موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    رمضانيات

    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    رمضانيات Empty رمضانيات

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:25


    الصوم والإحسان
    د. بدر عبد الحميد هميسه

    الإحسان لب الإيمان وروحه وكماله، ومعناه مراقبة الله تعالى في السر والعلن مراقبة مَن يحبه ويخشاه ويرجو ثوابه ويخاف عقابه؛ بالمحافظة على الفرائض والنوافل، واجتناب المحرمات والمكروهات. والمحسنون هم السابقون بالخيرات المتنافسون في فضائل الأعمال.
    والإحسان نوعان : إحسان إلى النفس وذلك بحملها على طاعة الله تعالى , والبعد عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن .
    والإحسان إلى الخلق ويكون ذلك بالعطف عليهم , والرحمة بهم .
    عنْ مُعَاذٍ ؛أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ : يَا مُعَاذُ ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. حم (22337)أخرجه أحمد 5/228(22337) .
    قال الشاعر :
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ * * * فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
    من جاد بالمال مال الناس قاطبة * * *إليه والـمال للإنسان فـتانُ
    أحسن إذا كان إمكان ومقدرة * * *فلن يدوم على الإنسان إمكانُ
    ولقد جعل الله إطعام الطعام محل العتق في كفارة الظهار قال تعالى : " ومَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ المجادلة : 4].
    وجعل إطعام المساكين أو كسوتهم محل عتق الرقاب في كفارة الأيمان .
    قال تعالى : لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [سورة المائدة :89].
    وقد جاء في بعض الإسرائيليات : قال موسى لرب العزة عزَّ وجل : فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك ؟ قال : يا موسى آمر مناديا ينادي على رؤوس الخلائق إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.[ حلية الأولياء (6/19) .
    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم :أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف . [ متفق عليه ].
    وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟!فقال صلى الله عليه وسلم : ]
    إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته ، أو كسوت عورته ، أو قضيت له حاجة [ [ رواه
    الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني (954) في صحيح الترغيب .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعبدوا الرحمن ، وأطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، تدخلوا الجنة بسلام [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ].
    بل اختصَّ الله من يقوم بهذا العمل الصالح بنعيم سابغ في الجنة .
    وقال صلى الله عليه وسلم : ] إن في الجنة غرفا ، بُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها .فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائما والناس نيام . [رواه الطبراني في الكبير والحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب (946) .
    قال الله في الحديث القدسي : يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني .قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي . [ رواه مسلم ].
    ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة للجود والكرم وبخاصة في شهر رمضان , وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ". "البُخَارِي" 1/4(6) و4/229(3554) و"مسلم" 7/73(6075).
    قال ابن حجر أجود الناس : أكثر الناس جوداً والجود الكرم وهو من الصفات المحمودة وقوله أجود بالخير من الريح المرسلة أي المطلقة يعني في الإسراع بالجود أسرع من الريح وعبر بالمرسلة إشارة إلي دوام هبوبها بالرحمة وإلي عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه ( فتح الباري- 1/30 ).
    وفي رواية للإمام أحمد زيادة عن الحديث السابق : "ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ".
    تعود بسط الكف حتى لو أنه*** ثناها لقبض لم تجبه أنامله
    تراه إذا ما جئته متهللا *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
    هو البحر من أي النواحي أتيته*** فلجته المعروف والجود ساحله
    ولو لم يكن في كفه غير روحه *** لجاد بها فليتق الله سائله
    وفي صحيح الترمذي 1/209 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ينادي فيه مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
    وقال ابن رجب الحنبلي : وكان جودُه أي صلى الله عليه وسلم بجميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم ( لطائف المعارف ص 306 ).
    وفي الحديث "من فَطَر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً " ( صحيح الترمذي 1/243 للألباني وابن ماجه 1746 ).
    ما أنت إلا رحمة علوية * * * خص الإله بها الورى وترفقا
    رمضان يا عرش الهداية مرحبا * * * يا نبع خير في الوجود تدفقا
    ولقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات، سواءٌ كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخٍ صالح؛ فلا يشترط في المطعم الفقر. فلقد قال رسول الله r: "أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم" [الترمذي بسند حسن].
    فكان منهم من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن وابن المبارك.
    قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
    عن أبي بردة قال لما حضر أبا موسى الوفاة قال يا بني اذكروا صاحب الرغيف قال كان رجل يتعبد في صومعة أراه قال سبعين سنة لا ينزل إلا في يوم واحد قال فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال قال ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثني عشر مسكينا فأدركه العياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل إنسان رغيفا فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائبا فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا فقال المتروك لصاحب الرغيف مالك لم تعطني رغيفي ما كان بك عنه غنى فقال أتراني أمسكته عنك سل هل أعطيت أحدا منكم رغيفين قالوا لا قال تراني أمسكته عنك والله لا أعطيك الليلة شيئا فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي ترك فأصبح التائب ميتا قال فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف فقال أبو موسى يا بني اذكروا صاحب الرغيف . ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه 8 /107. وأبو نعيم في : حلية الأولياء 1/263 .
    يقول الشاعر مصطفى حمام:
    حدِّثونا عن راحة القيد فيه * * * حدثونا عن نعمة الحرمان
    هو للناس قاهر دون قهر * * * وهو سلطانهم بلا سلطان
    قال جوعوا نهاركم فأطاعوا * * * خشعا, يلهجون بالشكران
    إن أيامك الثلاثين تمضي * * * كلذيذ الأحلام للوسنان
    كلما سرني قدومك أشجا * * * ني نذير الفراق والهجران
    وستأتي بعد النوى ثم تأتي * * * يا ترى هل لنا لقاء ثان?
    اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته , وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال .



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    رمضانيات Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    رمضانيات Empty رد: رمضانيات

