جوائز رمضانية |
د. بدر عبد الحميد هميسه |
1- جائزة المغفرة رمضان شهر جعله الله فرصة للتحلل من الذنوب والأوزار , وطلب مغفرة ورضا العزيز الغفار ,قال تعالى : " وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طه , وقال : " فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) سورة المائدة . وعن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فقال : يا محمد ! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين قال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين قال : و من ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين . الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له " الترغيب والترهيب ( 2/ 66 ). وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَواتُ الخَمسُ، والجُمعَةُ إلى الجُمُعةِ، ورَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّراتٌ مَا بَينَهنَّ إذا اجْتُنِبَتْ الكَبَائرُ» رواه مسلم (233). عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري ومسلم]. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أخرجه البخاري (35) و"مسلم" 2/177 و"النَّسائي" في "الكبرى" 3398 . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أخرجه النسائي 3/201 و4/156 و8/117 . الألباني :صحيح ( 2192 ). عَنْ عَائشةَ رَضيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قُلتُ: «يا رَسولَ الله، أَرأَيتَ إنْ عَلِمْتُ أيَّ ليلَةٍ ليلَةَ القدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عَفُوٌّ كَريمٌ تُحبُّ العَفوَ فَاعْفُ عنِّي» رَوَاهُ التِرمِذيُّ وقَالَ: هَذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ رواه الترمذي (3513) وابن ماجه (3850) والنسائي في الكبرى (10708) وأحمد (6/171) وصححه الحاكم وقَالَ: على شرط الشيخين (1/712). إلهي لست للفردوس أهلاً * * * ولا أقوى على نار الجحيم فهب لي توبة واغفر ذنوبي * * * فإنك غافر الذنب العظيم فالمسلم يصوم ويقوم ويتحرى ليلة القدر كل ذلك طلبا لمغفرة الله تعالى , وخوفا من ناره وعذابه , عن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا " . رواه الجماعة إلا أبي داود . وعَنْ جَابِرٍ t عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ الصِّيامَ جُنَّـةٌ يَستَجِنُّ بها العَبدُ من النَّارِ» رواه أحمد (3/396). أستغفـر الله ممـا يـعلم الله * * * إن الشقي لمـن لا يـرحم الله ما أحلم الله عمـن لا يراقبـه * * * كل مسيء ولكـن يحلـم الله فاستغفر الله مما كان من زلل * * * طوبى لمن كف عمـا يكره الله طوبى لمن حسنت منه سريرته * * * طوبى لمن ينتهي عما نهى الله قيل لأبي الدرداء في مرضه ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي قيل فما تشتهي ؟ قال مغفرة ربي. روى الذهبي في السير: أن عبد الملك، وعبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وتقول بعض الروايات إن عبد الله بن عمر كان معهم، وقد اجتمعوا في المسجد الحرام، وكان ذلك في عهد معاوية، فقال بعضهم: هلم فلنتمنه، فقال عبد الله بن الزبير منيتي أن أملك الحرمين، وأنال الخلافة، وقال مصعب: منيتي أن أملك العراقين وأجمع بين عقيلتي قريش: سكينة بنت الحسين، وعائشة بنت طلحة، وقال عبد الملك: منيتي أن أملك الأرض كلها، وأخلف معاوية فقال عروة: لست في شيء مما أنتم فيه، منيتي الزهد في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، وأن أكون ممن يروي عنه هذا العلم.وكان معهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال : وأنا أتمنى مغفرة ربي . وكأنما كانت أبواب السماء مفتوحة فاستجابت لهذه الأمنيات في ساحة الحرم، وكأنما ظل عبد الملك يتذكر ذلك المجلس، كلما طاف به طائف من ذكريات الشباب، وكان يرى كلا منهم إلا عروة كان معلق القلب بالسماء، فلم يتمن شيئا من عرض هذه الدنيا وبهجتها، وإنما تمنى الزهد فيها، والفوز بالجنة، وأن تكون أيامه فيها وقفا على نشر العلم بين الناس، وتفجير ينابيعه في قلوبهم، ولذلك كان عبد الملك يقول: من سره أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي عروة بن الزبير. ومات ابن عمر وهو صائم قائم . ( الذهبي : سير أعلام النبلاء (4/141)). فلا تقصر في طلب العفو والمغفرة من الله في شهر رمضان , قال أحد الأئمة:"لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طردت""ولا تقطع الاعتذار ولو رددت""فان فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل له مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء والمساكين". يقول الله عز وجل "إني لأجدنى أستحي من عبدي يرفع إلى يديه يقول يا رب يا رب فأردهما فتقول الملائكة إلهنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدي". قال الشاعر : أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا * * * عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * * * صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا * * * فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي * * * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ * * * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا * * * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * * * وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا * * * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا 2-جائزة الشفاعة قال تعالى : " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) سورة البقرة ,وقال : " يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) سورة طه . عندما يشتد البلاء بالناس في الموقف العظيم ويطول عليهم زمن وقوفهم مع ما يعانونه من الحر والأهوال والكربات يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ، ثم لا ينظر الله إليكم ) السلسلة الصحيحة 2817 ، فيبحث العباد عن أصحاب المنازل العالية ليشفعوا لهم عند ربهم كي ينفس عنهم ما هم فيه من البلاء وليأتي سبحانه لفصل القضاء بين العباد ، فيأتون آدم فيعتذر ، فيأتون نوحاً فيعتذر ، فيأتون إبراهيم فيعتذر ، فيأتون موسى فيعتذر ، فيأتون عيسى فيعتذر ، فيأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها . فيشفع في أهل الموقف لفصل القضاء وذلك من المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله : ( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 . عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ ان ْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ) فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَ ةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ ، فَقَالَ: هِيهْ ، فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ : هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا ، قُلْنَا : يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا ، فَضَحِكَ وَقَالَ : خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولا مَا ذَكَرْتُهُ إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ : ( ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَ ظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه البخاري (7510) . فهذه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهي الشفاعة العظمى وهناك الأعمال الصالحة الطيبة التي تحاج عن صاحبها , وتشفع له أمام الله تعالى يوم القيامة , ومنها : الصيام والقرآن , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ.أخرجه أحمد 2/174(6626) . وعند أبواب الجنة يفوز الصائم بجائزة باب الريان , عَنْ سِهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «في الجنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ فيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانُ لا يَدْخُلُهُ إِلاّ الصَّائِمُونَ» رَوَاهُ البخاري (3084) ومسلم (1155) والترمذي (765) والنسائي (4/168) وابن ماجه (1640) وأحمد (5/335). وفي لَفْظٍ لِلْبُخَاريّ: «إِنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لهُ الرَّيَّانُ يَدخُلُ منهُ الصَّائِمونَ يَوْمَ القِيامَةِ لا يَدخُلُ منْهُ أحَدٌ غَيرُهُمْ، يقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدخُلُ منْهُ أَحَدٌ غَيرُهُم، فَإِذا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَم يَدخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» هذه الرواية للبخاري (1797). روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أنفق زوجين في سبيل الله نودي يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله : ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأرجو أن تكون منهم، [مسلم : 2/712 ] الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 889. قال الشاعر: فليتك تحلوا والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خراب إذاصح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب تراب 3- جائزة الفرح والنعيم قال تعالى : " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) سورة يونس , وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ، إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، مَرَّتَيْنِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَرِحَ بِصِيَامِهِ) «رواه البخاري ومسلم » 0 فيوم يدخل المؤمن الجنة وينعم بما فيها يعرف فضل الصوم والمشقة التي تحملها في الدنيا وكيف هانت مع أول غمسة في النعيم , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ. . أخرجه أحمد 3/203(13143) و"مسلم" 8/135(7190). عنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً ، يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَلاَنَ الْكَلاَمَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ. , وفي رواية :" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا ، يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنَهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. أخرجه عبد الرَّزَّاق (20883) وأحمد 5/343 (23293) وابن خزيمة (2137) قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 2123 في صحيح الجامع. فمن أحسن البدء أحسن الله له الختام, ومن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة. 4- جائزة الرضوان الأكبر ثم تأتي الجائزة الأكبر مجاورة الله تعالى ورضوانه الأكبر , ورؤية وجه الملك جل شانه وعظم عن الشبيه والنظير سلطانه , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا ، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ . في بغية الباحث (1/251 ، رقم 126) . الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 512. أصبحت ضيف الله في دار الرضا * * * وعلى الكريم كرامة الضيفان تعفو الملوك عن النزيل بساحهم * * * كيف النزول بساحة الرحمن يا رب عبد من عبادك مشفق * * * بك مستجير من لظى النيران فارحم تضرعه إليك وحزنه * * * وامنن عليه اليوم بالغفران عنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم ، قال:إِنَّ اللهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ. فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى ؟ يَا رَبِّ ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ : أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُونَ : يَا رَبِّ ، وَأَىُّ شيء أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ : أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رضواني ، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا. أخرجه أحمد 3/88(11857و"البُخَارِي" 8/142(6549) و"مسلم" 8/144(7242) والتِّرْمِذِيّ" 2555 . ثم الجائزة الأكبر رؤية وجه الكريم سبحانه وتعالى : فعن صهيب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ يقولُ اللهُ تريدون شيئًا أَزِيدُكُمْ فيقولون ألم تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ألم تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ فَيَكْشِفُ الحجاب فما أُعْطُوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظرِ إلى ربِهم .أخرجه مسلم (1/163 ، رقم 181) ، والترمذي (5/286 ، رقم 3105) . و أحمد (4/332 ، رقم 18955) . ( صحيح الجامع 18955) . رضاك خير من الدنيا وما فيها* * * يا منية القلب قاصيها ودانيها ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي * * * أشهى إلي من الدنيا وما فيها وليس للنفس آمال تؤملها * * * سوى رضاك فذا أقصى أمانيها اللهم اغفر لنا أجمعين, وتقبلنا في الصالحين, ولا تحرمنا من رضوانك العظيم, ولا من رؤية وجهك الكريم . |
رمضانيات
غــزال نــجــرآن- عضو فعال
- مساهمة رقم 1
رمضانيات
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
غــزال نــجــرآن- عضو فعال
- مساهمة رقم 2
رد: رمضانيات
رمضان شهر مدارسة القرآن |
د. بدر عبد الحميد هميسه |
ربط الله تعالى في كتابه الكريم بين صوم رمضان , والقرآن الكريم , فقال : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) [البقرة: 185] ، وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) [القدر:1].وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) [الدخان: 3]. وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان". رواه الطبراني في "الكبير" عن واثلة، وأحمد في "مسنده"، وابن عساكر، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (1509). فأهل الصيام هم أهل القرآن الذين مدحهم الله تعالى بقوله : " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "سورة فاطر، آية 30،29 . قال رسول صلى الله عليه وسلم : إن لله آهلين قالوا من هم يا رسول الله قال " أهل القرآن وخاصته". ( رواه ابن ماجه وصححه الألباني) . وقال " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم). روضوا على منهج القرآن أنفسكم * * * يمدد لكم ربكم عزا وسلطانا وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ.أخرجه أحمد 2/174(6626). وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " رواه البخاري و مسلم. عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199) . وعن أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030) . كان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض القرآن في رمضان على جبريل عليه السلام، فكان يدارسه القرآن. عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. أخرجه أحمد 1/230(2042) و"البُخَارِي" 1/4(6) و4/229(3554) . قال ابن رجب : " كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها".و كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة " ( الحلية 2/338و لطائف المعارف ص 191 ). وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة ، وفي بقية الشهر في ثلاث" ( لطائف المعارف ص 191 ). والشافعي رحمه الله قال عنه ربيع بن سليمان : "كان محمد بن أدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ، ما منها شيء إلا في صلاة " قال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف ، وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن. قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. قال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت . ولقد كان سلفنا الصالح يتخذون من شهر رمضان فرصة لمدارسة القرآن ومعرفة أخلاقه وأحكامه , ولم يقتصر الأمر على التلاوة فقط , كما يفعل كثير من الناس اليوم . وينبغي ألا يهجر القرآن طوال وقته؛ لأن الله تعالى ذمّ الذين يجهرونه، قال تعالى: ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً))(الفرقان:17). * و من هجران القرآن ألا يكون الإنسان مهتماً به طوال العام إلا قليلاً. * و من هجرانه كذلك أنه إذا قرأه لم يتدبره، و لم يتعقله. * و من هجرانه أن القارئ يقرأه لكنه لا يطبقه، و لا يعمل بتعاليمه. و أما الذين يقرؤون القرآن طوال عامهم، فهم أهل القرآن، الذين هم أهل الله و خاصته. منع القرآن بوعـــده ووعيــده * * * مـقـل العيون بليلها لا تهجــع فهمـوا عن الملك العظيـم كلامـه * * * فهماً تذل له الرقــاب وتخضـع وقال عمرو بن العاص كل آية في القرآن درجة في الحنة ومصباح في بيوتكم وقال أيضا من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه وقال أبو هريرة إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين. طوبى لمن حفظ الكتابَ بصدره * * فبدا وضيئاً كالنجوم تألَّقا الله أكبر ! يا لها من نعمة * * لما يقال " اقرأ ! " فرتل وارتقا وتمثلَ القرآنَ في أخلاقه * * وفعاله فبه الفؤادُ تعلقا وتلاه في جنح الدجى متدبِّراً * * والدمعُ من بين الجفون ترَقرَقَا هذي صفاتُ الحافظين كتابه * * حقاً فكن بصفاتهم متخلِّقَاً يا حافظ القرآن لست بحافظٍ * * حتى تكون لما حفظتَ مُطبِّقَاً ماذا يفيدُكَ أن تسمَّى حافظاً * * وكتابُ ربك في الفؤاد تمزَّقَا يا أمتي القرآنُ حبلُ نجاتنا * * فتمسكي بعراهُ كي لا نغرقا يقول ابن رجب : ( يا من ضيع عمره في غير الطاعة ، يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه ، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان ، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة ؟). فعلينا في شهر القرآن أن نحسن التعامل مع القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتدبرا وعملا , وأن نشجع أولادنا على حفظه وتلاوته , وأن نجعل من رمضان فرصة لتكريم حفظة القرآن الكريم , وإعطاء الفرصة للأصوات الندية للقراءة في صلاة القيام والتهجد , حتى يصعد القرآن للخالق ويدعوا لنا , فيقول اللهم احفظهم كما حفظوني , وأكرمهم كما أكرموني , وشرفهم كما شرفوني , وشفعني فيهم يوم القيامة . أَكْـرِمْ بقـومٍ أَكْرَمُـوا القُرآنـا * * * وَهَبُـوا لَـهُ الأرواحَ والأَبْـدَانـا قومٌ قد اختـارَ الإلـهُ قلوبَهُـمْ * * * لِتَصِيرَ مِنْ غَرْسِ الهُـدى بُسْتَانـا زُرِعَتْ حُروفُ النورِ بينَ شِفَاهِهِمْ * * * فَتَضَوَّعَتْ مِسْكـاً يَفِيـضُ بَيَانَـا رَفَعُوا كِتابَ اللهِ فـوقَ رُؤوسِهِـمْ * * * لِيَكُونَ نُوراً في الظـلامِ... فَكَانـا سُبحانَ مَنْ وَهَبَ الأُجورَ لأهْلِهَـا * * * وَهَدى القُلُوبَ وَعَلَّـمَ الإنسانـا يَا رَبِّ أَكْرِمْ مَـنْ يَعيـشُ حَيَاتَـهُ * * * لِكِتَابِـكَ الوَضَّـاءِ لا يَتَـوَانـى واجْعِلْ كِتَابَـكَ بَيْنَنَـا نُـوراً لنـ* * * أَصْلِحْ بِهِ مَـا سَـاءَ مِـنْ دُنْيَانـا اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته , وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال . |
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
غــزال نــجــرآن- عضو فعال
- مساهمة رقم 3
رد: رمضانيات
ومضت عشر خطوات من رمضان !! |
مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي |
هاهو رمضان خطى عشر خطوات ! ها هو رمضان مثل ما كان طيفاً قادماً وحلماً رائعاً عاد حقيقة بين المتطلعين له ! إن هذه الخطوات العشر التي رحلت من رمضان رحلت وهي تتحدّث فَرِحة في حياة إنسان تقول وهي تصف حاله في لحظاتها : لم تفته صلاة الجماعة في أيامي كلها ! بل أوسع من هذا بكثير .. لم يفته الصف الأول ، ولا تكبيرة الإحرام ، بل أشهد أنني رأيته يسابق المؤذن أويكاد ! تحدثت فرحة وهي تشهد أن صاحبها ختم القرآن ، أو كاد ، وشهدت أنها رأته يتنقل بين رَحِمِه زائراً ومباركاً ومهنئاً بالشهر ..! ومضت تقول أجزم أنه لم يتكلم بغيبة من تاريخ أول خطوة إلى نهايتها هذه اللحظات ، ولا رأيته يتكلم في عرض إنسان ، ويترفّع عن دنس هذه المجالس ، بل كان يصوم وهو يرقب حديث نبيه صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " ومضت تقول : لم يتصدق صاحبي مرة ولا مرتين ولا ثلاث ، بل أشهد أنه تصدق في كل يوم بصدقة عامة ، وفطّر كل يوم مسكيناً ، وشارك جاهداً في إيصال الخير لكل صائم .. أما التراويح فنور على نور ، جَمّلَها ببكوره فيها ، وخشوعه في لحظاتها ، وتأمله فيما يقرأ في زمنها ووقتها .. !! واستمرت تقول في وصف صاحبها : رأيته يحرص على متابعة المؤذن ، ودفع الأذى عن الطريق ، ومساعدة الآخرين ، ورأيته وهو يجهد في استثمار كل فرصة تسنح له متيقظاً للحظات شهره عارفاً بقدره ومكانه . إن هذه شهادة كتبتها عشرة أيام من حياتك في رمضان بالذات وشهدت بها عند الله تعالى ، ورفعت في كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها .. فمن هو صاحب هذه اللحظات ! ومن هو كاتب هذا الإنجاز ! ومن هوكبير هذه الذكريات .. ؟! إنها لحظات إنجاز كتبها رجل دخل رمضان وهو يدرك أنه فرصة .. وسجلها إنسان وهو يعلم أنها لحظات قد لا تعود ، ودونتها همة رجل ، وتاريخ إنسان كبير على ظهر الأرض .. فيا لله ما أروعه من إنجاز ! وما أعظمه من تاريخ ! وعادت الخطوات العشر تسرد علىّ حديث أسف ، وتوجه إليّ عتاباً حاراً في هذه اللحظات .. قائلة : رأيته متخلفاً عن صلاة الجماعة ! وعثرت عليه في لحظات كثيرة في فراش النوم ، وغرّه عن لحظاتي الجميلة شهوة نفس فضاعت صلوات في الجماعة ولم أعد أبحث عنده عن تكبيرة الإحرام ، ولا الصف الأول ، ولا الخشوع والبكاء ، ذهبت معالم كبار من حياته فكيف لي أن أسال عن ما هو دونها وأقل منها ..؟! حتى التراويح شهدت قائلة ضعت منه في ساعة غفلة ! وتركني في لحظة لهو ، وتأخر عني حتى رأيته ولأكثر من مرة في عداد الخوالف .. ولم أعد أحرص على لحظة خشوع منه أو تدبر لقراءة إمام . أما الصدقة فقد تعاظم