عقدت لجنة ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022، اليوم الثلاثاء، في قاعة المرقاب بفندق فورسيزون، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع وفد مفتشي الفيفا الذي وصل بالأمس إلى الدوحة لتفقد المنشآت الرياضية وإلقاء نظرة عن كثب على ما يمكن أن تقدمه قطر إلى العالم.
استهل سعادة الشيخ محمـد بن حمـد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس إدارة لجنة ملف قطـر 2022، المؤتمر الصحفي الذي ضمه إلى رئيس وفد مفتشي الفيفا التشيلي هارولد ميني نيكولس بكلمة أكد خلالها التزام بلاده الكامل بتقديم الأفضل من أجل الفوز بشرف استضافة نهائيات كأس العالم 2022.
وأكد الشيخ محمد أن جميع الملاعب التي سيتم توسيعها أو إنشائها ستطابق أرقى مواصفات ومعايير الفيفا وهي ستكون مجهزة بأحدث أنواع التكنولوجيا التي تعمل على الطاقة الشمسية من أجل تبريدها علماً أن هذه التكنولوجيا ستكون صديقة للبيئة وغير ملوثة.
وتابع رئيس مجلس إدارة لجنة ملف قطـر 2022 قائلاً أن هناك الكثير من المواضيع التي سيتم التطرق إليها مع وفد الفيفا والتحدث عنها بصراحة كوسائل النقل وعدد غرف الفنادق التي ستتخطى الرقم الملزم به من قبل الفيفا بحلول العالم 2022.
واعترف الشيخ محمد بأن قطر وكسائر البلدان التي تسعى لاستضافة نهائيات كأس العالم سيكون لديها الكثير من التحديات كعامل الطقس وغيره، لكنه أصر في الوقت ذاته على أن بلاده ستفي بجميع وعودها مؤكداً أن اللجنة ستحاول في الأيام القادمة إظهار جدارة وقدرة البلاد على تقديم الأفضل معلناً عن سلسلة مؤتمرات صحافية واجتماعات ستواكب زيارة وفد الفيفا.
بدوره شكر هارولد الشيخ محمد على حسن الاستقبال والضيافة وعلى الساعات الممتعة التي قضاها هو والوفد منذ وصولهم إلى الدوحة.
وقال التشيلي بأن الوفد لديه الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي سيطرحها على ممثلي ملف قطر 2022 وهو ينتظر الحصول على الأجوبة الكافية والوافية لكي يتمكن من رفع تقريره إلى الجهات المختصة في الإتحاد الدولي لكرة القدم ليصار بعدها إلى اختيار البلد الفائز.
وأثنى هارولد على جهود دولة قطر قيادةً وشعباً مؤكداً بأن التقرير الذي سترفعه لجنة التفتيش سيكون موضوعي وغير منحاز، متمنياً الحصول على كافة المعلومات التي من شأنها تسهيل مهمته وذلك لكي يقوم بواجبه على أكمل وجه.
وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي المقتضب الذي خصص له 15 دقيقة فقط وذلك عملاً بقوانين الفيفا التي تعتبر صارمة جداً، قدم ناصر الخاطر مدير الاتصالات في ملف قطر 2022 شرحاً مفصلاً حول مفهوم ورؤية قطر لاستضافة كأس العالم.
واعتبر الخاطر أن الوقت قد حان لكي تستضيف منطقة الشرق الأوسط كأس العالم بعد أن استضافته أميركا بشطريها الشمالي والجنوبي وأوروبا وآسيا وأفريقيا، منوهاً بموقع قطر الجغرافي الذي يقع وسط الكرة الأرضية مما يسهل قدوم مشجعي كرة القدم من كافة أصقاع العالم مشيراً إلى أن الخطوط الجوية القطرية تسيّر رحلات جوية يومية إلى مختلف بلدان العالم وبالتالي يمكن للجميع القدوم إلى قطر دون التوقف في بلد آخر وفي جميع الأحوال يمكن السفر عبر شركتي طيران الإمارات والإتحاد الإماراتيتين وبالتالي التوقف لمرة واحدة فقط قبل بلوغ الوجهة النهائية آلا وهي دولة قطر.
وتابع مدير الاتصالات في ملف قطر 2022 قائلاً إن الموقع الجغرافي لقطر سيتيح لحوالي أكثر من 3 مليارات شخص حاول العالم متابعة المباريات مباشرةً على الهواء غامزاً من قناة أهمية الموقع الجغرافي بالنسبة للنقل التليفزيوني التي توليه الفيفا أهميةً قسوة.
وشدد الخاطر على أهمية دور اقتصاد بلاده الرائد الذي يمنحها فعالية وقوة، مؤكداً أنها تتملك أيضاً الخبرة في تنظيم بطولات كبيرة سبق أن استضافتها على أرضها كالألعاب الآسيوية وبطولات التنس العالمية وكأس آسيا لكرة القدم.
أما لجهة مساحة قطر الصغيرة فقد اعتبر الخاطر أن هذه النقطة هي أحد أبرز نقاط القوة إذ يمكن للمشجعين التنقل بسهولة من ملعب إلى آخر وصولاً إلى مشاهدة 3 مباريات في اليوم الواحد كذلك الأمر بالنسبة للمنتخبات والصحافة.
وتابع قائلاً: "هذا أمر فريد من نوعه يمكن أن يوفر أعباءً مالية كبيرة على الجميع دون أن ننسى إمكانية التنقل من ملعب إلى آخر في أقل من نصف ساعة".
وبالفعل فإن المساحة الجغرافية الصغيرة يمكن أن توفر الكثير الكثير على متابعي كأس العالم كمشقات السفر من مدينة إلى أخرى ومن فندق إلى آخر مما يساعد اللاعبين على التركيز أكثر على مبارياتهم كما يوفر للصحافة سبل الراحة والاستقرار.
أما لناحية المواصلات فإن القطار الذي سيربط جميع الملاعب ببعضها البعض بالإضافة إلى الفنادق وأبرز المراكز في البلاد سيكون جاهزاً ابتداءً من العالم 2017، إلى جانب مطار الدوحة الجديد الذي بإمكانه استقبال 20 مليون مسافر في السنة.
وعن عدد سكان دولة قطر الذي يبلغ 1.5 مليون نسمة أكد الخاطر أن جماهير البلدان المجاورة كالسعودية والإمارات والبحرين سيكون لها دور بارز كونهم سيتمكنون من الوصول إلى الدوحة خلال ساعة واحدة وكحد أقصى ساعتين مما سينعكس إيجاباً على البطولة.
وتابع "بحلول العام 2022 سيكون هناك 12 ملعباً ذات معاير دولية تتطابق مع مواصفات الفيفا وستكون جميعها مبردة باستخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة تعمل بشكل أساسي على الطاقة الشمسية، مما سيتيح إقامة مباريات كأس العالم في ظروف مثالية.
وأشار الخاطر إلى أن قطر تحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث الأمن الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على سمعتها وملف الاستضافة، وأكد أن قطر مستعدة لاستضافة إي منتخب يتأهل إلى النهائيات وبالتالي تأمين الحماية لجميع أفراده بالإضافة إلى كافة المستلزمات التي يقتضي الأمر أن تكون مؤمنة.
وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين أكد الخاطر أن المشروبات الروحية ليست محظورة في دولة قطر علماً أن مجتمعها هو مجتمع شرقي محافظ لكن ذلك لا يمنعهم من احترام رغبات ضيوفهم مشيراً أن اللجنة المنظمة وفي حال فوز دولة قطر ستقوم بتخصيص مناطق محددة لبيع المشروبات الروحية.
والجدير ذكره أن وفد الفيفا سيتوجه مساءً إلى إستاد جاسم بن حمد لمتابعة أقوى مباريات المرحلة الأولى من دوري نجوم قطر والتي ستجمع نادي السد صاحب الأرض بغريمه التقليدي نادي الريان.
ويعتبر إستاد جاسم بن حمد نموذجاً عن الجيل الجديد من الملاعب المبرّدة التي سيتم الاعتماد عليها لتخطي عقبة الطقس في حال تمكنت قطر من الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2022 للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.