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:26


    رمضان والشوق إلى الجنان
    د. بدر عبد الحميد هميسه

    الجنة دار كرامة أولياء الله تعالى وعباده المخلصين ، ولن يجد المسلم يوم القيامة كرامة وفوزاً وفلاحاً بعد رضي الله تعالى ورؤيته أنعم ولا أفضل من الجنة . هذه الجنة تتهيأ في شهر رمضان ، وتتزدلف لأهل الإيمان ، تفتّح أبوابها إشعاراً بعظمة هذه الطاعة في هذا الشهر الكريم ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: «إذا كَانَ أَوَّلُ ليْلَةٍ من شَهرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقَتْ أبوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ منْهَا بَابٌ، وفُتِحَتْ أَبوَابُ الجَنَّةِ فلمْ يُغْلَقْ منْها بَابٌ، ويُنَادِي مُنَادٍ: يا بَاغِيَ الخَيرِ: أَقْبِلْ، ويا بَاغِيَ الشَّر: أَقْصِرْ، ولله عُتَقَاءُ مِنَ النَّار وذَلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» رواه الترمذي (682) وابن ماجه (1642) و ابن خزيمة (1883) وابن حبان (3435) والحاكم وقَالَ: على شرط الشيخين (1/582) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
    وفي الجنة باب خاص بالصائمين ,عَنْ سِهْلِ بنِ سَعْدٍ  عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «في الجنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ فيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانُ لا يَدْخُلُهُ إِلاّ الصَّائِمُونَ» رَوَاهُ الشَّيخَان رواه البخاري (3084) ومسلم (1155) والترمذي (765) والنسائي (4/168) وابن ماجه (1640) وأحمد (5/335).
    فالحنة مطلب الصائمين العابدين . قال تعالى : {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (72) سورة الزخرف. وقال : {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} (63) سورة مريم.
    وسلعتهم التي يسعون إليها , فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :« مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ » سنن الترمذي (2638 ) صحيح.
    يا سلعةَ الرحمن ِلست رخيصة ً * * * بـل أنتِ غالية ٌعلى الكسلان
    يا سلعة الرحمـن ليس ينالُها * * * في الألـفِ إلا واحـدٌ لا اثنان
    يا سلعة الرحمن أين المشتري * * * ِفلقـد عُرِضتِ بأيسـر الأثمان
    يا سلعة الرحمن هل من خاطب ٍ * * * فالمهرُ قبل المـوتِ ذو إمكان
    يا سلعة الرحمن لـولا أنَّهـا * * * حُجِـبَتْ بكلِّ مكـاره ِالإنسان
    ِما كان قـطُّ من متخلفٍ * * * وتَعَــلتْ دارُ الجـزاءِ الثاني
    لكنَّها حُجِـبَتْ بكلِّ كـريهـةٍ * * * ليُصـدَّ عنها المبطلُ المتواني
    وتنالهـا الهـممُ التي تَسْـمُو * * * ‍ إلى ربِّ العلا بمشيئةِ الرحمن
    فاتْعَـبْ ليوْم ِمعادِك الأدنى * * * تَجِدْ راحاتهِ يومَ المعادِ الثاني
    عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ ، قَالَ:كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.أخرجه مُسْلم 2/52(1029) و"أبو داود" 1320 و"النَّسائي" 2/227.
    والجنة هي النعيم الذي يتشوقون إليه , عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : (( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )) رواه مسلم .
    وهي الراحة الكبرى بعد الكد والتعب في الدنيا , فليس للعابد مستراح إلا في ظل شجرة طوبى , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.. صحيح مسلم (7266).
    فشمروا أيها الصائمون للجنة , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ : أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَ خَطَرَ لَهَا هِيَ ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مُشَيَّدٌ ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ ، قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ . صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 389)(7381) حسن.
    واسألوا الله بهمة عالية الفردوس الأعلى منها , ثبت في الصحيحن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس .. فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تُفجّر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن ) .
    وروى البخاري رحمه الله بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة ـ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال : "يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى" صحيح البخاري 2/139.
    قال تعالى : { وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ،لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } { فالحسنى } : هي الجنة .
    ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آخر من يدخل الجنة : رجل فهو يمشي على الصراط مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين . فترتفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟ فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره ، لأنه يرى مالا صبر له عليه ، فيدنيه منها فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها ، وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ؟ فيقول : لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظلَّ بظلها وأشربَ من مائها لا أسألك غيرها فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى يا رب ، هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول: يا رب أدخلنيها فيقال له : ادخل الجنة فيقول : رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقول الله : يا ابن آدم ما يرضيك مني ؟! أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب فيقول : لك ذلك ومثله ، ومثله ، ومثله ، ومثله فيقول في الخامسة : رضيت رب فيقول الله تعالى : لك ذلك وعشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك ثم يقول الله تعالى له : تمن ، فيتمنى ، ويذكره الله : سل كذا وكذا ، فإذا انقطعت به الأماني ثم يدخل بيته ويدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك فيقول: ما أعطى أحد مثل ما أعطيت . قال ( يعني موسى عليه السلام ) : رب فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ) .
    سبحان من غرست يداه جنة * * * الفردوس عند تكامل البنيان
    ويداه أيضا أتقنت لبنائها* * * فتبارك الرحمن أعظم بان
    لما قضى رب العباد العرش قا * * * ل تكلمي فتكلمت ببيان
    قد أفلح العبد الذي هو مؤمن* * * ماذا ادخرت له من الإحسان
    فيها الذي والله لا عين رأت * * * كلا ولا سمعت به الأذنان
    كلا ولا قلب به خطر المثا * * * ل له تعالى الله ذو السلطان
    هي جنة طابت وطاب نعيمها * * * فنعيمها باق وليس بفان
    وانظر إلى قصص المشتاقين إلى الجنة تجد فيها العجب العجاب ,قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر، حين أقبل المشركون في عَدَدهم وعُدَدهم: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" . فقال عمير بن الحُمام: عرضها السموات والأرض؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقال: بخ بخ، فقال: "ما يحملك على قولك بخ بخ؟ " قال رجاء أن أكون من أهلها! قال: "فإنك من أهلها" فتقدم الرجل فكسر جفن سيفه، وأخرج تمرات فجعل يأكل منهن، ثم ألقى بقيتهن من يده، وقال: لئن أنا حييت حتى آكلهن إنها لحياة طويلة! ثم تقدم فقاتل حتى قتل، رضي الله عنه . رواه مسلم في صحيحه برقم (1901) من حديث أنس، رضي الله عنه.