المال في يده حتى زهد فيها ، وتغافل عنها خشية الفقر ، وخوف الفاقة ، وكان للشيطان منه نصيب وافر ، وتحقق في هزيمة اليأس التي كتبها الشيطان كما قال الله تعالى " الشيطان يعدكم الفقر " ورَحِمَه لا زال شاكياً من الهجر ، باكياً للفراق ، متألماً للقطيعة ، لم تفلح لحظات رمضان أن تعيد إليه صفاء قلبه المسلوب ، ولا لحمة قرابته ونسبه المفقود ، وما زال قلبه مكتظاً بالوحشة والهجر والقطيعة ، فلا مقطوعاً وصله! ولا مهجوراً أعاد صلته ! ولا قريباً أو مسكيناً أو ضعيفاً وصله . أما القرآن فحديث كبير في حق كتاب الله تعالى .. سمع قول الله تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " أول ما سمع برمضان فنسيه في لحظة اللقاء ، ودليل ذلك أنه لا زال في الجزء الأول ، أو الثاني لم يبرح البداية ، ينازع نفسه لا يجد رغبة ملحة ، ولا هوى يدفعه للحظات هذا القرآن الكريم ، يحاول .. ويحاول لكن دون جدوى .. ! هذه شهادة العشر الخطوات الأولى في تاريخ شهرك ، وأنت أيها السامع لهذه الشهادة حتماً أنك في أحد هذين الرجلين .. هذه شهادة في الدنيا فانظر لقلبك هذه اللحظة كم هو سروره بلحظات الإنجاز والحياة الرائعة ؟ وكم هو شعوره بالانتصار في هذه اللحظات ؟ وكم هو تاريخه الحافل خلال هذه الخظوات ؟ وتأمل قلبك كذلك كم هو حزنه بلحظات التأخر والتخلف عن الحياة الكريمة ؟ وكم هو شعوره بالندم في هذه اللحظات ؟ وكم هي لحظات أسفه وتندمه لضياع الفرصة وهو في أوج عافيته وكمال صحته ؟ إنها لحظات تدعو لمسائلة نفسك : تُرى كم بقي من عمرك في هذه الدنيا ؟ هل تعلم موعد رحلتك ..؟! لو خيّل إليك أن تلقى الله تعالى اليوم .. هذه اللحظة .. في رمضان .. في عامك الهجري الحالي ، هل ستفرح بلقائه ؟ أو تشتاق لرؤيته وسؤاله ؟ أجب قبل فوات الفرصة واللحظة من حياتك . قَبْرُك .. تلك الحفرة التي بكى لرؤيتها عثمان بن عفان رضي الله عنه قائلاً إن القبر أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. لحظة سكرات الموت ومعاينة الأجل ما هي أفراحك فيها ؟ وما هي أحزانك خلال دقائقها ولحظاتها ؟ كثيرون رحلوا وهم يأملون ! وكثيرون رحلوا وهم راغبون ! وكثيرون رحلوا وهم حالمون بالأمنيات .. وفجأة رحلوا فهل تُرى ينفع الأسف في رحيلهم ؟ والبكاء في وداعهم ؟ أم أنها الخسارة لا يعدلها شيء ..! جَدُّك هناك حتماً ! ويمكن أن يكون هناك أباك ! ويمكن أن تكون أمك أو أختك أو أخاك أو زميلاً أو صديقاً تركوك من زمن وأبقوا في قلبك العظة والعبرة فلماذا لا زلت تراوح ...؟! هب أنك غداً رحلت من الدنيا ! أو مرضت فحبست على سرير المرض ليس بك حراك ! هل لديك ما تستعتب به من ربك ؟ أم أنها لحظات الأسف والبكاء والحسرات والندامات .. ؟! يمكنك أن تأخذ نفسك هذه اللحظات وتقف على القبور الساكنة وتسائل أهلها.. ما ذا وجدوا في قبورهم ؟ ماذا رأوا في رحلة القبر ، وضيق القبر ، ووحشة القبر ، وفرقة الأهل والأصحاب في القبر ؟ لقد بلغك أن نبيك صلى الله عليه وسلم رقى المنبر ، وقال آمين .. ولما سئل قال : جاءني جبريل فقال يامحمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل آمين فقلت آمين " فهل لا زال الحديث ماثلاً في مسمعك ، وحياً في قلبك .. وكبيراً في نفسك .. " فأبعده الله " ، فأبعده الله " ، فأبعده الله " هل تعرف معناها وآثارها ؟! إنها الحرمان والشقاء والبعد والفوضى في حياتك كلها .. وأذكرك أن " التخلّف عن الطاعة ، والتأخر عن الفضيلة ، والسهو عن المعالي يخشى على صاحبه أن يناله من أثر هذا الحديث " فأبعده الله " وحين يكون كذلك كيف يكون حاله في الدنيا ؟! عشر خطوات رحلت ، ومهما كان تفريطك لا زالت الفرصة تهتف بك من جديد ! لا زال " قول نبيك صلى الله عليه وسلم " قد جاءكم شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار ، وتصفّد الشياطين " حية جذلة في بداية شهرك ..! لا زالت الخيرات بين يديك ، والفضائل بين ناظريك ، ولئن رحلت عشر خطوات فقد بقي عشرون خطوة ! رحلت أيام قلائل وبقيت أيام كثيرة في حياة الصالحين .. لئن كان منك تفريط فالحق بركب " وخير الخطائين التوابون " ولئن كان هناك تأخير فلا زالت الفرصة ممكنة " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "، " إن رحمة الله قريب من المحسنين هات يدك .. وخذ بيدي ..! كتب لك هذه اللحظة أذكرك بهتاف شهرك وأدعوك لعناق الفضائل فيه ، ولحاق الفرصة به ، وأنا مثلك أهتف لك وقبلك أهتف بقلبي ، أتحدث إليك وأنا أدرك أنني أحوج بالخطاب منك .. فالصحة الصحبة .. والغنيمة الغنيمة .. والله المسؤول أن يحي قلبي وقلبك وأن يعيننا على أنفسنا ، وأن يوقظ فينا أرواحاً كبيرة لاستثمار ما بقي قبل الفوات . والله المسؤول ألا يعيننا لتحقيق آمالنا ، إنه على كل شيء قدير . الجمعة 7/9/1430هـ |
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
غــزال نــجــرآن- عضو فعال
- مساهمة رقم 4
رد: رمضانيات
الصوم وحفظ الجوارح |
د. بدر عبد الحميد هميسه |
للصوم فوائد روحية ونفسية كثيرة منها أنه سبب لزرع تقوى الله في القلوب وكف الجوارح عن المحرمات، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة 183] . والصوم مدرسة نتعلم فيها الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وقوة الإرادة وجهاد النفس والامتناع عن أهم رغبات الجسد وحاجاته الضرورية، ونتدرب على السلوك الحسن الذي يبعث على التقوى والإخلاص امتثالا لأمر الله وتقربا إليه، وفي الصوم يتعلم المسلم تهذيب النفس وحفظ الجوارح وتزكية الأخلاق، وتحلية القلب بالشفقة والرحمة، حيث يشعر الصائم في آخر النهار بألم الجوع ولهيب العطش، فيذكره ذلك بمعاناة الفقراء والمحرومين، ويدعوه للشفقة بهم ورحمتهم، وفي الصوم يكبح المرء جماح النفس عن أن تسترسل في الشهوات والملذات، حيث إن الصوم يقلل الشهوة ويضعفها، ويكسر حدتها، فينبغي للعبد أن يبالغ في حفظ جوارحه وحواسه حتى لا يقع في الشر والفساد والإثم والمنكر، ففي هذا الشهر 'ينادي مناد من قبل الحق تبارك وتعالى فيقول: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر'. فلابد في الصوم من كف اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والهذيان، وكف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، وكف البصر عن النظر، إلى كل ما نهى الله عنه، وكف بقية الجوارح عن ارتكاب المحرمات، وهذه غاية الصوم 'لعلكم تتقون' فالصائم يراقب الله في جميع أعماله، فتتمثل عظمة الله في قلبه، فيحجم عن فعل القبيح، وترتدع نفسه عن إتيان الشهوات، وأهون الصوم ترك الطعام والشراب ,فالصيام يحفظ على المسلم جوارحه ومن حفظ الجوارح : 1- كف اللسان عن الأذى : اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة؛ فإنه صغير جِرْمُه، عظيم طاعته وجُرْمُه! إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان , فمَن أطلق عَذَبَةَ اللسان وأهمله مَرخِيّ العَنان سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جُرُف هار؛ إلى أنْ يضطره إلى البوار. قال تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) [ق: 18] ,وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: "الفم و الفرج" [قال الترمذي: حديث حسن صحيح] . وسأل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: "ألا أخبرك بِمِلاكِ ذلك كلِّه؟" قال: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسان نفسه ثم قال: "كُفَّ عليكَ هذا". فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذ؛ وهل يَكُبُّ الناسَ على وجوهِهِم –أو على مَناخِرِهِم– إلا حصائدُ ألسنتِهم". [قال الترمذي: حديث حسن صحيح]. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ أعضاءَه تُكَفِّرُ اللسانَ؛ تقول: اتقِ اللهَ فينا؛ فإنكَ إنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُهُ، ولا يستقيمُ قلبُهُ حتى يستقيمَ لسانُـهُ، ولا يدخلُ الجنـةَ حتى يأمنَ جارُهُ بَوائقَهُ". [رواه أحمد، وابن أبي الدنيا في "الصمت"، وحسنه الألباني] يقول ابن القيم: يقول الشيطان لأبنائه: قوموا على ثغر اللسان؛ فإنه الثغر الأعظم، وهو قبالة الملك؛ فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه من ذكر الله تعالى، واستغفاره، وتلاوة كتابه، ونصيحة عباده، والتكلم بالعلم النافع، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان، لا تبالوا بأيهما ظفرتم: أحدهما: التكلم بالباطل؛ فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكبر جندكم وأعوانكم. والثاني: السكوت عن الحق؛ فإن الساكت عن الحق أخ لك أخرس ، كما أن الأول أخ ناطق، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم، أما سمعتم قول الناصح: "المتكلم بالباطل شيطان ناطق، والساكت عن الحق شيطان أخرس"؟! وفى اللسان آفتان عظيمتان؛ إنْ خلص العبد من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت. وقد يكون كل منهما أعظم إثما مِن الأخرى في وقتها؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاصٍ لله، مراءٍ مداهن؛ إذا لم يخف علي نفسه.. والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاصٍ لله.. وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته؛ فهم بين هذين النوعين. وأهل الوسط -وهم أهل الصراط المستقيم- كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة؛ فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه، ضائعة بلا منفعة؛ فضلا أنْ تضره في آخرته.. وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال؛ فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال؛ فيجد لسانه قد هدمها مِن كثرة ذكر الله عز وجل، وما اتصل به.] [الجواب الكافي (ملخصًا)]. ولما كانت آفات اللسان كثيرة، ولها في القلب حلاوة، ولها بواعث من الطبع؛ فلا نجاة من خطرها إلا بالصمت، سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما النجاة؟ قال: "أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليَسَعْكَ بيتُكَ، وابكِ على خطيئتِكَ" [رواه الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره] قال الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: ما صلح منطق رجل إلا عُرف ذلك في سائر عمله. قال سفيان الثوري: أول العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حفظه، ثم نشره. قال علي بن بكار: جعل الله تعالى لكل شيء بابين، وجعل للسان أربعة أبواب: فالشفتان مصراعان، والأسنان مصراعان. قال وهب بن منبه: في حكمة آل داود: حق على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مُقبلاً على شأنه. قال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا، قال: أجلس مع الصحابة والتابعين وأنظر في كتبهم وآثارهم فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس. ويروى عنه رحمه الله أنه قال: اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * * * إذا كنت فارغا مستريحا وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * * * فاجعل مكانه تسبيحا فاغتنام السكوت أفضل من خوض* * * وإن كنت بالكلام فصيحا عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب: يا أحنف! مَن كثر كلامه كثر سَقطه، ومَن كثر سقطه قَلَّ حياؤه، ومَن قلّ حياؤه قل ورعه، ومَن قلّ ورعه مات قلبه. قال عطاء: فضول الكلام ما عدا تلاوة القرآن، والقول بالسنة عند الحاجة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تنطق في أمر لا بدَّ لك منه في معيشتك، أما يستحيي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أن يرى أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه؟! ثم تلا: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ) [الانفطار:10-11] و(عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) [ق:17-18] قال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك؛ فإنما جُعل لك أذنان وفم واحد؛ لتسمع أكثر مما تتكلم. قال الشاعر: احفظ لسانك أيها الإنسان * * * لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه * * * كانت تهاب لقائه الشجعان وقال ثالث : الصمت زين والسكوت سلامة * * * فإذا نطقت فلا تكن مكثارا فإذا ندمت على سكوتك مرة * * * فلتندمن على الكلام مرارا قال ابن مسعود: والله الذي لا إله غيره؛ ما شيء أحق بطول سجْن من لسان. ذكر الإمام مالك في "الموطأ" عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مه! غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد!! . قيل لبكر بن عبد الله المزني: إنك تطيل الصمت! فقال:إن لساني سبعٌ، إن تركته أكلني. 2- غض البصر عن المحرمات : جعل الله سبحانه العين مرآة القلب، فإذا غَضَّ العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته.. ويتبين الأمر بضرب مثل مطابق للحال، وهو أنك إذا ركبتَ فرسًا جديدًا فمالت بك إلى درب ضيق لا يُنفِذ، ولا يمكنها تستدير فيه للخروج، فإذا هَمَّتْ بالدخول فيه فاكبحها لئلا تدخل، فإذا دخلت خطوة أو خطوتين فَصِحْ بها، ورُدَّها إلى وراء عاجلاً قبل أنْ يتمكن دخولها؛ فإنْ رددتَها إلى ورائها سَهُل الأمر، وإنْ توانيتَ حتى وَلَجَتْ، وسُقْتَها داخلاً، ثم قمتَ تجذبها بِذَنَبِها عَسُرَ عليـك، أو تَعَذَّرَ خُروجُها..! فهل يقـول عاقـل: إنَّ طريق تخليصها سوقها إلى داخل؟! . فكذلك النظرة إذا أثَّرَتْ في القلب.. فإنْ عَجَّـل الحازمُ، وحَسَمَ المادةَ مِن أوَّلِها سَهُل علاجه، وإنْ كرَّرَ النظر، ونَقَّبَ عن محاسن الصورة، ونقلها إلى قلب فارغ فنقشها فيه؛ تمكنت المحبة.. وكلما تواصلت النظرات كانت كالماء يسقي الشجرة؛ فلا تزال شجرة الحب تنمو حتى يفسد القلب، ويُعرِض عن الفكر فيما أُمِرَ به؛ فيخرج بصاحبه إلى المحن، ويوجب ارتكاب المحظورات والفتن، ويُلقِي القلب في التلف.. والسبب في هذا أنّ الناظر التذَّتْ عينُه بأول نظرة؛ فطلبت المعاودة، كأكل الطعام اللذيذ إذا تناول منه لقمة.. ولو أنه غَضَّ أولاً لاستراح قلبه وسلم. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : "النظرةُ سهمٌ مسمومٌ مِن سهامِ إبليسَ" فإنَّ السهم شأنه أن يسري في القلب؛ فيعمل فيه عمل السم الذي يُسقاه المسموم، فإنْ بادر استفرغه؛ وإلا قتله ولا بد..! . والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإنْ لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار تُرمَى في الحشيش اليابس؛ فإنْ لم تحرقه كله أحرقت بعضه، كما قيل: كلُّ الحوادثِ مَبدأُها مِنَ النظرِ* * * ومُعظَمُ النارِ مِن مُستصغَرِ الشَّرَرِ كم نظـرةٍ فَتَكَتْ في قلبِ صاحبِـهـا* * * فَتْكَ السهامِ بلا قَـوْسٍ ولا وَتَـرِ والمرءُ مـا دامَ ذا عَيْـنٍ يُقَـلِّبُها * * * في أعْيُنِ الغِـيدِ مَوقوفٌ على الخَطَرِ يَـسُرُّ مُقْلَتَهُ ما ضَـرَّ مُهْجَـتَهُ* * * لا مَرحبًا بسرورٍ عادَ بالضَّررِ عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثةٌ لا ترى أعينُهم النارَ: عينٌ حَرَسَت في سبيلِ اللهِ، وعينٌ بَكَت مِن خشيةِ اللهِ، وعينٌ كَفَّت عن مَحارمِ اللهِ". [رواه الطبراني ورواته ثقات، وقال الألباني: حسن لغيره] وفي غض البصر عدة منافع؛ منها: - أنه يورث القلب أنسًا بالله؛ فإن إطلاق البصر يفرق القلب، ويشتته، ويبعده من الله، ويورث الوحشة بين العبد وربه. يقول أطباء القلوب: بين العين والقلب منفذ وطريق، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد، وصار محلاً للقاذورات؛ فلا يصلح لسكن معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه، والأنس والسرور بقربه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك. - أنه يُلبِس القلب نورًا، كما أن إطلاقه يُلبسه ظُلمة، ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى آية النور عقيب الأمر بغض البصر، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور: 30]، ثم قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاح) [النور: 35] أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن؛ الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه. - أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل، و الصادق والكاذب. كان "شجاع الكرماني" يقول: مَن عمَّر ظاهره باتباع السنه، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشبهات، واغتذى بالحلال؛ لم تخطئ لـه فراسة. وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة. ومَن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، فإذا غض العبد بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضًا عن حبس بصـره لله، ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة. - أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها. وإطلاق البصر ينسيه ذلك، ويحول بينه وبينه؛ فينفرط عليه أمره، ويقع في اتباع هواه، وفي الغفلة عن ذكر ربه. سئل أحد المعاصرين لـ"عتبة الغلام : أتعرف أحدًا يمشي في الطريق مشتغلاً بنفسه؟ قال: ما أعرف إلا رجلاً؛ الساعة يدخل عليكم. فلما دخل عتبة؛ وطريقه على السوق، قال: يا عتبة! مَن تَلَقَّـاك في الطريق؟ قال: ما قابلتُ أحدًا..!. وكان الربيع بن خثيم من شدة غضه لبصره وإطراقه؛ يظن بعض الناس أنه أعمى! . وكان يختلف إلى منزل ابن مسعود رضي الله عنه عشرين سنة، فإذا رأته جاريته قالت لابن مسعود: صديقك الأعمى قد جاء! فكان ابن مسعود رضي الله عنه يضحك من قولها. وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا نظر إليه يقول: وبشِّر المخبتين.. أما والله لو رآك محمد صلى الله عليه وسلم لفرح بك. 3- تنزيه السمع عن اللغو : قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36] . إنْ كانت حواس الإنسان كثيرة فإن أهمها: السمع والبصر، وقد وردت في القرآن بهذا الترتيب، السمع أولاً، ثم البصر لأن السمع يسبق البصر، فالإنسان بمجرد أنْ يُولَد تعمل عنده حاسة السمع، أما البصر فإنه يتخلف عن السمع لعدة أيام من الولادة، إذن: فهو أسبق في أداء مهمته، هذه واحدة. الأخرى: أن السمع هو الحاسَّة الوحيدة التي تُؤدي مهمتها حتى حال النوم، وفي هذا حكمة بالغة للخالق سبحانه، فبالسمع يتم الاستدعاء من النوم. وقد أعطانا الخالق سبحانه صورة واضحة لهذه المسألة في قصة أهل الكهف، فلما أراد سبحانه أن يناموا هذه السنين الطوال ضرب على آذانهم وعطل حاسة السمع لديهم، وإلا لَمَا تمكَّنوا من النوم الطويل، ولأزعجتهم الأصوات من خارج الكهف. فقال تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) [الكهف:11]. ولم يسبق البصر السمع إلا في آية واحدة في كتاب الله تعالى وهي: (رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا.. ) [السجدة:12]، والحديث هنا ليس عن الدنيا، بل عن الآخرة، حيث يفزع الناس من هَوْلها فيقولون: (رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا) [السجدة:12] لأنهم في الآخرة أبصروا قبل أن يسمعوا. فالسمع أول الحواس، وهو أهمها في إدراك المعلومات، حتى الذي يأخذ معلوماته بالقراءة سمع قبل أن يقرأ، فتعلَّم أولاً بالسماع ألف باء، فالسمع أولاً في التعلُّم، ثم يأتي دَوْر البصر. والذي يتتبع الآيات التي ورد فيها السمع والبصر سيجدها جاءت بإفراد السمع وجمع البصر، مثل قوله سبحانه: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ) [السجدة:9]، إلا في هذه الآية التي نحن بصدد الحديث عنها جاءت: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36]. وحفظ الأذن يتحقق بتنزيه السمع عن الغيبة والنميمة، والفُحش، وقول الزور، واللهو، والغناء المحرم، ومزامير الشيطان، وكل ما هو باطل. وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن؛ فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها يُنبت النفاق في القلب كما يَنبت العشب على الماء.] [إغاثة اللهفان] . وليحذر الذين يأخذون بالرُّخَص في جُلِّ شئونهم؛ قال سليمان التيمي /: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما منكم مِن أحد إلا سيخلو الله عز وجل به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، ثم يقول: يا ابن آدم! ما غَرَّك بي؟ يا ابن آدم! ما عملتَ فيما علمتَ؟ يا ابن آدم! ماذا أجبتَ المرسلين؟ يا ابن آدم! ألم أكن رقيبًا على عينك؛ وأنت تنظر بها إلى ما لا يحل لك؟ ألم أكن رقيبًا على أذنيك؟ وهكذا حتى عَدَّ سائر أعضائه. 4-كف اليدين والرجلين عن الحرام : الصائم كما يكف لسانه وعينه وأذنه وقلبه عن الحرام فإنه كذلك يكف يده ورجله عن الحرام , فلا تمتد يده بأذى الناس ولا بأكل أموالهم بالباطل , ولا يمشي بقدميه إلى ما يغضب الله , قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ ، قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ. - وفي رواية : تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ ، قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ. خرجه أحمد 2/303(8016) و"مسلم" 6671 و"التِّرمِذي" 2418 . أصابت عُروة الأكِلةُ في رجله، وهو بالشام عند الوليد بن عبد الملك فقُطعت رجله والوليد حاضر فلم يتحرَّك، ولم يشعر الوليد أنها تُقطع حتى كُويَتْ، فوجدوا رائحة الكيِّ، وبقي بعد ذلك ثماني سنين. ولما قُطعت رجله ووُضعت بين يديه قال: الحمد لله الذي أخذ مني واحدة، وأبقى لي ثلاثا، يعني رجله الأخرى ويديه. ولم يدع وِردَةُ تلك الليلة. وقال أيضا: مَعْن بن أَوْس المُزَنِيّ لَعَمْرُكَ ما أَهْوَيْتُ كَفِّي لرِيبَةٍ ... ولا حَمَلَتْنِي نَحْوَ فاحِشَةٍ رِجْلي وأَعْلَمُ أَنِّي لم تُصِبْنِي مُصِيبَةٌ ... مِن الدَّهْرِ إلاّ قد أَصابَتْ فَتىً قَبْلِي ولا قادَنِي سَمْعِي ولا بَصَرِي لَها ... ولا دَلَّنِي رَأْيٌ عَلَيْها ولا عَقْلِي ولا مُؤْثِراً نَفْسِي على ذِي قَرابَةٍ ... وأُثِرُ ضَيْفِي، ما أَقامَ، على أَهْلِي دخل واحد من السلف أحد المزارع و كان جائعا متعبا فشدته نفسه، لأن يأكل و بدأت المعدة تقرقر، فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة، فمد يده إليها ثم أكل نصفها، ثم شرب من ماء النهر بجانب المزرعة يطلب منه أن يحلل له ما أكله من هذه التفاحة فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد، قال صاحبنا "دخلت بستانك الذي بجوار النهر و أخذت هذه التفاحة و أكلت نصفها ثم تذكرت انها ليست لي و أريد منك أن تعذرني في أكلها و أن تسامحني عن هذا الخطأ فقال الرجل : لا أسامحك ، و لا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد ، قال صاحبنا " وهو ثابت بن النعمان": و ما هو هذا الشرط؟ قال صاحب المزرعة: أن تتزوج ابنتي....قال ثابت:أتزوجها، قال الرجل:ولكن انتبه إن ابنتي عمياء لا تبصر ، خرساء لا تتكلم ، صماء لا تسمع ، و بدأ ثابت بن النعمان يفكر يقدر- أنعم بها من ورطة – ماذا يفعل؟ ثم علم أن الابتلاء بهذه المرأة و شأنها و تربيتها و خدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة و ما الأيام و ما الدنيا إلا أياما معدودات، فقبل الزواج على مضض و هو يحتسب الأجر و الثواب من الله رب العالمين. و جاء يوم الزفاف وقد غلب الهم على صاحبنا كيف أدخل على امرأة لا تتكلم ولا تبصر ولا تسمع فاضطرب حاله و تمنى لو ابتلعته الأرض قبل هذه الحادثة و لكنه توكل على الله و قال((لا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله و إن إليه راجعون)) ودخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه المرأة تقوم إليه وتقول السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فلما نظر إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة. قال بعد صمت: ماذا؟ إنها تتكلم تسمع و تبصر فأخبرها بما قاله أبوها عنها قالت: ((صدق أبي و لم يكذب)). قال:اصدقني الخبر قالت: أبي قال عني: إنني خرساء؛ لأني لم أتكلم بكلمة حرام، ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي، و إني صماء؛ لأني ماجلست في مجلس فيه غيبة و نميمة ولغو,و إني عمياء؛ لأني لم أنظر إلى رجل لا يحل لي. فانظر و اعتبر بحال هذا الرجل التقى و هذه المرأة التقية وكيف جمع الله بينهما. 5- تصفية القلب من الذنوب: ويجب علينا جميعًا أن نعلم أن أهم هذه الأعضاء التي يجب أن نبدأ بها ونصلحها هو القلب، كما قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم-: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب هذا الارتباط العجيب بين القلب وبين الأعضاء قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه، وجاء -أيضًا- عن غيره من السلف أنه قال: القلب ملك والأعضاء جنوده. فقال شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله: «إن قول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما في الحديث المتقدم أبلغ وأبين من قول أبي هريرة -رضي الله عنه- ومن قال هذه العبارة، لأن الارتباط بين الأعضاء والقلب ارتباط عضوي لا يمكن أن يختلف ولا يمكن أن ينفصل، أما الارتباط في الصلاح والفساد بين الملك وجنوده، فهذا قد يقع فيه الاختلاف، فربما صلح الملك وفسد الجنود، وربما فسد الملك وصلح الجنود، وربما فسد الملك وصلح بعض الجنود وفسد بعضهم. وقد جاء في دعاء إمام الموحدين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ﴿وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴿87﴾ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴿88﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء:87-89 فسلامة القلب هي دليل ومعيار النجاة من عذاب الله تبارك وتعالى، ومن الخزي يوم القيامة وشدته، وعبوسه، وكرباته، كل هذا يكون بسلامة القلب، وسلامة القلب تكون بأمرين لا يجوز أن نغفل عنهما، بل يجب أن نعلمهما: أما الأول: سلامته من الشبهة، وأعظم ما ينبغي في ذلك أن يسلم القلب من الشرك بالله تبارك وتعالى، وألا يكون في قلب العبد المؤمن شيئًا من الشرك لغير الله -عز وجل- سواء كان ذلك بالتقرب، أو بالتأله في الدعاء، أو التوكل، أو الخشوع، أو الخوف، أو الرجاء، وفي أصول هذه الأعمال التي هي أساس أعمال القلب، فليحذر العبد أن يكون مشركًا مع الله -تبارك وتعالى- بشيء من هذه الأعمال والتعبدات. وعن دور الصوم في إصلاح النفوس يقول الإمام ابن القيم :للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة وحميتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى : " يا أيها الذي آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "[ البقرة 185]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الصوم جنة . وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجاء هذه الشهوة . والمقصود : أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا إليهم وحمية لهم وجنة .( زاد المعاد من هدى خير العباد 2/30 . قال عبدالله بن المبارك: رأيتُ الذنــوبَ تُميـتُ القلوبَ * * * وقـد يُــورِثُ الذُّلَّ إدمانُـهــا وتَركُ الذنوبِ حياةُ القـلـوبِ * * * وخيرٌ لنفسِــكَ عِصيانُـهـا ويقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام: يا ذا الذي صام عن الطعام* * * ليتك صمت عن الظلم هل ينفع الصوم امرؤ طالما * * * أحشاؤه ملأى من الاثم? ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول: يا مديم الصوم في الشهر الكريم * * * صم عن الغيبة يوما والنميم ويقول أيضا : وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى * * * وقبل الصوم صم عن كل فحشا - فمن صام عن الطعام والشراب فصومه عادة. - ومن صام عن الربا والحرام وأفطر على الحلال من الطعام فصومه عدة وعبادة. - ومن صام عن الذنوب والعصيان وأفطر على طاعة الرحمن فإنه صائم رضا. - ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو صائم تقى. - ومن صام عن الغيبة والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم وصي. - ومن صام عن المنكر والأغيار وأفطر على الفكرة والاعتذار فهو صائم سعيد. - ومن صام عن الرياء والانتقاص وأفطر على التواضع والإخلاص فهو صائم سالم. - ومن صام عن خلاف النفس والهوى وأفطر على الشكر والرضا فهو صائم غانم. - ومن صام عن قبيح أفعاله وأفطر تكثير آماله فهو صائم مشاهد. - ومن صام عن طول أمله وأفطر على تقريب أجله فهو صائم زاهد. قال ابن القيم: الصوم لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين. ولله در القائل : إذا لـم يكنْ فـي السمـعِ مِنّي تَصَوُّنٌ *** وفي بصـري غَضٌ ، وفي منطقي صَمْتُ فحَظّي إذًا مِن صومِي الجوعُ والظمأ *** وإن قُلتُ: إني صُمْتُ يومًا فما صُمْتُ فلابد في الصوم من كف اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والهذيان، وكف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، وكف البصر عن النظر، إلى كل ما نهى الله عنه، وكف بقية الجوارح عن ارتكاب المحرمات، وهذه غاية الصوم 'لعلكم تتقون' فالصائم يراقب الله في جميع أعماله، فتتمثل عظمة الله في قلبه، فيحجم عن فعل القبيح، وترتدع نفسه عن إتيان الشهوات، وأهون الصوم ترك الطعام والشراب، والله عندما فرض علينا الصوم لم يرد منا حرمان النفس وتجويعها، وإنما أراد أن تظهر علينا ملكة التقوى والمراقبة والخشية له جل شأنه، لتحجز الصائم عن فعل القبيح والمنكر. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا ، فَلاَ يَرْفُثْ ، وَلاَ يَجْهَلْ ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ. ـ وفي رواية : إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا ، فَلاَ يَرْفُثْ ، وَلاَ يَجْهَلْ ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ. أخرجه مالك "الموطأ" 206 . و"أحمد" 2/245(7336) و"البُخاري" 1894 و"مسلم" 3/157 . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، وَالْجَهْلَ ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. ـ وفي رواية : مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. أخرجه أحمد 2/452(9838) و"أبو داود" 2362 و"ابن ماجة" 1689 و"التِّرمِذي" 707 و"النَّسائي" في "الكبرى" 3233 . عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا ، وَإِنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا , وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، أَوْ سَكَتَ ، ثُمَّ عَادَ ، وَأُرَاهُ قَالَ : بِالْهَاجِرَةِ ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، إِنَّهُمَا وَاللهِ قَدْ مَاتَتَا ، أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا ، قَالَ : ادْعُهُمَا ، قَالَ : فَجَاءَتَا ، قَالَ : فَجِيءَ بِقَدَحٍ ، أَوْ عُسٍّ ، فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا : قِيئِي , فَقَاءَتْ قَيْحًا ، أَوْ دَمًا , وَصَدِيدًا , وَلَحْمًا ، حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ ، ثُمَّ قَالَ لِلأُخْرَى : قِيئِي , فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ ، وَدَمٍ ، وَصَدِيدٍ ، وَلَحْمٍ عَبِيطٍ ، وَغَيْرِهِ ، حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَيْهِمَا , جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى ، فَجَعَلَتَا يَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ. - أخرجه أحمد 5/43 1(24053). فعلى الصائم أن يحفظ جوارحه عن كل ما حرم الله تعالى , فيحفظ لسانه عن جميع المعايب ؛ من سب وشتم وقذف وغيبة ونميمة ولغو , ويصون عينيه عن النظر إلى ما حرم الله , وأذنيه عن سماع اللغو والباطل , ويده ورجليه عن الحرام , وقلبه عن الغل والحقد والحسد . |
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
غــزال نــجــرآن- عضو فعال
- مساهمة رقم 5
رد: رمضانيات
جيران الله في رمضان |
د. بدر عبد الحميد هميسه |
لله تعالى جيران يوم القيامة اختصهم واصطفاهم لنفسه, فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا ، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ .أخرجه أيضًا : الحارث كما في بغية الباحث (1/251 ، رقم 126) . الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 512. ولقد قال تعالى في كتابه الكريم : " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) سورة التوبة. ونهى سبحانه عن السعي في خراب المساجد بمنع الصلاة والذكر فيها فقال : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) سورة البقرة . فالمساجد أماكن رفعها الله وأعظم قدرها، فقال عز من قائل:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:36-38]. قال القرطبي في أحكام القرآن عن هذه الآية: "أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ أي: تُعظّم"، وقال ابن كثير في تفسيره: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ أي: أمر الله بتعاهدها وتطهيرها من الدّنس واللغو والأقوال والأفعال التي لا تليق فيها". هذه هي المساجد، بيوت كرمها الله سبحانه، بل زاد في تكريمها بأن نسبها إلى نفسه سبحانه فقال: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، فأيّ رفعة أعظم من هذه الرفعة؟! وأي قدر أرفع من هذا القدر؟! ولقد كرم رسول الله بيوت الله فعلا وقولا, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا». مسلم ( 671 ) وابن حبان ( 1598 ) ، تعليق الألباني "حسن صحيح" ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم". إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس كما قال ابن كثير رحمه الله [البداية والنهاية 3/209]. وكذلك عندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم . ولقد وعى هذا الأمر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتموا بذلك، واعتنى الخلفاء الراشدون بها فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته أن يبنوا مسجداً جامعاً في مقر الإمارة، ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد جماعة في أماكنهم. عن عثمان بن عطاء قال لما فتح عمر بن الخطاب البلد كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجداً فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة [كنز العمال 8/313-314]. وهناك واجبات نحو المساجد منها : أن نتزيّن لها وأن نهتمّ بهندامنا ورائحتنا إذا أردنا الذهاب إليها، فلا يعقل أن يتهيّأ المسلم بأحسن ثيابٍ وأحسن مظهر إذا أراد مقابلة بشر من الخلق ويهمل نفسه إذا أراد الدخول إلى بيت خالق الخلق ومقابلة جبار السماوات والأرض، يقول سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]، بل إن الإسلام يأمرنا إذا تلبَّسنا برائحة خبيثة كرائحة الثوم أو البصل أن نعتزل المساجد حتى لا نؤذي الملائكة ولا نؤذي المؤمنين، رغم أن أكل الثوم والبصل حلال في الأصل، يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث جابر رضي الله عنه: ((من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته)) وعلل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بأنه يؤذي الملائكة كما يؤذي البشر، ففي لفظ آخر للحديث يقول : ((من أكل من هذه الشجرة الخبيثة ـ أي: الثوم ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس)) متفق عليه. وليعلم المسلم أنه عندما يكون في المسجد فهو ضيف على الله وزائر لله مستحق لتكريم الله له، فليستحضر هذا الأمر حتى ينال بركته ولا يُحرم أجره، أخرج الطبراني عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر لله، وحق على المزور أن يكرم الزائر)) الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 157 . بل إن قاصد بيت الله للصلاة فيه بنية مخلصة هو في ضمان الله، لا يضيع أجره ولا يخيب سعيه بإذن الله، فيا لها من كرامة ينالها المسلم بمجرد توجهه إلى المسجد، يقول كما في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة: ((ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى ورجل خرج حاجا)) والذهاب إلى المساجد فرصة لرفع الدرجات ومحو السيئات , يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط)) أخرجه النسائي عن أبي هريرة. وفي رمضان تتعلق قلوب الناس بالمسجد فيغدون ويروحون إليها طلباً للأجر, فيعمرونها بالصلاة والذكر والقيام وقراءة القرآن ,فيصبحون من جيران الله في الدنيا ومن كان من جيران الله في الدنيا صار من جيرانه يوم القيامة. |
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا