساء رمضان إلا وتجد المصاحف قد طويت، وأصوات القرآن قد انطفأت، حتى ظن كثير من الناس أن فضيلة تلاوة القرآن مخصوصة بـ(نهار رمضان) فقط، بل أعرف بعض الأخيار يجعل التلاوة في ليل رمضان لقضاء ما فاته من ورده بالنهار فقط، فكأنه يجعل ليل رمضان وقت (قضاء التلاوة الفائتة) لا وقت (أداء)! ولا يخطر بباله أن ليالي رمضان "وقت فاضل" لتلاوة القرآن!

    وما تفسير هذه الظاهرة؟ يبدو لي أن هناك ارتباطاً ذهنياً وقع بشكل خاطئ، فنحن نسمع عن فضل تلاوة القرآن في رمضان، وأشهر خصائص رمضان هو الصيام، فارتبط في ذهن البعض أن تلاوة القرآن تكون في نهار رمضان أثناء الصيام فقط!

    وهذا الارتباط الذهني ارتباط غير دقيق، فإن ليالي رمضان أشرف من نهاره، والنصوص التي ظهر فيها اختصاص رمضان بالقرآن كان ظرفها الزمني هو ليالي رمضان، لا نهار رمضان، وسأذكر شيئاً من هذه الشواهد.

    أخبرنا الله سبحانه بالوقت المحدد الذي نزل فيه القرآن، أي نزل إلى السماء الدنيا ثم نزل على رسول الله منجّما بحسب الوقائع كما في الأثر المشهور عن ابن عباس، وقد جاء هذا الخبر عن الساعات المحددة لنزول القرآن في آيتين من كتاب الله، حيث يقول الله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر، 1]. ويقول سبحانه (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان، 3].


    وليلة القدر هي الليلة المباركة وهي من ليالي رمضان، لا من نهاره، وإذا تساءل المتدبر: لماذا اختار الله (ليل) رمضان ظرفاً زمانياً لنزول القرآن، ولم يختر (النهار) ؟ أدرك شرف ليل رمضان، وأن ثمة ارتباطاً بين القرآن وليالي رمضان، وأن ليالي رمضان أليق بالقرآن وأنسب له من النهار، ولذا اختار الله ليل رمضان لنزول القرآن.

    ومن أعظم أعمال النبي –صلى الله عليه وسلم- في رمضان كل سنة هو أن يدارس القرآن مع جبريل عليه السلام، فما هو الوقت الذي اختاره الله لهما ليتدارسا القرآن؟

    هذا الوقت لمدارسة القرآن بين النبي –صلى الله عليه وسلم- وجبريل لم يكن نهار رمضان، بل كان ليل رمضان، كما روى البخاري عن ابن عباس (
    كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن)[البخاري:3220]

    لاحظ هاهنا أن الوقت الذي اختاره الله لهما لمدارسة القرآن هو كل "ليلة رمضانية"، فلم يكن في بعض الأيام بالنهار مثلاً، بل الوقت محدد كل ليلة! (وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن).

    ولاحظ أيضاً أن هذا الوقت اختاره الله سبحانه وتعالى، وليس مجرد توافق بين النبي –صلى الله عليه وسلم- وجبريل، ولا يختار الله سبحانه زمناً معيناً إلا طبقاً لحكمته العظيمة سبحانه وتعالى.

    وقد يتساءل البعض: قد يكون هذا الوقت مجرد توافق بين النبي –صلى الله عليه وسلم- وجبريل، وليس توقيفاً إلهياً؟ وهذا احتمال غير دقيق، لأن الله تعالى قال عن الملائكة (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)[مريم:64]
    فبيّن تعالى أن وقت تنزّل الملائكة إنما يكون بتوجيه إلهي، كما روى البخاري عن ابن عباس قال:
    ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجبريل: "ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟" ، قال فنزلت "وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا")[البخاري:3218].