    وهذا عمرو بن الجموح سيد من السادات .هو عمرو بن الجموح.كان له صنم اسمه مناف يتقرب إليه ويسجد بين يديه مناف و مفزعه عند الكربات وملاذه عند الحاجات ..صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..وكان شديد الإسراف في تقديسه وتزيينه وطييبه وتلبيسه وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا حتى جاوز عمره الستين سنة ..فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه داعيةً ومعلماً لأهل المدينة أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح مع أمهم دون أن يعلم .. فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في أتباعه ؟ فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !! ثم قام عمرو إلى مناف وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم .. أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى فوقف بين يدي الصنم معتمداً على رجله الصحيحة تعظيماً واحتراماً ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال : يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم ولا يريد أحداً بسوء سواك وإ نما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف فلم يردَّ الصنم شيئاً . فأعاد عليه فلم يجب .. فقال عمرو : لعلك غضبت وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك ثم تركه وخرج فلما أظلم الليل أقبل أبناؤه إلى مناف فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف .. فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة فسكت أهله ففزع واضطرب وخرج يبحث عنه فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه..وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته ..فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة .. فلما أصبح الشيخ التمس صنمه فلم يجده في مكانه فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ثم ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاق بالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنع أُسْتَها ..ثم علق في رأس الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك فلما جَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيها النتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف ف لما رآه على هذا الحال في البئر قال : ورب يبـول الثعلبـان برأسه لقد خاب من بالت عليه الثعالب ثم دخل في دين الله وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين وانظر إليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر منعه أبناؤه لكبر سنه وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..فلما كانت غزوة أحُد أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه فلما أكثروا عليه ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عبرته .. ويقول : يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد قال : إن الله قد عذرك فقال يا رسول الله والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال : اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي. فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان وصاحت الأبطال ورميت النبال انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام ويقاتل عباد الأصنام .. حتى توجه إليه كافر بضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ..فدفن رضي الله عنه ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاو ية رضي الله عنه نزل بمقبرة شهداء أحد سيل شديد غطّى أرض القبور فسارع المسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح فإذا هو كأنه نائم .ليّن جسده تتثنى أطرافه لم تأكل الأرض من جسده شيئاً..محمد العريفي : استمتع يحياتك 80 , انظر: القصة في (( سيرة ابن هشام )) (1/382). ابن الجوزي : المنتظم1/330 .
    أخرج الطبراني في الأوسط 1887 , 517 / 2 من حديث عمر ، ولفظه " لما نزلت :( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) قال أبو الدحداح : استقرضنا ربنا من أموالنا يا رسول الله ؟ قال : نعم .قال : فإن لي حائطين ، أحدهما بالعالية ، والآخر بالسافلة فقد أقرضت ربي خيرهما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رب عذقا مدلى لأبي الدحداح في الجنة " .وفي رواية أخرى كان غلام من الأنصار يملك بستانًا يجاور بستان رجل من الصحابة، فأراد الغلام أن يبني حائطًا يفصل بستانه عن بستان صاحبه، فاعترضت له نخلة هي في نصيب الآخر، فأتاه فقال: أعطني النخلة أو بعني إياها، فأبى، فأقبل الغلام على رسول الله فشكا له الحال، فأمره أن يأتي بصاحبه، فأقبلا والنبي عليه الصلاة والسلام بين أصحابه، فقال له: ((أعطه النخلة))، قال: لا، فكرّر عليه ثلاثًا وهو يأبى، عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة))، قال: لا، والصحابة يرقبون الموقف ويكبِرون العرض ويعظمون الثمن ويستنكرون الإحجام من الرجل. وبينا الدهشة تعلو الوجوه وصمت الاستغراب يملأ المكان إذ شق ذلكم الصمت صوت أبي الدحداح رضي الله عنه وهو يقول: يا رسول الله، إن أنا اشتريتُ النخلة ووهبتها الغلام ألي النخلة في الجنة؟ قال: ((نعم))، فقال أبو الدحداح: يا هذا، قد ابتعتُ النخلة ببستاني الذي فيه ستمائة نخلة، فقبل، فذهب أبو الدحداح مسرعًا إلى بستانه ينادي زوجته: يا أم الدحداح، اخرجي وأبناءك فقد بعت البستان. قالت: لمن؟ قال: لله بنخلة في الجنة، قالت: ربح بيعك وبارك الله لك فيما اشتريت. ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: ((كم من عذق معلّق أو مدلىّ في الجنة لأبي الدحداح)). ستمائة نخلة وماء نقيّ وظلّ وافر وأشجار وثمار، أطيار وأزهار بنخلة واحدة.
    ذكر ابن حجر رحمه الله في كتابة فتح الباري قصة عن أبي داود , أبو داود هو العالم الذي صنف كتاباً في الحديث ضمن كتاباً فيه من الأحاديث ما يزيد على خمسة الآف حديث وهو الذي يقال أخرجه أبو داود أو رواه أبو داود , ابن حجر رحمه الله قال صحت عنه فيذكر رحمه الله فيقول كان أبو داود في سفينة من السفن فلما تحركت هذه السفينة إذا برجل على الشاطئ يعطس فحمد الله ورفع صوته بالحمد فماذا صنع أبو داود استأجر قارباً من قوارب هذه السفينة بدرهم من أجل أن يأتي إلى هذا الرجل الذي عطس ليشمته فانتقل بهذا القارب وشمته ثم رجع فقيل له لماذا صنعت كل هذا فقال رحمه الله لعله مجاب الدعوة إذا قلت (يرحمك الله) قال (يهديكم الله ويصلح بالكم) ربما يكون مجاب الدعوة فيقول نام مَنْ في السفينة فلما رقدوا إذا بمنادٍ ينادي يقول (إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم ) .ابن حجر الفتح 17/440.
    وذكر بعض المؤرخين أن العدو أغار على ثغر من ثغور الإسلام فقام عبد الواحد بن زيد وكان خطيب البصرة وواعظا فحث الناس على البدر والجهاد ووصف لهم ما في الجنة من نعيم ثم وصف الحور العين وفقال:
    غادة ذات دلال ومرح * * * يجد الواصف فيها ما اقترح
    خلقت من كل شيء حسن * * * طيب فالليث عنها مضطرح
    أترى خاطبها يسمعها * * * إذ تدير الكأس فورا والقدح
    يا حبيبا لست أهوى غيره * * * بالخواتيم يتم المفتتح
    لا تكونن كما جدّى إلى * * * منتهى حاجته ثم جمح
    لا فما يخطب مثلي من سهى * * * إنما يخطب مثلي من ألح
    فأشتاق الناس إلى الجنة وارتفع بكاء بعضهم ورخصت عليهم أنفسهم في سبيل الله فوثبت عجوز من بين النساء وهي أم إبراهيم البصري وقالت: يا أبو عبيد أتعرف ابني إبراهيم الذي يخطبه رؤساء أهل البصرة إلى بناتهم وأنا أبخل به عليهم؟قال: نعم قالت: والله قد أعجبني حسن هذه الجارية وقد رضيتها عروسا لابني إبراهيم فكرر ما ذكرت من أوصاف لعل نفسه تشتاق.فقال أبو عبيد:
    إذا ما بدت والبدر ليلة تمه * * * رأيت لها فضلا مبينا على البدر
    وتبسم عن ثغر نقى كأنه من * * * اللؤلؤ المكنون في صدف البحر
    فلو وطئت بالنعل منها على الحصى* * * لأزهرت الأحجار من غير ما قطر
    ولو شئت عقد الخصر منها عقدته* * * كغصن من الريحان ذي ورق خضر
    ولو تفلت في البحر حلو لعابها* * * لطاب لأهل البر شرب من البحر
    أبى الله إلا أن أموت صبابة * * * بساحرة العينين طيبة النشر
