عندما استدعى هرقل عظيم الروم أبا سفيان بن حرب (أثناء تجارة له بالشام ولم يكن يومها مسلماً) ليسأله عن محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، أحاطه بأسئلة عديدة ألقاها بعين خبير، وفي أحدها سأله ليعرف مصداقية هذا الدين من عدمه عن مدى تمسك المسلمين به، فلما وجدهم له محبين، قال "وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشته القلوب".
إنه تعبير عذب عن امتزاج الإيمان بالقلوب، أرق منه وأشهى، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً" وفي رواية ثانية "ذاق حلاوة الإيمان" وورد في حديث آخر: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان".
للإيمان طعم يتذوق حلاوته المؤمنون، يجدونه لذيذاً، لا يشعرون بلذته فقط بألسنتهم التي لا تجف أبداً، ولا تفقد قدرتها على تذوق ذلك الطعم الجميل، يأمرهم حبيبهم فيقول: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل".
بلسان رطب بذكر الله، يتذوق طعم الإيمان، وقلب يمتزج ببشاشة الإيمان، يجد المسلم في فمه وقلبه حلاوة الإيمان، وينبض قلبه مع فيض نور الله عليه، فيرى الكون معه لله صائم قائم، ويستشعر معية الله تحفظه، وعين الله تراه، ونبي الله له قائد ورائد.
للحياة في ظلال الصيام لذة، لا يدركها إلا من يعيشها، ونعيم لا يحس به إلا من خالط الإيمان قلبه ومضى بنور الله، وله عند فطره فرحة يحدثها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه"؛ فالفرح موصول من الدنيا إلى الآخرة، حين يحنو الصوم على صاحبه فيقوده إلى رضوان الله.
هذا الصوم الذي يرفع ويسمو بصاحبه؛ فيرفعه من منزلة الجوع إلى مرتبة الأتقياء الأنقياء، وما أجمل دين يجعل لكل عبادة غاية، عند إدراكها يسري الإيمان في القلوب فيستحوذ عليها، وتتحول أيدي الصائمين إلى يد معطاءة حانية ترفع الأسى عن قلوب المحتاجين، وتمسح دموع الحزانى واليائسين.
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، هكذا نبه الحبيب صلى الله عليه وسلم، فما قيمة صيام لا يحد من طيش صاحبه وما هدف صيام لا يحقق الغاية التي أرادها الله منه.. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، والتقوى هي الوقاية أو الدرع الذي يقي الإنسان في معركته مع نفسه ومع الشيطان، ومتى حاط نفسه بهذا الجدار الذي لا ينفذ منه الشيطان إلا في نزغاته وزلاته، اقترب من تحقيق معنى الصوم الذي يترفع كثيراً عن أن يكون مجرد حبس النفس عن الطعام والشراب، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به، أو الجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"..
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" وليس الأمر كما يفهم كثير من الناس من ذلك الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بعبادات أخرى أثناء الصيام, كقراءة القرآن والصدقة وملازمة المساجد أثناء الصوم فقط, وإنما يوجهه النبي صلى الله عليه وسلم أن يستشعر معنى التقوى من الصوم, وأن يستشعر معاني الصوم القلبية, ومعاني الزهد الروحية, وكيف يترك الطعام والشراب لله, وكيف معنى العبودية في الصوم.
إن تحقيق معاني العبادة في رمضان واستشعار وضمان عبادة لذيذة في رمضان وفي غيره لا يكون إلا عندما يصوم المسلم؛ فتسكن روحه، ويربي نفسه على التواضع وحب الخير للناس، وتمضي حياته في الطريق الذي يرتضيه الله لها، فتكون لعبادته لذة، تجعله يستعذب الجوع والعطش في ذات الله وابتغاء مرضاته..
... تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...
إنه تعبير عذب عن امتزاج الإيمان بالقلوب، أرق منه وأشهى، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً" وفي رواية ثانية "ذاق حلاوة الإيمان" وورد في حديث آخر: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان".
للإيمان طعم يتذوق حلاوته المؤمنون، يجدونه لذيذاً، لا يشعرون بلذته فقط بألسنتهم التي لا تجف أبداً، ولا تفقد قدرتها على تذوق ذلك الطعم الجميل، يأمرهم حبيبهم فيقول: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل".
بلسان رطب بذكر الله، يتذوق طعم الإيمان، وقلب يمتزج ببشاشة الإيمان، يجد المسلم في فمه وقلبه حلاوة الإيمان، وينبض قلبه مع فيض نور الله عليه، فيرى الكون معه لله صائم قائم، ويستشعر معية الله تحفظه، وعين الله تراه، ونبي الله له قائد ورائد.
للحياة في ظلال الصيام لذة، لا يدركها إلا من يعيشها، ونعيم لا يحس به إلا من خالط الإيمان قلبه ومضى بنور الله، وله عند فطره فرحة يحدثها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه"؛ فالفرح موصول من الدنيا إلى الآخرة، حين يحنو الصوم على صاحبه فيقوده إلى رضوان الله.
هذا الصوم الذي يرفع ويسمو بصاحبه؛ فيرفعه من منزلة الجوع إلى مرتبة الأتقياء الأنقياء، وما أجمل دين يجعل لكل عبادة غاية، عند إدراكها يسري الإيمان في القلوب فيستحوذ عليها، وتتحول أيدي الصائمين إلى يد معطاءة حانية ترفع الأسى عن قلوب المحتاجين، وتمسح دموع الحزانى واليائسين.
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، هكذا نبه الحبيب صلى الله عليه وسلم، فما قيمة صيام لا يحد من طيش صاحبه وما هدف صيام لا يحقق الغاية التي أرادها الله منه.. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، والتقوى هي الوقاية أو الدرع الذي يقي الإنسان في معركته مع نفسه ومع الشيطان، ومتى حاط نفسه بهذا الجدار الذي لا ينفذ منه الشيطان إلا في نزغاته وزلاته، اقترب من تحقيق معنى الصوم الذي يترفع كثيراً عن أن يكون مجرد حبس النفس عن الطعام والشراب، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به، أو الجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"..
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" وليس الأمر كما يفهم كثير من الناس من ذلك الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بعبادات أخرى أثناء الصيام, كقراءة القرآن والصدقة وملازمة المساجد أثناء الصوم فقط, وإنما يوجهه النبي صلى الله عليه وسلم أن يستشعر معنى التقوى من الصوم, وأن يستشعر معاني الصوم القلبية, ومعاني الزهد الروحية, وكيف يترك الطعام والشراب لله, وكيف معنى العبودية في الصوم.
إن تحقيق معاني العبادة في رمضان واستشعار وضمان عبادة لذيذة في رمضان وفي غيره لا يكون إلا عندما يصوم المسلم؛ فتسكن روحه، ويربي نفسه على التواضع وحب الخير للناس، وتمضي حياته في الطريق الذي يرتضيه الله لها، فتكون لعبادته لذة، تجعله يستعذب الجوع والعطش في ذات الله وابتغاء مرضاته..
... تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...