    والمراد أن هذا الوقت الذي يتدارس فيه جبريل مع النبي –صلى الله عليه وسلم- القرآن كل (ليلة) إنما هو اختيار إلهي للوقت، وهذا يحفز المتدبر لتأمل أسرار الاختيار الإلهي لهذا الوقت، وكون الليل أشرف أوقات اليوم لتدارس القرآن.

    وهذه الدلالة العظيمة على شرف الليل للقرآن في حديث مدارسة النبي –صلى الله عليه وسلم- مع جبريل نبّه عليها عدد من أهل العلم، ومنهم عابد المحدثين الإمام ابن رجب حيث يقول:
    (
    وفي حديث ابن عباس "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً" فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر، كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً})[ابن رجب، لطائف المعارف، دار ابن كثير، تحقيق السواس، ص315].

    وتلاحظ أن ابن رجب في هذا النص استنبط من كون المدارسة النبوية/الجبرائيلية في ليل رمضان على " استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً" كما يقول رحمه الله.

    وقريب من هذا المعنى لكن باستنباط فيه قدر زائد على ما سبق يقول ابن حجر عن هذا الحديث:

    (وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره..، ويحتمل أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاءً، فيقرأ كل ليلة جزءاً في جزء من الليلة، والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلة من سوى ذلك من تهجد بالصلاة، ومن راحة بدن، ومن تعاهد أهل)[ابن حجر، فتح الباري:9/45].


    واضح أن ابن حجر هاهنا يؤكد معنى أكثر عمومية، وهو أن "ليل رمضان أفضل من نهاره" كما يقول رحمه الله.

    وفي رسالة مطبوعة للإمام ابن باز –تغمده الله برحمته- بعنوان (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح) تحدث فيها عن فوائد حديث ابن عباس في المدارسة النبوية/الجبرائيلية فكان مما ذكره:

    (وفيه فائدة أخرى: وهي أن المدارسة في الليل أفضل من النهار، لأن هذه المدارسة كانت في الليل، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والاستفادة أكثر من المدارسة نهارا)[ابن باز، الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح،ص13]


    ومن الشواهد على شرف ليل رمضان ومناسبته للقرآن أن أهل العلم ذكروا أن من غايات تشريع التراويح كما يقول الإمام ابن تيمية (وأما قراءة القرآن في التراويح فمستحب باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجل مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمع المسلمون كلام الله)[ابن تيمية، الفتاوى:23/122].

    فإذا لاحظ المتأمل أن صلاة التراويح من مقاصدها سماع المسلمين للقرآن، واستحضر أن صلاة التراويح صلاة ليلية أصلاً؛ استبان له تزامن جديد بين ليل رمضان والقرآن.

    وربما يتساءل البعض: وهل هناك وقت في الليل لتلاوة القرآن؟ والحقيقة أن هناك أوقاتاً كثيرةً، منها التقدم للمسجد مبكراً في صلوات الفريضة الليلية وتلاوة القرآن لتحقيق هذا الفضل وهو تلاوة القرآن في ليالي رمضان.

    ومنها: الوقت الذي يلي تناول وجبة العشاء وحتى إقامة صلاة العشاء، فإنه وقت مهدور عند كثير من الناس، أو يصرفه البعض في مشاهدة المسلسلات المشينة التي تقدح في روحانية الشهر، فلو تقدم إلى المسجد وصرف هذا الوقت في تلاوة القرآن لحقق مكتسبات عظيمة من أهمها استثمار شرف الليالي القرآنية بتلاوة القرآن فيها.

    ومن أهم الأوقات لحظات الأسحار، إما قبل وجبة السحور أو بعدها، وللقرآن في الأسحار هيبة وسكون لا يوصف..