    فلما سمع الناس ذلك اضطربوا وكبروا وقامت أم إبراهيم وقالت: يا أبو عبيد قد والله رضيت بهذه الجارية زوجة لابني إبراهيم فهل لك أن تزوجها له في هذه الساعة وتأخذ مني مهرها عشرة ألاف دينار لعل الله أن يرزقه الشهادة فيكون شفيعا لي ولأبيه يوم القيامة ؟فقال أبو عبيد: لأن فعلتي فأرجوا والله أن تفوزوا فوزا عظيما.فصاحت العجوز: يا إبراهيم...يا إبراهيم فوثب شاب من وسط الناس وقال : لبيكي يا أماه فقالت: أي بنيا أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ومهرها أن تبدل مهجتك في سبيل الله؟قال: أي والله يا أماه فذهبت العجوز مسرعة إلى بيتها ثم جاءت بعشرة ألاف دينار ووضعتها في حجر عبد الواحد بن زيد ثم رفعت بصرها إلى السماء وقالت: اللهم إني أشهدك أني زوجت ابني من هذه الجارية على أن يبدل مهجته في سبيلك فتقبله مني يا أرحم الراحمين.
    ثم قالت: يا أبو عبيد هذا مهر الجارية عشرة ألاف دينار فجهز به وجهز به الغزات في سبيل الله.ثم انصرفت واشترت لولدها فرسا حسنا وسلاحا جيدا ثم أخدت تعد الأيام لمفارقته وهي تودعه في كل نظرة تنظرها وكلمة تسمعها.فلما حان وقت النفير خرج إبراهيم يعدو والمجاهدون حوله يتسابقون والقراء يتلون قوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .سورة التوبة 111.
    ثم نظرت إليه لما أرادت فراقه وقالت: يا بني إياك أن يراك الله مقصرا في سبيله ثم ضمته إلى صدرها وقالت: اذهب يا بني فلا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه يوم القيامة.فلما وصلوا إلى ساحة المعركة وبرز الناس للقتال أسرع إبراهيم إلى المقدمة وبدأ القتال ورميت النبال أما إبراهيم فقد جال بين العدو وصال وقاتل قتال الأبطال حتى قتل أكثر من ثلاثين من جيش العدو فلما رأى العدو ذلك أقبل عليه جمع منهم هذا يطعنه وهذا يضربه وهو يقاوم ويقاتل حتى خارت قواه ووقع من فرسه فقتلوه.ورجع الجيش إلي البصرة منتصرا رافعا راية الإسلام..فلما رأتهم أم إبراهيم أخذت تبحث بعينيها فلما رأت أبى عبيد قالت له:هل قبل الله هديتي فأهني أو ردت فأعزى فقال لها: بل والله لقد قبل الله هديتك وأرجوا أن يكون ابنك الآن مع الشهداء في الجنة يسترزق فقالت: الحمد الله الذي لم يخيب فيه ضني وتقبل نسكي مني.فلما كان الغد جاءت أم إبراهيم إلى مجلس أبو عبيد وقالت: السلام عليك يا أبو عبيد بشراك بشراك.فقال: ما زلتي مبشرة بالخير ما خبرك؟فقالت: نمت البارحة فرأيت ابني إبراهيم في المنام في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأس ه تاج يتلألأ وإكليل يزهر وهو يقول: يا أماه أبشري قد قبل المهر وزفت العروس . موسوعة البحوث والمقالات العلمية :علي بن نايف الشحود 1/111.
    عن رجاء بن حيوة وزيره كنت مع عمر بن عبدالعزيز لما كان والياً على المدينة فأرسلني لأشتري له ثوباً، فاشتريته له بخمسمائة درهم، فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه رخيص الثمن !فلما صار خليفة للمسلمين، بعثني لأشتري له ثوباً فاشتريته له بخمسة دراهم ! فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه غالي الثمن!قال رجاء : فلما سمعت كلامه بكيت.فقال لي عمر : ما يبكيك يا رجاء ؟ قلت : تذكرت ثوبك قبل سنوات وما قلت عنه فكشف عمر لرجاء بن حيوة سر هذا الموقف. وقال يا رجاء : إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه، تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها .
    قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنتَ من ستين سنة تسير إلى ربك؛ يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال فضيل: مَن علم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف وأنه مسئول، فليُعِد للمسألة جوابًا. فقال له الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة.. تُحسن فيما بقي يغفـر لق ما مضى؛ فإنك إنْ أسأتَ فيما بقي أُخذتَ بما مضى وما بقي.] [لطائف المعارف (بتصرف)].
    فهل سيجعلك الصوم ورمضان تشتاق إلى جنة الرحمن وهل ستعمل لها ؟ . عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبوبكر : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما اجتمعن في امرئ ، إلا دخل الجنة .
    أحد التابعين يقول وكله إشتياق إلى الجنة وحورها: لأشترين حورية من الحور العين بثلاثين ختمة للقرآن لا أنام حتى أختم هذه الثلاثين ختمة، ويختم تسعًا وعشرين فيغلبه النوم فينام فيرى حورية من حوريات أهل الجنة تأتي فتركله برجلها، وتقول:
    أتخطُبُ مثْلِي وعنِّي تَنَامُ *** ونومُ المُحبِّينَ عنِّي حَرَام
    لأنا خُلِقْنَا لكلِّ امرئٍ *** كَثيرِ الصلاةِ كثيرِ القِيام
    فقام بعدها، وأكمل ذلك واجتهد، وقال: برحمة الله لأجتهدن إلى أن أنال هذه؛ إلى أن أنال هذه الحورية.
    [وأبو سليمان الدارني] -عليه رحمة الله- ينام ليلة من الليالي، عابد زاهد عبَد الله، وأخلص لله، وصدق مع الله، يمني نفسه بما في الجنة من نعيم، فيقول في ليلة من الليالي -نائمًا والنفس أحيانًا تحدث بما ترغب وبما تريد وبما تحب- قال: فرأيت -فيما يرى النائم- كأن حورية جاءتني، وقالت: ما هكذا يفعل الصالحون -يا أبا سليمان- أتنام وأنا أربى لك في الخدور من خمسمائة عام. لا إله إلا الله؛ فما نام بعدها إلا قليلا؛ جد وطلب ليلحق بها.
    يقول أبو هريرة رضي الله عنه يوم إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف كلهن مثل جمالها تقول هذه العيناء أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
    وعنْ مُعاذ بْنِ أَنَسٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : ( مَنْ كظَمَ غيظاً ، وهُو قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى عَلَى رُؤُوسِ الْخلائقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ ) رواه أَبُو داوُدَ ، والتِّرْمِذيُّ وقال : حديثٌ حسنٌ .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال صلاة الغداة :" حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام منفعة ، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة . قال بلال : ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ". البخاري في الصحيح 41 / 3 .
    عن أنس بن ما لك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . فقال : النبي في الجنة ، والصدّيق في الجنة والشهيد في الجنة ،والمولود في الجنة ، والرجل يزور أخاه في ناحية المِصْر لا يزوره إلا لله عز وجل في الجنة ، قال : ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : كل ولود ودود ، إذا غضبت أوأسيء إليها ، أو غضب ] أي زوجها [ قالت : هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى). رواه الطبراني في الأوسط ) 1764 ) 442 / 2 ، وفي الصغير . (118 ) 89 / 1.
    عنْ أَبي مُوسى رضي اللَّه عنْه قال : قالَ لي رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( أَلا أَدُلُّك على كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ ؟ ) فقلت : بلى يا رسول اللَّه ، قال : ( لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ). متفقٌ عليه.
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد والحاكم وقال صحيح الإسناد.
    عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال: " من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة " قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ : عَلِيٍّ ، وَعَمَّارٍ ، وَسَلْمَانَ.هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ الحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ. الترمذي 6/141.
    فانظر في قصص هؤلاء وأعمالهم حتى تعرف لماذا اشتاقت الجنة إليهم .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    رمضانيات Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    رمضانيات Empty رد: رمضانيات