    ولا يفوت القارئ الكريم أن المقصود من هذه المقالة ليس التزهيد في تلاوة القرآن في نهار رمضان، معاذ الله، ولكن التنبيه إلى وقت شريف للقرآن وهو ليالي رمضان يفوتنا استثماره إلا من وفّق الله، فالهدف أن نزيد تلاوتنا في الليل والنهار، وليس المقصود أن نستبدل زمناً بآخر.

    والله أعلم
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
    ابوعمر
    رمضان 1433هـ


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:23

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بمناسبة قدوم الضيف الكريم ، وحلول الموسم العظيم ، وهطول الخير العميم ، سنحت لي من سوانح الفكر سانحة ، ولمعت لي من لوامع الذكر لامعة ، وبرقت لي من بوارق العلم بارقة ، ولاحت لي من لوائح الفهم لائحة ، لتجود القريحة بهذه المقالة على شكل يشبه المقامة ، وإن لم تكن لي بفن المقامات كثير خبرة ، ولا بأصولها عميق فكرة ، ولكن أردنا من خلالها الذكرى والعبرة ، حتى نرمي بها من على أنفسنا كل أثواب التقصير ، ونكسوها بكل أثواب التشمير ، وننجح في التطبيق العملي لمنهج الإفراغ والتعمير ، وندخل ميدان المنافسة والسباق مع قوافل الصائمين ونحن نرفع أصوات التكبير ، فعبّرنا عن كل هذه المشاعر بشيء من بليغ التعبير:
    إن ترك العبد العنان في شهر رمضان لإطلاق اللحظات ، وانحطاط الخطرات ، وانفلات اللفظات ، وانحدار الخطوات ، واشتعال الشهوات ، واشتغال الشبهات ، وتراكم الغفلات ، وارتكاب المحظورات ، وتحكّم العادات ، ومعه أيضا يستمر في انتكاس العزمات ، وإرتكاس الإرادات ، وتضييع العبادات ، وانحباس العبرات .
    يفعل كل ذلك من غير وازع ولا رادع ، ومن دون مراعاة لخصوص الشهر ، ولا لنصوص الزجر ، ولا للصوص الأجر ، ولا لنكوص العمر . فيحرق بذلك حصائد الصلاح ، وينحت من رصيد الكفاح ، ويمنع تحليق الجناح في مراتب النجاح ومعارج الفلاح ، ثم يجعل حصيلة سيره إلى الله ــ في رمشة عين ــ هشيما تذروه الرياح . فيكون عندها قد فوّت على نفسه اغتنام الفرصة ، وتركها تموج في رحى المحنة ، وحرمها من اقتناص المنحة : ((ليكن ويحه بصره من النظر إلى المحارم معدولا ، وسمعه عن سماع القبيح من القول معزولا ، وبطنه من أكل الحرام محمولا ، وقلبه بالفكرة في الحسنات والمعاد مشغولا ، وذكر مولاه وسيده في لسانه مجعولا ، وماله في طاعة العزيز الجبار مبذولا :(( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))(الإسراء 36) ، وقد أعلمه مولاه أن الشيطان كان للإنسان خذولا ، فلم خان عهد مولاه وأمانته وكان لنفسه ظلوما جهولا)).(1)
    في شهر فتح فيه المولى عز وجل لعباده أبواب الجنات ، وفيوض الرحمات ، وكنوز القربات ، وخزائن الحسنات ، ولطائف النفحات ، فانشرحت بتزكيته نفوسهم ، واستنارت بأنواره قلوبهم ، والتزمت بأوامره ونواهيه جوارحهم ، وارتقت في شفافية العبودية أرواحهم ، وارتفعت بأوجه الضراعة أكفهم ، وانطلقت بسكب العطر الحلال مآقيهم ، فساروا مع الحادي وهو يحدو وينادي :((يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي . يا شموس التقوى والإيمان اطلعي . يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي . يا قلوب الصائمين اخشعي . يا أقدام المجتهدين اسجدي لربك وأركعي . يا عيون المتهجدين لا تهجعي . يا ذنوب التائبين لا ترجعي . يا أرض الهوى ابلعي ماءك ، ويا سماء النفوس اقلعي . يا بروق الأشواق للعشاق المعي . يا خواطر العارفين ارتعي . يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي)).(2)
    فضاعف لهم في لياليه العطاء ، وفيها وفي أيامه السخاء ، وفي أجوائه الرخاء ، وفي روحانيته الصفاء ، وفي طاعاته النماء. فنوّع لهم أفضاله ، وأجزل لهم آلاءه وأنواله ، فرغبهم في نيل ذلك في جميع الميادين ، وساعدهم على ذلك بأن صفد لهم الشياطين ، ليقبلوا عليه سبحانه إقبال المشتاقين ، لا إقبال الآبقين ، فلا يتركون بابا للخير إلا طرقوه ، ولا مسلكا للبرّ إلا سلكوه ، فاتخذوا فيه العمل الصالح أتقن صناعة ، والتقوى أربح بضاعة ، وطلّقوا فيه طلاقا بائنا معسكر التفريط والإضاعة. فأكرمهم ربهم بأن جعل لهم فيه كل خطوة إلى الخير زيادة ، وكل تخلّي عن عادة سيئة ريادة ، وكل لحظة ندم على ما فات سيادة ، وأثبت لهم كل ذلك في صفحات العبادة .
    فنزع من طريقهم كل عائق ، وأنزلهم فيه كل منزل لائق ، وموضع رائق ، ويسّر عليهم كل عمل للآثام ماحق ، وإلى الجنة سائق ، ومن النار عاتق ، وضمن به رضاه لكل محب صادق. فالذنب فيه مغفور ، والسعي فيه مشكور ، وهو بالخيرات معمور ، والوزر فيه مهجور ، والشيطان فيه مدحور ومقهور .
    لأن الصوم في الشريعة :(( ليس صوم جماعة عن الطعام ... وإنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام ... وصمت اللسان عن فضول الكلام ... وغض العين عن النظر إلى الحرام .... وكف الكف عن أخذ الخطام ... ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام)).(3)
    فيا سعد من بنفحات هذا الشهر قد تحقق ، وإلى مولاه قد تملّق ، وفي حبّه قد تعمّق ، ولسلّم قربه قد تسلّق ، وبمناجاته قد تأنق، ولملاقاته قد تشوّق ، ولما يحب ويرضى قد تخلّق.
    فكان في أوله من المرحومين ، وفي أوسطه من المقبولين ، وفي آخره من المعتوقين ، ولليلة القدر من القائمين ، وفي صبيحة يوم العيد من الفائزين ، وفيما بعده من الأيام على طاعته من الثابتين ، وإلى رمضان القادم من المستعدّين ، ولبلوغه من الداعين المخلصين.
    فأنت على مشارف البداية ، في افتتاح مواسم الهداية ، وتوفر أجواء الحماية والعناية والرعاية : حدد موقعك ومصيرك ، واختر مكانك ورفيقك ، وأجب بصراحة عن سؤالنا منذ الانطلاق :
    ــ هل أنت من أهل الغفلة والبعد وحرمان الوصول فنعزيك ، أم من أهل التوبة والقرب وضمان القبول فنهنيك ؟؟؟
    ((فقد جعل الله عز وجل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون)).(4)
    ولنا وإياكم في مسك الختام ، دعاء خير الأنام عليه الصلاة والسلام :(اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحوّل عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك)(رواه مسلم).