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:26


    رمضان شهر المصالحة و المصارحة
    د. بدر عبد الحميد هميسه

    رمضان فرصة للمصالحة والمسامحة وكذا فرصة للتغيير والمصارحة , ففيه يتصالح المسلم مع نفسه ومع الناس ؛ فيتصالح مع نفسه بمراجعتها ومحاسبتها وبدء صفحة جديدة من التغيير إلى الأفضل والأحسن , فيتعلم من الصيام تربية الضمير على التقوى وحسن مراقبة الله تعالى , تحقيقا لهدف الصوم , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
    وبقدوم رمضان ينشرح صدره لأعمال الخير والبر , قال تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام.
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ. أخرجه ابن ماجة (1642) . والتِّرمِذي (682) . وابن خزيمة (1883) . وابن حِبَّان (3435).
    والمسلم – كذلك – يتصالح مع الناس فهو يعرف أن من فوائد وثمار الصوم أنه يذهب حر الصدر .عن عمرو بن شرحبيل قال : رجل : يا رسول الله , أرأيت رجلا يصوم الدهر كله قال : وددت أنه يطعم الدهر كله قال : ثلثيه ؟ قال أكثر قال نصفه قال أكثر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم ما يذهب حر الصدر صيام ثلاثة أيام من كل شهر . أي غله وحقده ( رواه النسائي والزار وغيرهما ) .
    قال تعالى في وصف المؤمنين :{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } (47) سورة الحجر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى منادي:أين أهل الفضل؟؟فيقوم الناس وهم يسيرون فينطلقون سراعا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم إنا نراكم سراعا إلى الجنة فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون لهم ماكان فضلكم؟؟ فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا عفونا وإذا جهل علينا حلمنا...فيقال لهم أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملي)).
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ( كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ ). قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ ، نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: ( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ ) رواه ابن ماجه (4307) وأبو نعم في الحلية 1/183 والطبراني في مسد الشاميين (1218) والخرائطي في مكارم الأخلاق .
    وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ، فإني أحب أن أخرج إليهم ، وأنا سليم الصدر ".[ أخرجه أبو داود والترمذي ].
    وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله وإن شرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب}.[رواه الطبراني].
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا”رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه ومالك وأحمد.
    وسلامة الصدر سبب لدخول الجنة ومرضاة الرب , فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا جلوساً مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت فقال: نعم ، قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاَ غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الث لاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق . رواه عبد الرزاق (21621)و أحمد (12405) والنسائي في الكبرى ( 10597) قال المنذري رحمه الله تعالى " رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم " ا.هـ الترغيب والترهيب 3/348 وقال ابن كثير " هذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين " ا.هـ التفسير 4/339 وقال ابن حجر الهيتمي " رواه أحمد بإسناد على شرط الشيخين والنسائي بسند صحيح أيضا ". الزواجر 1/100.
    عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة، والصيام والصدقة؟" قالوا: بلى. قال: "إصلاح ذات البين" قال: "وفساد ذات البين هي الحالقة". الترمذي: حسن صحيح (المسند (6/444) وسنن أبي داود برقم (4919) وسنن الترمذي برقم (2509).
    قال الأوزاعي: ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين، ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار.
    قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}الحجرات: 10, وقال {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}الأنفال: 1, وقال: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}النساء: 114, وقال: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}النساء: 85.
    عن أُمِّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: » ليس الكذَّاب الذي يُصلح بين الناس، فيَنْمي خيرا أو يقول خيراً « متفق عليه.
    وفي رواية مسلمٍ زادتْ: » ولم أسمعه رخَّصَ في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: تعني الحربَ، والإصلاحَ بين الناس، وحديثَ الرجل امرأته، وحديثَ المرأة زوجها.
    ولله در القائل :
    إنَّ المكارم كلّها لو حُصِّلتْ ... ردعتْ بجملتها إلى شَيئَينِ
    تعظيم أمر الله جلَّ جلاله ... والسَّعي في إصلاح ذات البَينِ
    قال أبو الدَّرْدَاءِ كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ قَالَ وَنَدِمَ عُمَرُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَصَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي إِنِّي قُل ْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ غَامَرَ سَبَقَ بِالْخَيْرِ. صحيح البخاري 6/59.
    روى أبو يعلى في المسند من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدتْ ثناياه!! فقال عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأُمي؟فقال: رجلان من أُمتي جثيا بين يدي ربِّ العزة تبارك وتعالى، فقال أحدهما: يا ربِّ خذ لي مظلمتي من أخي… قال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته. قال: يا ربِّ لم يبق من حسناتي شيء!قال - يعني الطالب -: ربِّ فلْيحمل عني من أوزاري!قال: ففاضتْ عينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالبكاء، ثم قال: إنَّ ذلك ليوم عظيم، يحتاج الناس إلى من يحمل عنهم أوزارهم!! فقال الله للطالب: ارفع بصرك وانظر في الجنان، فرفع رأسه. فقال: يا ربِّ! أرى مدائن من فضة، وقصوراً من ذهب مكلَّلة باللؤلؤ؛ لأي نبيٍّ هذا؟ لأي صدِّيقٍ هذا؟ لأي شهيدٍ هذا؟قال: هذا لمن أعطى ثمنه. قال: يا ربِّ ومن يملك ثمنه؟قال: تعفو عن أخيك. قال: يا ربِّ، فإني عفوتُ عنه!!! قال الله تعالى: خذ بيد أخيك فأدخلا الجنة. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإنَّ الله يصلح بين المؤمنين]. أخرجه الحاكم (4/620 ، رقم 8718) . (ضعيف الترغيب والترهيب). قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً. قال سفيان: ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم.
    وقال ابن عباس بعد أن شتمه رجل: (إنك لتشتمني وفيَّ ثلاثُ خصال: إني لآتي على الآية في كتاب الله عز وجل فلوددتُ أنّ جميع الناس يعلمون منها ما أعلم ...وإني لأسمع بالحاكم من حكَّام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به، ولعلّي لا أُقاضي إليه أبدًا ... وإني لأسمع أنّ الغيثَ قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، وما لي من سائمة!).
    وهذا أبو دجانة رضي الله عنه :دخلوا عليه في مرضه ووجهه يتهلل! فقالوا له: ما لوجهك يتهلل؟فقال: (ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين:كنت لا أتكلَّم فيما لا يعنيني، وكان قلبي للمسلمين سليمًا).
    وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:دخل عليه عمران بن طلحة بن عبيد الله بعد وقعة الجمل - وقد استشهد أبوه طلحة رضي الله عنه ؛ فرحّب به، ثم أدناه، ثم قال: (إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوانًا على سررٍ متقابلين}.
    رُوي أنّ أبا الدرداء رضي الله عنه مرَّ على رجل قد أصاب ذنباً والناس يسبّونه فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب - أي في بئر - ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا : بلى. قال : فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم.
    قال الحسن : أوحى الله إلى آدم عليه السلام أربع كلمات، وقال : فيهن جماع الأمر لك ولولدك : واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، وواحدة بينك وبين الخلق . فأما التي لي : فتعبدني لا تشرك بى شيئاً . وأما التي لك : فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه . وأما التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلى الإجابة . وأما التي بينك وبين الناس : فتصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به .
    ويحكى أنَّ يزيد بن عبد الملك بلغه أيام خلافته أنَّ أخاه هشاماً ينتقصه. فكتب إليه معاتبا له: مثلي ومثلك كما قال الأول:
    تمنى رجالٌ أن أموت فإن أمت ... فتلك طريق لست فيها بأوحدِ
    لعل الذي يبغي ردائي ويرتجي ... به قبل موتي أن يكون هو الردي
    فكتب إليه هشام إنّما مثلي ومثلك كما قال الأول:
    ومن لا يغمض عينه عن صديقه ... و عن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
    فكتب إليه يزيد: نحن مغتفرون لك ما كان منك، حفظا لوصية أبينا فينا، وحضه إيانا على إصلاح ذات البين، وأنا أعلم كما قال معن بن أوس:
    لعمرك ما أدري لأوجل ... على أينا تعدو المنية أولُ
    وإني على أشياء منك تريبني ... قديما لذو صفحٍ على ذاك مجماُ
    ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فانظر أي كفٍّ تبدلُ!
    إذا سؤتني يوما رجعت إلى غدٍ ... ليعقب يوماً منك آخر مقبلُ
    ويركب حدّثني السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحلُ
    وفي الناس إن رثت حبالك واصلٌ ... و في الأرض عن دار القلى متحولُ
    إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن ... إليه بوجهٍ آخر الدهر تقبلُ
    فلما جاء الكتاب هشاما رحل إليه فلم يزل في جواره حتى مات خوفا من شر الوشاة. اليوسي : زهر الأكم في الأمثال
    و الحكم 120.
    وقال الشافعي: من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس. ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال: قوّى الله ضعفك ،فقال الشافعي رحمه الله: لو قوى ضعفي لقتلني،قال الزائر :والله ما أردت إلا الخير،فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.
    يقول ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرًا لا أعرفه.
    عنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ؛أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا ، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَلْعَنُوهُ ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. أخرجه البُخَاري 8/197(6780).
    عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ ، وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ يَقُولُ:بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا ، وَالزُّبَيْرَ ، وَالْمِقْدَادَ ، فَقَالَ : ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً ، مَعَهَا كِتَابٌ ، فَخُذُوهُ مِنْهَا ، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَقَالَتْ : مَا مَعِي كِتَابٌ ، فَقُلْنَا : لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ ، أَوْ لَتُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبي بَلْتَعَةَ ، إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ - قَالَ سُفْيَانُ : كَانَ حَلِيفًا لَهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا - وَكَانَ مِمَّنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ ، أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَلَمْ أَفْعَلْهُ كُفْرًا ، وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، وَلاَ رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : صَدَقَ ، فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ". أخرجه وأحمد 1/79 والبُخَارِي 4/72(3007) و"مسلم" 7/167 (6485) .
    كان معروف الكرخي قاعدا يوم على دجلة ببغداد فمر به صبيان في زورق يضربون بالملاهي ويشربون فقال له أصحابه:أما ترى هؤلاء يعصون الله تعالى على هذا الماء؟ادع عليهم فرفع يديه إلى السماء وقال:الهي وسيدي كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة. فقال له صاحبه:أنما سألناك أن تدعو عليهم ولم نقل ادع لهم, فقال:أذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم هذا.
    مر يهودي معه كلب على إبراهيم بن ادهم رحمه الله فقال له:أيهما اطهر لحيتك أم ذيل كلبي ؟ فرد عليه :أخي من يقرأ، قبل أن أكمل القصة ، توقع الرد فرد عليه بهدوء: أن كانت لحيتي في الجنة فهي اطهر من ذيل كلبك وان كانت في النار.لذيل كلبك اطهر منها.فما ملك اليهودي نفسه ألا أن قال :اشهد أن لا اله ألا الله و أن محمداً رسول الله ....ما هذا ألا خلق الأنبياء.
    روي أن أبا حنيفة رضي الله عنه كان له على بعض المجوس مال فذهب إلى داره ليطالبه به,فلما وصل إلى باب داره وقع على نعله نجاسة,فنفض نعله فارتفعت النجاسة عن نعله.ووقعت على حائط المجوسي ,فتحير أبو حنيفة , وقال :ءان تركتها كان ذلك سببا لقبح جدار هذا المجوسي ,وان حككتها انحدر التراب من الحائط , فدق الباب فخرجت الجارية فقال لها:قولي لمولاك إن أبا حنيفة بالباب, فخرج إليه وظن انه يطالبه بالمال فاخذ يعتذر.فقال أبو حنيفة:هاهنا ما هو أولى , و ذكر قصة الجدار ,و كيف السبيل إلى تطهيره.فقال المجوسي فأنا ابدأ بتطهير نفسي فأسلم في الحال.
    إذَا شئْتَ أَن تَحْيَا ودينك سالم ... وحظك موفُورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ
    لِسَانَكَ ، لا تذكُرْ به عَوْرَةَ امِرىءٍ ... فعندك عَوْرَاتٌ ولِلنَّاس أَلسُنُ
    وإنْ أبصرت عَيْنَاكَ عيباً فقل لها : ... أيا عَيْنُ لا تنظري؛ فللناس أعيُنُ
    وعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ وجَانِبْ مَنِ اعتَدى ... وفارقْ ولكنْ بالتي هي أحْسَنُ
    وكما أن الصوم فرصة للمصالحة مع النفس ومع الناس فإنه كذلك فرصة للمصارحة مع النفس ومع الناس , فالمسلم لا بد أن يتصارح مع نفسه , فيصارحها بعيوبها ويقوم من اعوجاجها , قال تعالى : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) سورة الشمس .
    عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال:الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ , وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعُ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى الله. أخرجه أحمد 4/124(17253) و"ابن ماجة" 4260 والتِّرْمِذِيّ" 2459 .
    ويروى عمر بن الخطاب قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر وإنما يخف الحساب يوم القيامة على حاسب نفسه في الدنيا . ابن الجوزي في " تاريخ عمر بن الخطاب " ( ص 176 - 177 ) وأبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 1/52 ).
    قال الحسن البصري (رحمة الله) : إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همته .
    كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم فحسب يوماً، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟ ثم خر مغشياً عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى. محاسبة النفس لابن أبي الدنيا 81.
    روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوما فجال بخاطره قوله تعالي: (لـقد أنزلنا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم )فقال : علي بالمصحف لألتمس ذكري حتى اعلم من أنا ومن أشبة ؟ فمر بقوم : ( كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم . ومر بقوم : ( ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ومر بقوم : ( يؤثرون علي أنفسهم ولوكان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. ومر بقوم : ( يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون . فقال تواضعاُ منه : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء ثم أخذ يقرأ فمر بقوم : ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون . ومر بقوم : يقال لهم ( ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين فقال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء حتى وقع علي قوله تعالي : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم ، إن الله غفور رحيم) . فقال : اللهم أنا من هؤلاء .
    إلى كم أقول ولا أفعلُ * * * و كم ذا أحوم ولا أنزِلُ
    وأزجر عيني فلا ترعوي * * * وأنصح نـفسي فلا تـَقبلُ
    و كم ذا تعلّل لي ، ويحَها * * * بِعَلَّ وسوف وكم تمطل ؟
    وكم ذا أُؤمل طول البقا * * * وأغفل والموت لا يغفلُ ؟
    و في كل يوم يُنادي بنا * * * منادي الرحيل : ألا فارحلوا
    كأن بي وشيكاً إلى مصرعي * * * يُساق بنعشي ولا أُمهـلُ
    وكما يصارح الإنسان نفسه فإنه يصارح غيره فيعترف بتقصيره في حق الناس , ويتحلل من مظالمهم , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنْ كَانََتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لاَ يَكُونُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعَلَتْ عَلَيْهِ.أخرجه أحمد 2/435(9613) .
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ ، قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ. أخرجه أحمد 2/303(8016) و"مسلم" 6671 و"التِّرمِذي" 2418 .
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر يعدل الصفوف في غزوة بدر الكبرى ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه سواد بن غزية رضـي الله عنه ، وقد خرج من الصف فطعنه صلى الله عليه وسلم في بطنه، وقال له: «استوِ يا سواد» فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: «استقد» فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد» قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير. انظر: صحيح السيرة النبوية، ص236.
    وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان يقول : يا ليتني كنت شجرةً تعضدُ ثم تؤكل !! وكان له خادمٌ يأتيه بالطعام ، وكان من عادةِ الصديق أن يسأله في كل مرة عن مصدرِ الطعام ؛ تحرزاً من الحرام !! فجاءه خادمُه مرةً بطعامه ، فنسي أن يسألَه كعادته فلما أكلَ منه لقمة قال له خادمُه : لمَ لم تسألني - يا خليفةَ رسولِ الله - كسؤالكِ في كلِ مرة ؟ قال أبو بكر : فمن أين الطعامُ يا غلام ؟ قال : دفعه إليَّ أناسٌ كنتُ أحسنتُ إليهم في الجاهلية بكهانةٍ صنعتُها لهم ، وهنا ارتعدتْ فرائصُ الصديق ، وأدخلَ يده في فمــه ، وقاء كلَّ ما في بطنهِ وقال : واللهِ لو لم تخرجْ تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها ، كل ذلك من شدةِ خوفه وتقواه وتورعهِ عن الحرام ، وأما خوفُ عمر رضي الله عنه وشدةِ تقواه فعجبٌ من العجب ، سمع قارئاً يقرأُ قولَه تعالى: { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً } [الطور:13] فمرض ثلاثاً يعـودهُ الناس . بل إنه قرأ مرةً قولَه تعالى : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات:24] فمرض شهراً يعودُه الناسُ مريضاً ، وأما عليٌ رضي الله عنه فكان يقبض لحيته في ظلمة الليل ويقول : يا دنيا غُ ري غيري أليَّ تزينتِ أم إليَّ تشوقتِ طلقتك ثلاثاً لا رجعةَ فيهن زادُك قليل وعمرُك قصير ، وخرج ابن مسعود مرة في جماعة فقال لهم ألكم حاجة ؟! قالوا : لا ؛ ولكن حبُ المسيرِ معك !! قال : اذهبوا فإنه ذلٌ للتابع ، وفتنةٌ للمتبوع .
    وهاهو هارون الرشيد الخليفةُ العباسيُ العظيم الذي أذلَّ القياصرة وكسرَ الأكاسرة والذي بلغت مملكته أقاصي البلاد شرقاً وغرباً يخرج يوما في موكبهِ وأبهته فيقول له يهودي:يا أمير المؤمنين : اتق الله !! فينـزل هارونُ من مركبه ويسجدُ على الأرض للهِ ربِ العالمين في تواضعٍ وخشوع ، ثم يأمرُ باليهودي ويقضي له حاجته ، فلما قيل له في ذلك !! قال : لما سمعت مقولتَه تذكـرتُ قولَه تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } [البقرة:206] فخشيت أن أكون ذلك الرجل ، وكم من الناس اليوم من إذا قيل له اتق الله احــمرتْ عيناه ، وانتفختْ أوداجه ، غضباً وغروراً بشأنه .
    قال ابن مسعود رضي الله عنه : كفى بالمرء إثماً أن يقال له: اتق الله فيقول:عليك نفسَك !! مثلكُ ينصحنُي !!.
    فمن المصارحة مع الناس نصحهم وعدم خداعهم , عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : ِللهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِنَبِيِّهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ. أخرجه "أحمد" 4/102(17064) و"مسلم" 1/53(107) .
    عن مصعب بن سعد عن سعد قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " فقالوا ما ندري يارسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " قال أبو داود كان عبد الله أخا عثمان من الرضاعة وكان الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه وضربه عثمان الحد إذ شرب الخمر . أخرجه أبو داود ( 2683 و 4359 ) و النسائي ( 2 / 170 ) و الحاكم ( 3 / 45 )و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 216 - 217 ) الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 300.
    عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ:لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ ، وَجَمَعَتْ هَوَزِانُ وَغَطَفَانُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَمْعًا كَثِيرًا ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فِي عَشَرَةِ آلاَفٍ ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلاَفٍ ، قَالَ : وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ . قَالَ : فَجَاؤُوا بِالنَّعَمِ وَالذُّرِّيَّةِ ، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظُهُورِهِمْ ، قَالَ : فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى النَّاسُ ، قَالَ : وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ ، قَالَ : فَنَزَلَ وَقَالَ : إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : وَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ ، لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا كَلاَمًا ، فَالْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ ، فَقَالَ : أَيْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، أَبْشِرْ ، نَحْنُ مَعَكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ ، فَقَالَ : أَيْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، نَحْنُ مَعَكَ ، ثُمَّ نَزَلَ بِالأَرْضِ وَالْتَقَوْا ، فَهُزِمُوا ، وَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ ، فَأَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الطُّلَقَاءَ ، وَقَسَمَ فِيهَا ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : نُدْعَى عِنْدَ الكَرَّةِ ، وَتُقْسَمُ الْغَنَائِمُ لِغَيْرِنَا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَجَمَعَهُمْ ، وَقَعَدَ فِي قُبَّةٍ ، فَقَالَ : أَيْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ ؟ فَسَكَتُوا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ ؟ فَسَكَتُوا ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ سَلَكُوا وَادِيًا ، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا ، لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ ، تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ ؟ قَالُوا : رَضِينَا يَا رَسُولَ اللهِ ، رَضِينَا. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : قَالَ هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ : فَقُلْتُ لأَنَسٍ : وَأَنْتَ تُشَاهِدُ ذَاكَ ؟ قَالَ : فَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْ ذَلِكَ. أخرجه أحمد 3/190(13009) و(البُخَارِي( 5/201(4333) و(مُسْلم( 3/106(2405) .
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ : أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ أَمْ نَسِيتَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ ؟ فَقَالَ النَّاسُ : نَعَمْ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ، ثُمَّ رَفَعَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ، ثُمَّ رَفَعَ.)". أخرجه أحمد2/37(4951) و((البُخاري)) 482 .
    عَنْ أَبِي عَقِيلٍ ، زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رضي اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : وَاللهِ ، لأَنْتَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ عِنْدَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَلأَنْتَ الآنَ ، وَاللهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الآنَ يَا عُمَرُ. أخرجه أحمد 4/233(18211) و4/336(19169).
    وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الجمعة بالناس، وكان قبل الجمعة يوم الخميس حين وزع عليهم ثوباً ثوباً، عندما أتته ثياب من اليمن اشتراها، فلما وصلت الثياب أعطى المسلمين, كل مسلمٍ ثوباً، وأخذ هو ثوباً واحداً، لكن عمر كان طويلاً, عملاقاً، كبير البنية، ما كفاه ثوبٌ واحد! فقال لابنه عبد الله : أعطني ثوبك مع ثوبي؛ لأني رجل طويل، ثوبك الذي هو حصتك مع المسلمين ألبسني إياه.
    فقال عبد الله : خذ ثوبي, فلبس ثوبين -تغير الشكل، كيف يلبس ثوبين والمسلمون لبسوا من ثوب واحد- فبدأ الخطبة، وقال: أيها الناس! اسمعوا وعوا، فقام سلمان من وسط المسجد، وقال: والله لا نسمع ولا نطيع، فتوقف واضطرب المسجد، وقال: ما لك يا سلمان ؟قال: تلبس ثوبين وتلبسنا ثوباً ثوباً ونسمع ونطيع.قال عمر : يا عبد الله ! قم أجب سلمان ، فقام عبد الله يبرر لسلمان ، وقال: هذا ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين أعطيته أبي، فبكى سلمان ، وقال: الآن قل نسمع, وأمر نطع، فاندفع عمر يتكلم. أعلام الموقعين لابن القيم 2 / 180 .
    هكذا تعلم الصحابة رضوان الله عليهم الصراحة والوضوح في جميع أمورهم .
    فيوم أن نجعل من شهر رمضان فرصة للمصالحة والمصارحة يوم أن نستفيد من هذا الشهر , ويكون فرصة للتغيير , وفرصة لتعديل السلوك وتحسين الأخلاق .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    رمضانيات Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    رمضانيات Empty رد: رمضانيات

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:26

    ننقصها من أطرافها ..في أول ليالي العشر
    صباح الضامن

    هذه رسالة مكتوبة بليل نقاطها نجيمات متلألئة كل نقطة تحكي حكاية حب ..
    رسالة تبسم لمحياكم وتبرق لما تصاحب خلجاتكم
    هي مكتوبة لكم وهي من أجلكم
    ولربما من أجل عيون اخضرت أملا في ليالي العتق ..
    رسالة ود
    كالأرض نحن خلقنا ولكنا بمهمة شريفة وعلو كبير إن وعينا شرف هذه المهمة .
    فإن كانت الأرض لها مهمة أن نعتلي أديمها ونسبح في فيافيها ونتفيؤ ظلال خمائلها , فنحن لنا مهمة أن نحفظها في عيوننا ونهوى أثيرها
    ونكتب في كل خطوة نسير على ترابها قصة سجدة , وعبارة تسبيح وقولة تذكير ..
    ليس لنا أن ننقصها حقها فهي لنا ذللت وعلينا أن نذلل هوانا من أجل أن نتناغم معها .. فهل جربنا أن نسمع تسبيحها لما تثمر نبتة خضراء تهوى الثريا
    وتعانق بوابات السماء .!
    وهل حاولنا أن نشدو معها ترنيمة الندى المتدللة على أماليد الرقة وهو تهلل إشراقات مكتوبة بدقة صنع الباري .!.
    هي الأرض بنسق متقن تبدو بثغر فيه ترتيل منضد تهفو له النفس الراجية عبق المسك العلوي .
    هي الأرض مهما جمعت من أوشاب فهي أنقى من أن تلفظ إلا الخير فهي للخير وبالخير خلقت فلم لا نجمع بذرات الحب ونسقيهن بماء
    العيون المبللة خشوعا قبل أن تفر من البنان !!
    وهل نعي أنّنـا والأرض نغمتان في دفتر الحياة تكتب هي قصة مسيرة فيها , ونحن نكتب قصصا
    وحكاوي نختار أن نحلق بها .
    وعلى أجنحة بيضاء زاجلة نرسل دعاء يعتلي نجيمة من نقاطنا ويتلألأ بكل ليلة من هذه العشر ..
    وكما الأرض تنقص من أطرافها لحكمة بالغة ... تتناقص أيام العشر بحكمة أبلغ لتقول لنا :
    كل يوم فات نقص وحمل معه ليوم آخر ليس في دنيا , يوما هناك من أيام الخلود ..
    كل يوم ينقص من هذه العشر يجب أن ينام في حضن الأمس وقد امتلأت جعبته بتلاحم مع الأرض تقبل فيها جباهنا ثراها لأنها خلقت
    لنا كي تلتحم معنا في أنشودة تسبيح ..
    فلتنقصي يا أيام فهذا سيرك ولتحملي معك زادا كثيرا فيه نجيمات دمعية من ليلة تجلي وخشوع
    وفيه حلو المذاق من همسات المحبين في ليل التائبين
    وفيه هدوء الأنامل لما تهللت بذكر
    وفيه جنة الحروف لما وعت كلام ألم نشرح ..
    فلتنقصي يا أيام ولربما نبكيك في قطار الوداع ولكن الحقيبة سنملأها بتوبة وأوبة ودمعة ورجاء
    لتكتملي بقلوبنا أملا بعتق من نار ...


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    رمضانيات Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    رمضانيات Empty رد: رمضانيات

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:26

    معـــا إلى اللهلتستقيم الروح في ليلة رمضانية
    صباح الضامن

    بين الخطرة والأخرى، في خفقات قلبي الذي تسكنيه، ومن روحي المحبّة لكِ على الدوام...

    أرسل طيّب الدعوات، لمن أحببتها في الله
    جعل الله أوقاتك دائماً عامرة بمحبته وشكره
    لنتآزر في العبادات ولو من بعيد

    رسالة أتتني

    من بين خضم الوهن والتكاسل استقامت الروح تخطر في جنبات بستان حروفها
    تتنشق العبير من حروفها الدافئة
    عدت من عملي من دقائق قليلة فقط والساعة تقترب منتصف الليل وقد تعب الجسد وباتت يدي كالة من ساعات الدوام المتواصلة .
    وأحسست كم يكبر الإنسان فجأة !
    وسنين العمل التي يعملها تتراكض أمام الناظر وكأنها برق في ليلة شتاء , مطرها نتاج وذكريات لخبرات .
    وكدت أن أقفل حاسوبي وإذا بالنافذة تقفز أمامي تقول :
    يا أمة الله بقي القليل فانتظري جاءتك هذه الرسالة ((بين الخطرة والأخرى، في خفقات قلبي الذي تسكنيه، ومن روحي المحبّة لكِ على الدوام...
    أرسل طيّب الدعوات، لمن أحببتها في الله
    جعل الله أوقاتك دائماً عامرة بمحبته وشكره
    لنتآزر في العبادات ولو من بعيد ))
    يبدو أن الله يرسل لي الهدايا وأنا الجاحدة في ليلة رمضانية لا أوفيه حق العبادة .
    تأتيني بلحظة يكاد الروح يجف ويحتاج سقيا فيبرق في ثنايا طيات رسالتها وابل الخير لتقول لي
    معك ..
    بالعبادة
    روحان تقتربان من كمال صحبة
    أوليست في الله
    فلم لا تكون على أكمل وجه !
    في هذه الليلة الرمضانية الجميلة ... تنتعش الروح وتستقيم لما نعلم أن هناك من يقف معنا ..
    في أول النهار هناك في بيت الله الحرام من يدعو لك
    وفي آخره وأوله هناك من يقول
    لا ننساك ومعا إلى الله
    إليها أقول لما يلامس كفي خضرة الأرض
    وتهمس جبهتي أن يا ألله في كل سكنة احفظهم سيأتيني الأنس ويعتلي الفؤاد ليقول ..
    معا إلى الله
    في سجود القلب يوم انحناء الجذع يسبح
    وفي همس الحنايا يوم يتلو في سحر ألم نشرح
    وفي قبلة الجبين على سجادة التوحيد والخضوع
    معا إلى الله
    فكم تحلق النفس في امتنان وجناحيها عبادة وشكر
    فكوني مع أختك إلى الله
    تكن معك


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    رمضانيات Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 6 نوفمبر - 3:20