    ---------------------------------
    1 ــ الكلمة لابن الجوزي.
    2 ــ الكلمة لابن رجب الحنبلي.
    3 ــ الكلمة لابن القيم.
    4 ــ الكلمة للحسن البصري.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    اشــطر كــسلانه
    اشــطر كــسلانه
    مشرفين
    مشرفين


    رسائل رمضانية  Empty رد: رسائل رمضانية

    مُساهمة من طرف اشــطر كــسلانه الأحد 5 أغسطس - 7:23

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
    لقد خلق الله تعالى الخلق من أجل عبادته وحده لاشريك له ، والمؤمن يعلم أنه قد خلق في هذه الدنيا من اجل هذه الغاية العظيمة ، وأن عمل الإنسان على وجه هذه الأرض سوف ينتهي به إما الى جنة وإما الى نار كما أخبرنا ربنا جل وعلا : (( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) )) سورة طه .
    والمؤمن يسعى دائماً بالتقرب الى الله تعالى وعبادته حق العبادة ، فتراه يبادر ويسارع في اغتنام كل طاعة تلوح له أو قربة تعرض عليه ، وهو يدرك أن كل عبادة يقوم بها لابد أن تستوفي شروط قبولها لأن فقدان اي شرط من هذه الشروط إما أن يخل بهذه العبادة فلا يستوفي أجرها كاملاً وإما أن ينقضها من أصلها فلا تكون مقبولة عند الله تعالى .
    إن كل عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى لابد أن تستوفي شرطين أساسيين لاينفك أحدهما عن الآخر وهما الإخلاص والإتباع ، أما الإخلاص فهو ان يقصد العبد في أي عبادة يقوم بها وجه الله وحده ولايشرك معه غيره ، لذلك (( يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )) صحيح الجامع .
    أما الشرط الثاني وهو الاتباع : فالمقصود به أن تكون العبادة التي يتقرب بها العبد إلى ربه موافقة لما جاء على لسان أوحال نبينا صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم ( .. وصلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري . لذا فقد كان الصحابة يحرصون على أن تكون عبادتهم موافقة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا عثمان رضي الله تعالى عنه يبين لنا - حين توضأ أمام بعض من كان يرقب وضوئه - كيف كان الصحابة يتتبعون هدي النبي صلى الله عليه وسلم القولي والفعلي حيث قَالَ : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم قام فركع ركعتين ، لا يحدث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه مسلم

    وقد جاء في البخاري عن علي رضي الله عنه أنه أتي على باب الرحبة بماء فشرب قائما ، فقال : إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم ، وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت .
    لذلك يحرص المؤمن على ان يتتبع أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم في كل عبادة من العبادات حتى يؤديها على وجهها الصحيح فتكون بإذن الله مقبولة عند الله تعالى .
    إذا علمنا هذا ونحن في شهر الصيام ، والصيام قد جاءت فيه أحاديث قولية وأحوال فعلية لنبينا صلى الله عليه وسلم في الصيام والقيام وأفعال هذا الشهر المبارك الشيء الكثير ، لذا فلابد أن يحرص المسلم على أن يطلع على أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله فيما يخص هذه العبادة – وغيرها - حتى يؤديها على الوجه الذي يرضاه ربه جل وعلا ، وحتى يكون بعيداً عما يشوب عباداته من البدع والخرافات التي تشتهر أحياناً بين الناس وليس لها أي مستند من شريعة الله تبارك وتعالى.

    ونحن نعيش عبادة الصيام لابد ان نقرأ في كتب الفقه والحديث أحكام الصيام وسننه وأن نطلع على هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم في شهر الصيام كما هو على سبيل المثال في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم رحمه الله لأن أي عمل لابد أن يسبق بالعلم حتى يكون صحيحاً مقبولاً ، لذا فقد بوب البخاري في صحيحه ( بَاب الْعِلْم قَبْل الْقَوْل وَالْعَمَل ) قَالَ اِبْن الْمُنِير : أَرَادَ بِهِ أَنَّ الْعِلْم شَرْط فِي صِحَّة الْقَوْل وَالْعَمَل ، فَلَا يُعْتَبَرَانِ إِلَّا بِهِ ، فَهُوَ مُتَقَدِّم عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُ مُصَحِّح لِلنِّيَّةِ الْمُصَحِّحَة لِلْعَمَلِ .



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 20:16